09-04-2024
محليات
قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد اجتماع المجلس السياسي: “نتقدّم من عائلة باسكال سليمان ومن حزب “القوات اللبنانية” وسائر اللبنانيين بخالص التعازي، عزاء كبير لزوجته والتقدير للكلام الذي سمعناه منها “كلام مسؤول” ينمّ عن ايمان مسيحي حقيقي وعن وعي وطني كبير، ولأخوه الذي اتصل بي بمحبة ومسؤولية منذ لحظة وقوع الحادث طلب كل مساعدة كأخ محبّ”.
واضاف باسيل: “جميعنا عملنا كل ليل الأحد ونهار الاثنين لنحاول تخليص باسكال وتجنيب البلد وهذا واجبنا فضلًا عمّا سمعناه من رفاقنا التياريين عن باسكال وصفاته الجيدة وما شعرناه من خطر فتنة داخلية، وتابعت بالدقائق مع الأجهزة المختصة ولمست حرصها الكبير وفي النهاية هي مسؤولة انّ تكشف بكل شفافية كل نتائج التحقيق لأن من حقّ اهله وحزبه وجميع اللبنانيين معرفة حقيقة ودوافع الجريمة واسبابها”.
واكد انه “من حق الجميع ان يشكّوا اذا الدوافع ممكن ان تكون سياسية ام لا وليس مجرّد صدفة لسرقة سيارة من عصابة سيارات مع ثبوت هذا الأمر لتاريخه وهنا واجب ومسؤولية الجيش اللبناني ومن بعده القضاء اللبناني ان يكشف الجريمة ويعاقب من ارتكبها ومسؤولية الجيش والقوى الأمنية فرض الأمن بالبلد و منع جرّه للفتنة، الألم كبير كلما خطف مواطن وتهدّدت حياة او حريّة ولكن وحده منطق الدولة واجهزتها ومؤسساتها والقضاء والعدالة هم خشبة الخلاص “لحتّى الأجيال يلّي ما عاشت الحرب”، تعلم ان ضرب الدولة عمداً بمخططات خارجية – داخلية هو الذي تسبب بالحروب التي قضت وتقضي على مئات الآلاف، وهيذا ما يجب منع تكراره، وهذه العبرة الاولى التي يجب ان تبقى ماثلة بأذهان الجميع، من كل الاجيال، والذي لا يريد ان يتّعظ يكون يهوى او يسعى للاستثمار بالفتن والتحريض وتوجيه الاتهامات جزافاً وعشوائياً”.
واعتبر ان “الأمن الذاتي لا يجوز استسهاله وتطبيقه طالما لا يزال لدينا مؤسسات امنية رسمية بدءاً بالجيش تقوم بمهامها وقادرة ان تحمي وتطمّن الأمن الذاتي هو ليس فقط عودة للميليشيا بل هو فتح الباب للعصابات بكل مدينة وبلدة وشارع وهو تفلّت امني سيضرب كل مواطن لبناني لا يرغب ولا يريد الاّ الدولة والشرعية والقانون العام… وليس القوانين العرفية الخاصة”، قائلاً: “هالجريمة المروّعة، شو ما كانت دوافعها، ولو ظاهر من الآن انّها للسرقة، هي نتيجة لعبة امم: لعبة خارجية مع تواطؤ داخلي وابقاء ما يزيد عن مليوني سوري في لبنان، مع ما يعني ذلك من مخاطر وجودية على لبنان، من بينها مخاطر امنية مثل ما حصل مع باسكال وآخرين”.
واشار باسيل الى ان “الخطر الأمني من جراء النزوح لا يعني الانتقام معنويّا او جسدياً من النازحين السوريين لأنه يولّد فتنة كبيرة في لبنان بين اللبنانيين والسوريين اضافة الى تخريب علاقتنا مع شعب هو جار وصديق وقادرين نبني معه مستقبل جيد، اضافة لعلاقاتنا جميعنا كلبنانيين مع عمّال سوريين يسدّون الكثير من حاجاتنا في العمل، ونبني معهم علاقات انسانية اخوية طيّبة”، مؤكداً ان “الحل هو بالضغط والعمل الفعلي لإعادة السوريين الى بلادهم… “العمل والفعل وليس الحكي”، قائلاً: “في لزوم نذكّر بمئات المؤتمرات والتوصيات والقوانين والقرارات يلّي تقدّمنا فيها ويلّي تؤمّن شرعاً وقانوناً وحقاً عودة كريمة وآمنة وسريعة للسوريين الى بلدهم، بدل فتح الحدود البرية لدخول المزيد منهم، وتسكير الحدود البحريّة لمنع خروجهم من لبنان، زيد على هيك استقبال نازحين سوريين عائدين من اوروبا الى لبنان؟، في لزوم نذكّر من سنة 2011 بمئات محاضر مجلس وزراء ومجلس نواب ولجان وزارية واجتماعات خارجية ومؤتمرات طالبنا وقدّمنا فيها مشاريع عمل فعلية لمنع الدخول السوري ولتأمين العودة؟ في لزوم نذكّر شو تعرّضنا لاتهمات بالعنصرية وعرائض موقّعة من نواب وسياسيين وصحافيين وثورجيين ضدّي وضدّ التيار بهيدا الخصوص؟ في لزوم نذكّر بأصوات في مرحلة 17 تشرين من كل تلاوينها: باسيل برا برا، نازحيين جوا جوا؟، في لزوم نذكّر بالمشادات معنا داخل الحيطان الاربعة من معظم الاحزاب والقوى السياسية بلبنان، ومهاجمتنا العلنية بالاعلام والدفاع عن دخول السوريين وعن بقائهم في لبنان؟”.
وقال باسيل إن “جريمة قتل باسكال سليمان هي عبرة لكي لا اقول هي انذار لأنها اكبر بكثير… هي عبرة لكلّ من دافع عن دخول السوريين من دون اي قيد او شرط ولكلّ من وقّع على عريضة ضدّي وضد التيار ولكلّ من صرّح واعتدى علينا… وكل هذا موجود بالأرشيف والفيديوات وبوسائل التواصل ولا نفع للتهرّب والتبرّؤ منه! هذا حصل، وانا شخصياً، اسامح من تعرّض لي فالإساءة تصغر امام دماء باسكال سليمان، ولكن من يعوّض على اللبنانيين من سنة 2011 لليوم عدم تجنيبهم هذه الكارثة؟”.
واضاف “المهمّ الآن، الاّ نزيد الكارثة كارثة اضافية هي اكبر من خلال اشعال نار الفتنة نحن نرفض كل رسائل الترويع ودعوات الثأر الفتنوية ونتمسّك بكلام زوجة الفقيد او الشهيد باسكال ونحذّر من اي مؤامرة لاشعال حرب في لبنان يريدها اعداء لبنان ويستغلونها”، مضيفاً “تخيّلوا معي لو طلع القاتل شيعي بدافع السرقة، شو كان صار؟! ما في سني وشيعي ومسيحي بيسرقوا وبيقتلوا؟ في! اذا القتل بدافع سياسي، كلّنا مع الشهيد واهله وحزبه مين ما كان القاتل، ولكن اذا كان الدافع غير هيك، منبقى مع اهله وحزبه، لكن منعمل حرب بالبلد؟”.
وتابع باسيل: “جوابنا على الجريمة هو اولاً بدعوة الدولة والأجهزة الأمنية والقضائية بتحمّل مسؤولياتهم بحمايتنا كمواطنين لنا حق بالامن والحياة الكريمة وما لنا الاّ الدولة وقوانينها. وهو ثانياً الحل المتوفر اقّله من خلال البلديّات ونحن عملنا مؤتمرات وفي جبيل تحديدا، واتصلنا بكل الأحزاب مناطقياً ووطنياً ودعينا لاخراج السوريين المخالفين من بلداتنا قانوناً وليس عنفاً. “هيدا الشغل الجدّي، وعدا ذلك هو مخاطرة كبيرة على لبنان واستثمار سياسي لا طائل منه”.
واكد ان “التيار الوطني الحر يناضل من اجل اصلاح الدولة وتقويتها وليس تخريبها.. المسيحيون يطالبون بدولة قوية تحميهم وجميع اللبنانيين ايضا..وجميعهم يجب ان يتعلموا درسًا ولا احد في موقع اعطاء درس لأحد امّا خطاب الكراهية والتحريض وشد العصب الطائفي فهو مرفوض لأنه يضرب السلم الأهلي ويدفع البلد الى فتنة تنهي الدولة وتشعل حرباً لن نقبل بأن يجرّنا احد اليها، التيار يجهد ويختلف مع كثيرين منهم حزب الله بموضوع حماية لبنان من حروب الخارج فكيف لا يقاتل لمنع اندلاع الفتنة بالداخل؟ نحن نجهد لمنع الحرب من الخارج ولمنع الفتنة من الداخل… ولكن بكل الأحوال “ما بيجوز الظلم على حدا”.
وقال باسيل: “اساس لقاءنا الصحافي اليوم كان من اجل اضافة جهد لمنع “اسرائيل” من شنّ الحرب ولكن طرأ موضوع جريمة قتل باسكال سليمان واصبح الأساس ولهذا بدأت فيه، وكنّا حضّرنا وارسلنا رسائل وكتب بخصوص منع الحرب وساتحدث عنها باختصار وهي تأتي في نفس السياق لمنع الأذى والضرر عن اللبنانيين وحمايتهم من اليأس والألم والفقر”.
واكد “وجّهنا رسائل مني كرئيس للتيار الى سفراء الدول الخمسة عشر في مجلس الأمن: 5 دائمة العضوية و10 منتخبين، والى الدول الاساسية في قوات اليونيفيل، والى دول اللجنة الخماسية، والى دولة الفاتيكان، والى رئيس مجلس النواب نبيه برّي والى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والى وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب نطالب فيها بتحقيق وقف اطلاق النار في الجنوب بمعزل عمّا يحصل في غزّة، حتى لو اضطر الأمر الى اصدار قرار دولي بهذا الشأن يكون ملزم لاسرائيل وللبنان، ويستند القرار طبعاً لتنفيذ القرار 1701، ولا يناقضه ولا يلغيه اطلاقاً، انما يطالب بتنفيذه ويتمسّك بسيادة لبنان وحدوده، بحسب اتفاقية الهدنة عام 49، ويطالب بوقف اطلاق النار كمثل القرار الصادر بخصوص غزّة في 25 آذار 2024، والذي لم تلتزم به اسرائيل؛ وقد لا تلتزم بهكذا قرار، ولكن الفكرة هي الإثبات والتأكيد على ان اسرائيل هي المعتدية وهي الغاصبة وهي التي تفتك وتدمّر في لبنان وهي الخارجة عن الشرعية الدولية”.
واضاف “لن اطيل الكلام بهذا الموضوع وسأشرحه لاحقاً بالتفصيل اكثر، ولكن منعاً لأي تأويل ليس في مكانه، اريد ان اذكّر بالأمور التالية: 1 – هدفنا واحد وهو عدم التوسّع بالحرب ضدّ لبنان وهذا امر يجمع عليه الكثير من اللبنانيين وعلى رأسهم المقاومة وحزب الله، وكافة الدول الصديقة للبنان، فيما اسرائيل تريد جرّنا الى حرب على مقاسها ورغباتها وقدراتها بما يلحق الأذى فينا. نحن نعلم ان اسرائيل لا تحتاج الى ذريعة لتعتدي علينا، ولكننا نحن مدعوّون الى اسقاط ذرائعها.
2- لا نريد ان تتوسّع الحرب ولكن الدفاع عن النفس هو حق مقدّس اذا هاجمتنا اسرائيل وشنّت الحرب علينا، وعندها دعم المقاومة واجب وطني فلا يحاول احد الاصطياد بالتباين القائم بيننا وبين حزب الله حول وحدة الساحات وحول جدوى ان يكون لبنان غاطس في هذه الحرب وكلفتها علينا، مقابل النتائج التي يمكن ان نحصدها. وهذا الخلاف لا يعني ان قلبنا لا يدمي عند سقوط كل شهيد من المقاومة وتدمير كامل او جزئي لأي منزل”.
وقال: “موقفنا لا يعني الاّ حرصنا على كل عناصر قوّة لبنان والحفاظ على معادلة القوة والردع التي حمت لبنان منذ 2006 حتى اليوم ونحن نرى بأنّها تتراجع لصالح العدو، موقفنا هو أيضًا تأكيد على ان جبهتنا الداخلية لن تكون ضعيفة كما يتمنى العدو الاسرائيلي اذا اراد شن حرب علينا، ولكنها تكون ضعيفة اذا فرّطنا بقوتنا الداخلية بضرب الدولة والمؤسسات والشراكة والوحدة الوطنية”.
3- نساند الفلسطينيين في مقاومتهم وفي سعيهم للحصول على دولتهم، والحري بنا هنا ان نحافظ على دولتنا واعادة تكوين السلطة فيها بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية سريعاً”.
وقال باسيل: “دولة بلا رأس يتضعضع مجتمعها ويتسيّب امنها وامانها؛ انظروا ما حصل البارحة! دولة بلا رأس ومن دون تضامن تفقد قدرتها على مواجهة عدو شرس يريد القضاء على نموذجها النقيض لنموذجه”، مضيفاً “بالنهاية، كل ما نفعله هنا هو المطالبة بتنفيذ الـ 1701 من خلال قرار دولي جديد يؤكّد عليه، وحقّنا ان نطالب بوقف اطلاق النار وهذا لا يضعف لبنان ولا المقاومة، لا بل يمنع اي تراجع لهم. ولمن اراد ان ينصحنا وينعتنا بالصديق، فهو صديق فعلاً، وعلينا تقييم لاحقاً منافع نصف الحرب وعلينا ان نتحاور طبعاً ودائماً، ولكن يا ليت صار الحوار والنقاش او يصير من اصحاب العلاقة”.
وختم مؤكداً “مقصدنا هو حماية لبنان وتقويته وليس اضعافه. نحن لسنا على الحياد بين الحق والباطل و”اسرائيل” هي الباطل ونحن الحق، ولكن نستشعر انقساماً في داخلنا وعلينا مواجهته وليس التفرّج عليه. غيرنا يهلّل للانقسام ويغذيه وينتظر الحرب، نحن نرفض التفسّخ الداخلي ونواجهه لترميمه، ونسأل ألمْ يحن الآوان بعد لانتخاب رئيس ميثاقي وطني مقاوم واصلاحي؟ الم يحن الوقت لتنفيذ خطّة رحيل وعودة النازحين السوريين عن ارض لبنان؟”.