05-04-2024
مقالات مختارة
كمال نحاس
كمال نحاس
مع تكرار عمليّات الاغتيال التي تستهدف جيل قاسم سليماني في الحرس الثوري الإيراني، الجيل الذي يُعتبر مؤسّس حزب الله في لبنان، تبرز تساؤلات جوهريّة حول مستقبل العلاقة بين إيران و حزب الله، و كيف سيؤثّر هذا التحوُّل على أولويّات الأجندة الإيرانية و على نفوذ حزب الله.
أوّلاً، يعتبر هؤلاء القادة الذين تعرّضوا للاغتيال جسراً مهمّاً لنقل الدعم اللوجستي و المالي من إيران إلى حزب الله، ما كان يعزّز قدرات الحزب و نفوذه في المنطقة. مع غياب هذا الجيل من القادة، قد يشهد حزب الله تحدّيات في الحفاظ على نفس مستوى الدعم السابق، و خاصّة إذا ما تبنّى القادة الجُدد في الحرس الثوري رؤية أقلّ حماساً لتعزيز نفوذ و تمويل عمليّات الأذرع الخارجية.
ثانيًا، يحتمل أن تؤدّي التغييرات في قيادة الحرس الثوري إلى إعادة تقييم الأولويّات داخل الأجندة الإيرانية، حيث قد يفضّل القادة الجدد التركيز على تحدّيات داخليّة أو على مناطق نفوذ أخرى. هذا التحوُّل قد يؤدّي إلى إعادة تشكيل دور حزب الله في السياسة الخارجية لإيران و في استراتيجيّتها الإقليمية.
في الختام، على الرغم من أنّ غياب القادة المقرّبين من سليماني قد يشكّل تحدّيات لحزب الله، إلّا أن النتائج النهائية ستعتمد بشكل كبير على الأولويّات الاستراتيجية للقيادة الجديدة التي ستخلّف المرشد الأعلى الذي يحدّد هو أولويّات الحرس الثوري. محاولات المرشد الحالي لتوريث إبنه قد تكون تمرّ اليوم بعمليّة تطهير دمويّة لتأمين إنتقال السلطة و تطوير برنامج عمل الحرس الثوري بما يتناسب مع متطلّبات البقاء في الحكم مستقبلاً.
أبرز الأخبار