23-03-2024
محليات
|
نداء الوطن
يا خرّوب مين يداويك»، واقع بدأ يفرض نفسه اليوم على هذه الشجرة المهمة في لبنان والمهدّدة بمرض فطري يصيب أوراقها فيرمّدها ويقضي على الإنتاج، في ما لو تأخرت عملية المعالجة.
يواجه الخروب مرضاً بدأ ينتشر بسرعة في منطقة النبطية وإقليم التفاح، كما كل لبنان، وتحديداً في الأماكن الرطبة والوديان. ومنذ عامين، تعمل بلدية النبطية الفوقا على محاولة معالجة المرض ولم تنجح حتى اليوم، بسبب إهمال المزارعين المرض في بدايته، ما دفع برئيس الجمعية التعاونية في عربصاليم قاسم حسن لرفع الصوت.
لا يعوّل حسن كثيراً على تدخّل وزارة الزراعة، فهي لا تولي هذا القطاع اهتمامها، مناشداً مزارعي الخروب بَدْء رشّ الأشجار بمادة طبيعية تسمى «الجنزار» كي نوقف هجمة المرض، ونحافظ على هذا الموسم الذي يبدو واعداً بحسب حسن. لم تحظَ شجرة الخروب، أو «الشجرة الاقتصادية» كما يطلق عليها باهتمام إلا في السنوات الأخيرة، بعدما بدأت أسعار بذورها ترتفع، وسجل سعر الكيلو الواحد 13 دولاراً، ونشط تصديرها إلى الخارج. وقتها فقط عرف المزارع قيمة الشجرة المنسية بحسب ما يشير حسن الذي يبذل جهوداً مضاعفة لحماية هذه الثروة الطبيعية والإنتاجية في آن.
يحتل لبنان المرتبة التاسعة عالمياً في إنتاج الخروب، إذ يُنتج سنويّاً حوالى 7 آلاف طنّ تصدّر بمعظمها إلى الخارج وتحديداً بذورها التي تدخل في الصناعات الطبية والتجميلية والغذائية.
هذه الثروة المهمّة لا تحظى بعناية الدولة، لا سيّما وزارتي الزراعة والصناعة حتى الآن، حيث يجب عليها تطويرها وبدء تصنيع البذور محلياً وتصديرها للخارج، بالنظر إلى قيمتها ومردودها المالي، وفق حسن.
ينشغل الأخير بالعمل على مكافحة المرض الفتّاك، كي لا نصل إلى وقت نخسر فيه هذه الثروة الزراعية المهمّة. وينصح حسن بالإسراع في معالجة المرض، ويطلب من وزارة الزراعة إيفاد مهندسين زراعيين وفنيّين للكشف السريع على أماكن تفشّي المرض والإيعاز للمزارع ببدء الرشّ. يُدرك جيّداً أنّ الوزارة لن تقدّم العلاج بحجة الانهيار المالي. ويؤكّد أنه عبر التعاونية الزراعية وتعاون المزارعين والبلديات يمكن تأمين الدواء، لأن سعره لا يتخطى الـ10 دولارات. ويشدّد على ضرورة التدخّل السّريع كي لا يتطوّر ويصيب الجذور بالاهتراء. ما يدفع حسن إلى رفع الصوت، هو أنّ زراعة الخروب واعدة، كما لا ننسى «دبس الخروب» الصحيّ ذا القيمة الغذائية العالية، كما تدخل «بودرة» (مسحوق) الخروب في العديد من الصناعات الغذائية. ينكبّ حسن اليوم على إجراء تحاليل «بودرة» الخروب لإظهار قيمتها الغذائية إلا أنه يشير إلى وجود صعوبات في مواصلة العمل، لأنّ كلفة الاختبارات باهظة الثمن، فأقل فحص مخبري تصل كلفته إلى 300 دولار، وإذا لم تدعم الوزارة الأمر لا يمكننا الوصول إلى صناعة محليّة واعدة. في السنوات الثلاث الأخيرة، ارتفعت أسعار بذور الخروب فسجّل الكيلو الواحد 13 دولاراً، قبل أن يعاود انخفاضه إلى دولارين ونصف السنة الماضية، نتيجة تحكّم التجّار به، وفرض قبضتهم على السوق بحسب ما لفت حسن، مضيفاً أنّ الخروب يقع بين فكي كماشة التجار من ناحية والمرض من ناحية ثانية، ويشكّل غياب دور وزارة الزراعة كارثة كبرى.
في رأيه، يمكن مواجهة تجّار السوق بتعزيز الصناعة المحليّة، ومن ثم تصدير الإنتاج. والأهم وفق حسن هو أنّ الخروب من أبرز الأشجار الزراعية العضوية في لبنان التي لا تدخلها الأدوية إطلاقاً (organic).
أخبار ذات صلة