30-04-2024
عالميات
|
سكاي نيوز
لفتت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن استخدام ترسانة بلاده النووية في حماية أمن أوروبا، الأنظار إلى احتمال دخول الصراع النووي بين روسيا والغرب مرحلة جديدة، في إطار حرب أوكرانيا.
في الوقت نفسه، قوبلت تصريحات ماكرون بعاصفة من ردود الفعل داخل بلاده بشأن تأثيرها على "السيادة الوطنية"، اختلفت باختلاف الألوان بين اليمين واليسار، وبين معارضي الحكومة وحلفائها.
ماذا قال ماكرون وبوتن؟
خلال خطاب له بشأن مستقبل أوروبا في جامعة السوربون، الخميس، تحدث ماكرون عن "أوروبا قوية"، وطرح فكرة إنشاء استراتيجية دفاع أوروبي إلى جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقوده واشنطن، في مواجهة روسيا.
الجمعة، التقى عشرات الشباب في ستراسبورغ، ودار نقاش عن نشر دروع مضادة للصواريخ وأسلحة بعيدة المدى، وكذلك أسلحة نووية لحماية أوروبا، باعتبار أن ما يهدد أوروبا يعرض مصالح فرنسا للتهديد أيضا.
في نهاية فبراير الماضي، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "تبعات مأساوية" على أي دولة ترسل قوات إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي، وقال إن "كل ما يبتكره الغرب يخلق خطرا فعليا لنزاع باستخدام الأسلحة النووية، وبالتالي القضاء على الحضرة".
تدعو فرنسا منذ مدة طويلة إلى بناء استراتيجية دفاعية أوروبية، غير أنها كانت تواجه إحجاما من شركائها، خاصة ألمانيا، الذين اعتبروا أن مظلة الناتو أكثر أمانا.
ما حدود التصعيد؟
يجيب الخبير الأمني رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا:
أراد ماكرون أن يضع لأوروبا بديلا عن الناتو لتعزيز منظومة دفاعها أمام روسيا.
يعد احتمال التصعيد النووي بين روسيا وأوروبا محدودا ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها، بين دول أوروبا و"الناتو" من جهة وروسيا من جهة أخرى، لكنه لا ينعدم تماما.
ما يحدث أو تؤشر له التصريحات المتبادلة، يمكن فهمه في ضوء سياسات الردع المتبادل.
يدرك كلا الجانبين العواقب الوخيمة للحرب النووية، مما يجعلهما مترددين في اتخاذ خطوات قد تؤدي إليها، وفي نفس الوقت يحاول كل جانب رفع قدراته، وستسعى أوروبا لتعزيز ترسانتها النووية بشكل أوسع.
لكن ماذا عن الترسانتين النوويتين لروسيا وأوروبا؟
الترسانة الروسية
أكبر ترسانة نووية في العالم، حيث قدرت أعداد رؤوسها الحربية النووية عام 2022 بـ5977، وفقا لاتحاد العلماء الأميركيين.
تشمل مجموعة متنوعة من الأسلحة النووية، بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ قصيرة المدى، والقنابل النووية.
تمتلك روسيا أيضا القدرة على إيصال أسلحتها النووية عبر الغواصات والطائرات.
الترسانة تساعد في حفاظ روسيا على وزنها عالميا، والبقاء كواحدة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
ترسانتا فرنسا وبريطانيا
فرنسا وبريطانيا فقط من تمتلكان ترسانة نووية مستقلة لكل منهما في أوروبا، بينما تعتمد بقية دول القارة على الردع النووي الأميركي من خلال عضوية الناتو.
يقدر ما تمتلكه فرنسا بـ290 رأسا حربيا نوويا، بينما تمتلك بريطانيا 215 رأسا.
تركز الترسانتان الفرنسية والبريطانية على الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تطلق من الغواصات.
رد على ماكرون
تعرض الرئيس الفرنسي لسيل انتقادات من أحزاب معارضة اتهمته بـ"التنازل" عن السيادة الوطنية، بعد اقتراحه إدراج أسلحة البلاد النووية في مناقشة حول السياسة الدفاعية الأوروبية.
ووصف فرانسوا كزافييه بيلامي، القيادي بحزب الجمهوريين، هذه التصريحات بأنها "تمس عصب السيادة"، معتبرا في تصريحات إعلامية أنه "لا ينبغي لرئيس دولة فرنسي أن يقول ذلك".
ومثل اليمين، قال حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، على لسان رئيسة كتلته البرلمانية ماتيلد بانو: "لن نشعل نزاعا نوويا لصالح دول أخرى".
ورد رئيس الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو، حليف ماكرون، خلال مقابلة مع قناة "إل سي إيه"، بأن المصالح الحيوية لفرنسا وأوروبا يمكن أن تتداخل أحيانا.
واعتبر تييري مارياني، القيادي في حزب التجمع الوطني، عبر منصة "إكس"، أنه بعد الأسلحة النووية يمكن أن يتنازل ماكرون للاتحاد الأوروبي عن مقعد فرنسا الدائم في مجلس الأمن.
ومن باريس يعلق المحلل السياسي رئيس تحرير موقع "صوت الضفتين" نزار الجليدي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالقول إن ماكرون "تجاهل التداعيات التي قد تترتب على التصعيد النووي حين تحدث بهذه السهولة عن احتمالات انزلاق الصراع لهذا التصعيد".
وأكد الجليدي أن ماكرون "لا يملك اتخاذ قرار بهذا الشأن دون تأييد الداخل، الذي يرفض التورط في مواجهة مع روسيا".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار