هذه المنطقة التي يقصدها السائح الخليجي والأجنبي واللبناني تقدم صورة فاضحة عن سوء السياحة التي وصل إليها هذا القطاع في لبنان باستثناء بعض المناطق التي ترفع لها القبعة على غرار منطقة البترون التي جعلت منها البلدية منطقة سياحية بامتياز.
مع نهاية الأسبوع تشكل الزيارة إلى كفرذبيان معاناة بالمعنى الصحيح حيث تجتاح طرقاتها وأملاكها العامة والخاصة جماعات من المتطفلين على السياحة وتستبيح جوانبها بسطين الأراجيل وسوق يشبه إلى حد بعيد الأسواق الشعبية.

كل هذه الأمور تتم تحت نظر وزير السياحة والبلدية التي وضعت 180 عنصرا على طرقات المنطقة في يوم إعلانها عاصمة السياحة الشتوية ليغيب هؤلاء في اليوم التالي ويتركون شريعة الغاب تتحكم فيها.

والمعلم السياحي الوحيد أي أوتيل "مزار" فحدث ولا حرج عما يحصل فيه من استباحة لأموال الناس عبر بلطجة "الفاليه باركينغ" أو إطلاق النار في الهواء وترهيب الناس ليتدخل وزير السياحة شخصيا عند صاحب الفندق للتنازل عن الدعوى بحق مطلق النار الذي أجلسه إلى جانبه في احتفال الإعلان عن كفرذبيان عاصمة السياحة الشتوية.

ووزير السياحة يغيب عن دوره المنوط به وبدل أن ينزل إلى الأرض ويتابع كافة الإجراءات التي تحمي منطقة سياحية وأهلها من التطفل على طرقاتها وأملاكها الخاصة والعامة يكتفي بالصور ويقول إن اللجنة أعلنتها عاصمة سياحية فعن أي لجنة يتحدث، والشعب لم ينس إلى الأمس القريب ما حصل في تلفريك جونية دون أن يتم توقيف أي مسؤول عما حصل.

والأخطر التغاضي عن موضوع السلامة العامة على ال "تيلي سياج" التي توحي بأن من يصعد فيه معرضا بأي لحظة للسقوط عدا عن مقاعده المخزية أمام السياح التي لم يتم تأهيلها منذ سنوات. والمستغرب أن البلدية التي تتقاضى أعلى الرسوم في لبنان تغيبا عن معالجة هذا الأمر بما يوحي أنها لا تستحق بأن تكن ممثلا عن المكلفين في تلك المنطقة التي تحتاج إلى إدارة استثنائية شبيهة بإدارة منطقة سياحية كالبترون.