28-03-2024
عالميات
|
المركزية
يولا هاشم
يولا هاشم
– لم تدم فرحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طويلاً بفوزه بولاية رئاسية خامسة، إذ بعد أقل من أسبوع أدّى هجوم دموي في مركز "كروكوس" التجاري في ضواحي موسكو، إلى وقوع 133 قتيلاً على الأقل، أعلنت الأجهزة الأمنية عن نجاحها في تعقب المنفذين الأربعة، واعتقالهم مع عدد آخر من المشاركين في التخطيط للهجوم.
وتوعّد بوتين "جميع منفذي هذه الجريمة ومنظميها ومدبريها" بأنهم سينالون العقاب العادل والحتمي. وقال: "سنحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين؛ من أعد هذا العمل الوحشي، هذا الهجوم على روسيا وعلى شعبنا".
هذا العمل الارهابي طرح تساؤلات عدة حول موقف الكرملين من الانفجار؟ من يتهم واين ستكون ردة الفعل؟ وماذا كشفت التحقيقات مع المتهمين بعد ان تم توقيف بعضهم؟ هل هم من داعش؟ ولمصلحة مَن يعمل هؤلاء؟
مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان روسيا تعتبر ان اسلاميين راديكاليين نفذوا العملية، لكن المخابرات الاوكرانية والغربية تقف وراءها، وهذا ما صرّح به الرئيس بوتين وكذلك مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، وأيضاً سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الذين أعلنوا ان من نفذ هم راديكاليون اسلاميون طاجيك، ولكن من خطط وسهل وأمّن وموّل العملية هي المخابرات الاوكرانية بالتعاون مع المخابرات الغربية، خاصة وان موسكو أوقفت السيارة التي كانت تُقل الاشخاص الاربعة الذين نفذوا العملية وهم يهمّون بالهروب باتجاه اوكرانيا، في مقاطعة بريانسك على الحدود الاوكرانية - الروسية.
وتشير المصادر الى ان روسيا تؤكد ان ما حصل لا يشبه عمليات داعش، لأن هذا التنظيم، عندما يقوم بعملية يبقى حتى يستشهد للذهاب الى الجنة، في حين ان منفذي العملية هربوا بسرعة ليقبضوا المال مقابل التنفيذ، واعترفوا انهم موعودون بالاموال. العملية من حيث الشكل مدروسة ومضبوطة بطريقة "نفذ ثم اهرب"، وهذه ليست من طبيعة داعش. وتؤكد روسيا ان التنظيم لا يقف خلفها حتى لو انه تبناها، كما وأنها تستغرب إصرار الاميركيين والانكليز على تبرئة الاوكران من هذه العملية. وترى روسيا ان منذ تعيين مسلم من التيار في وزارة الدفاع الاوكرانية، فإن كل المنظمات الاسلامية المتطرفة في العالم بدأت تقف الى جانب اوكرانيا وتدعمها ضد روسيا، وهذه برأي روسيا لعبة التركمان وراء العملية.
وتعتبر المصادر أن ردة الفعل ستكون في اوكرانيا، وان روسيا بالفعل لم تتأخر في الردّ، وبدأت تضرب المدن الاوكرانية بشكل مكثف، لكنها في المقابل تنتظر للتأكد من كل هذه المعطيات. وبعد هذه العملية، وبعد ان تبين ان المخابرات الاوكرانية تقف وراءها، بدأ الشعب الروسي يطالب بحسم الامور، وهذا ما أعطى الرئيس بوتين دفعاً كي يستكمل اكثر. ولذلك ترى المصادر ان الهجوم سيتوسع ويشمل منطقة اوديسا وصولاً إلى إقفال منطقة البحر الاسود في القسم المتبقي من اوكرانيا.
ووضعت المصادر العملية في خانة الارهاب، مشيرة الى ان اوكرانيا، بعد ان منيت بالخسائر على الجبهات قامت بهذه العملية لتقلب الرأي العام على الرئيس بوتين ولإعطاء نفس جديد ومعنويات للداخل الاوكراني، إلا أن الامور أدت الى رد فعل عكسي.
بوتين في خطابه، قال ليس من مصلحة الاسلام في هذا الوقت محاربة روسيا، خاصة بعد المواقف التي اتخذتها موسكو في قضايا الشرق الاوسط وخاصة موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وموقفها من حماس. من هنا أعطى بوتين اشارة بأن الاسلام السياسي ليس خلف هذه العملية بل المخابرات الاوكرانية والغربية لكنها جندت اشخاصا اسلاميين وراديكاليين استغلوهم للقيام بالعملية مقابل الاموال"، تختم المصادر.
أخبار ذات صلة