20-03-2024
صحف
|
الجمهورية
كتبت صحيفة "الجمهورية": ليس هناك من شيء عملياً متوقّع على جبهة الاستحقاق الرئاسي حتى مطلع الشهر المقبل، الموعد الذي سيستأنف فيه سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية لقاءاتهم مع المسؤولين والمرجعيات والقيادات الدينية والسياسية ورؤساء الكتل النيابية، وذلك بعد أنجزوا أمس جولتهم الاولى من هذه اللقاءات التي امتدت ليومين متتاليين، وذلك سعياً لتحقيق التوافق بين المعنيين على انتخاب رئيس جمهورية جديد خريطة طريق تقوم على حوار فجلسات انتخابية متتالية فانتخاب رئيس.
سفراء الخماسية
في غضون ذلك وبعد يومين من اللقاءات المكثفة لسفراء المجموعة الخماسية، تَكوّنَ لديهم اقتناع بأن خريطة طريق انتخاب رئيس لبنان اصبحت واضحة وترسخت خطوطها العريضة خلال اجتماع عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بموافقة كل اعضاء اللجنة. والمسار، بحسب ما اوضح مصدر سياسي بارز على معرفة وثيقة بأجواء الاتصالات لـ«الجمهورية»، يبدأ بحوار او طاولة نقاش يترأسها الرئيس بري كونه رئيس مجلس النواب، ثم يدخل النواب الى جلسة انتخاب بدورات متتالية ونصاب مكتمل يضمنه ميثاق خطّي بحضور الجلسات وعدم تطيير النصاب، تبدأ الدورة الاولى، واذا تَعذّر وصول اي مرشح بحصوله على 86 صوتا، تُجرى جولة ثانية اذا تأمّن للمرشح 65 صوتا ينتخب الرئيس واذا فشل، تجرى الدورة الثالثة ثم الرابعة. واذا بقيت الحال على ما هي، اي تعذر التوصّل الى عدد الاصوات المطلوب، يختم الرئيس بري الجلسة ويقفل المحضر ويرفعها… ثم يستمر في الدعوة الى جلسات مماثلة الى حين انجاز الانتخاب.
لكنّ هذا المسار الذي اعتبره سفراء الخماسية منطقياً ويحقق الهدف، سرعان ما تلاشى عند لقائهم مع القوى المسيحية، اذ اكد المصدر لـ»الجمهورية» ان حراك الخماسية اصيب بنكسة ونعى نفسه نتيجة التعنّت والرفض لدى فريق المعارضة المسيحية، أولاً لترؤس الرئيس بري الحوار كونه طرفاً، وثانياً بَدا انّ هناك خوفاً جدياً من امكانية وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في هذا المسار. ولذلك ذهب هذا الفريق اكثر في اتجاه اشتراط التوافق على «اسم ثالث» قبل الدخول الى الجلسة، الامر الذي يرفضه «الثنائي الشيعي» رفضا قاطعا، ما يعني انّ المسعى اصطدم بحائط مسدود». وقال المصدر: «لا نتائج لهذه الجولة لكن لا شيء ينتهي، وهناك محاولة ستجرى بعد شهر رمضان، على رغم من ان الامور اصبحت صعبة اكثر والنقاش يَجنح نحو العقم».
وكان سفراء المجموعة الخماسية: السعودي وليد بخاري، الفرنسي هيرفيه ماغرو، القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، المصري علاء موسى، الاميركي ليزا جونسون، قد اختتموا امس المرحلة الاولى من جولتهم على القيادات اللبنانية. فبعد زيارتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس الاول، زاروا امس الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية، وأطلعوه على خلاصة لقاءاتهم وخطة تحركهم الهادفة لإتمام الاستحقاق الرئاسي.
وخلال اللقاء، شدد عون على «ضرورة ان تتوافر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعانيها لبنان وخصوصا ما يطاول الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية».
وعلمت «الجمهورية» انّ عون ركّز خلال اللقاء على المواصفات الاصلاحية للرئيس المقبل للجمهورية، وعلى استمرار التحقيقات المالية حول الهدر والقضاء على ودائع اللبنانيين، وصولاً الى محاسبة المسؤولين.
وبعد اللقاء قال السفير المصري علاء موسى: «كنّا حريصين على لقاء الرئيس عون لأمرين مهمين. أولاً لرمزيته السياسية، والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة. وفي الحقيقة حرصنا على الاستماع الى نصائحه وعرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة المقبلة، وما تراه الخماسية من مسار يمكن انتهاجه في الايام القليلة المقبلة وصولاً الى انتخاب الرئيس. وقدّم لنا نصائح كثيرة ومهمة واعتقد ان هذه النصائح ستفيد كثيراً عمل اللجنة في لقاءاتها المقبلة مع مختلف القوى السياسية، واليوم لدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي، وتستكمل إن شاء الله في مطلع الشهر المقبل مع بقية الكتل السياسية للتوصّل الى ارضية مشتركة تسمح لنا ان نحُدث اختراقاً في هذا الملف الصعب، وهذه الجهود جميعاً نرجو ان تصبّ في الانتهاء من هذا الملف في أسرع وقت ممكن».
ثم زار السفراء الخمسة رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع في معراب، في حضور النواب ستريدا جعجع، غسان حاصباني، بيار بو عاصي، ملحم رياشي، رئيس جهاز العلاقات الخارجية ريشار قيومجيان، ومارك سعد وطوني درويش عن الجهاز، بالاضافة الى المستشارين السياسيين في السفارة الاميركية والسفارة الفرنسية.
وبعد اللقاء، اعتبر جعجع أنّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري babysitter (حاضنة اطفال) ِلمحور الممانعة»، مضيفًا: «ما شفت أشطر منّو للرئيس برّي بتضييع الشنكاش». وقال: «إن دول الخماسية صديقة للبنان وتحاول أن تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك كنت صريحًا معهم في أنّ المشكلة هي لدى محور الممانعة لأنّه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه. جوهر المشكلة هو محور الممانعة وعليهم البحث هناك، ونحن لم نطرح خلال اللقاء أسماء مرشحين».
ومساء، زار السفراء الخمسة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو، سفراءَ اللجنة الخماسية في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعضوي «اللقاء الديمقراطي» وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن.
وجرى خلال اللقاء «البحث في آخر ما توصّلت إليه اللجنة الخماسية ومناقشة التطورات وآخر المستجدات»، وذلك بحسب معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار