19-02-2024
محليات
|
MTV
غاب الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، كما جميع قيادات الحزب ونوابه، عن أسبوع بيت الوسط هذا العام، واكتفوا بتحية الشهيد رفيق الحريري بوضع الزهور عند ضريحه. وكان لعدم حصول اللقاء بين الرجلين وقعه، وعندما سأل الإعلاميون عن السبب، كان جواب الرئيس سعد الحريري: "وليد هو وليد". فما حقيقة ما يحصل؟
التزم الاشتراكي الصمت ولم يعلّق على زيارة الحريري، ولا على جوابه، إلا أن حجم الجفاء أكبر من تجاهله، لا سيما وأن الحريري غادر بيروت والخطّ بقي مقطوعاً بين بيت الوسط وكليمنصو.
"لحظة انفجار مرفأ بيروت كان وليد جنبلاط أول الواصلين الى بيت الوسط، قبل ان تتضح صورة ما حصل خوفاً من أن يكون قد أصاب الحريري أي مكروه"، تستعيد مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي هذه الصورة، لتشير الى حجم ونوع العلاقة التي يكنّها جنبلاط لسعد الحريري، مذكّرةً بالحرص الحقيقي لجنبلاط على موقع الحريري وحيثيته في مختلف المحطات، وما صورة الزيارة في ٤ آب ٢٠٢٠ إلا واحدة من مبادرات عدّة في سياق أداء جنبلاط، وهو الذي حمل لقب حامل النعشَين، أي الشهيد كمال جنبلاط والشهيد رفيق الحريري.
وتضيف المصادر، عبر موقع mtv: "للأسف، في المقابل يتعاطى الحريري وفريق من المحيطين به بطريقة لا تليق لا بموقع الحريري ولا بحقيقة ما يكنّه جنبلاط له ولا بحجم المسيرة السياسية المشتركة، وعوض ذلك يتخذ فريق المستقبل مواقف غير محسوبة وتصريحات لا تنمّ عن حرص. الأمر الذي تكرّر أكثر من مرة، لكن رغم كل الاختلافات التي حصلت، كان الشق الأساسي من العلاقة وطنياً واستراتيجياً ثابتاً رغم كل هذه النتعات المستقبلية".
وتستعيد المصادر محطات أساسية في العلاقة خلال السنوات الماضية تظهر مدى حرص الاشتراكي، ومنها:
-في العام ٢٠١٩، وبعد ثورة ١٧ تشرين، رفض جنبلاط استقالة وزرائه من الحكومة قبل اتخاذ الحريري موقفه، وقالها بجرأة رغم كل الضغوطات حينها "فتنا سوا ومنفل سوا"، في حين خرج الآخرون.
- ولاحقاً في خلال محاولة الحريري تشكيل الحكومة بعد ١٧ تشرين، كان الاشتراكي إلى جانبه.
- بعد اتخاذ الحريري قراره بالاعتكاف، قام جنبلاط بمحاولات كثيرة لإقناعه بالعودة عن موقفه وفي محاولة ترتيب الأمور.
- في كل المحطات ما بعد الاعتكاف، كان هناك حرص اشتراكي على ألا يكون هناك أي استهداف لتيار المستقبل، وأحد وجوه هذا الحرص عمل الإشتراكي، خلال التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، أن يشمل التمديد أيضاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
وإذ تستعرض المصادر هذه المحطات قبل مقاربتها لقضية توقيف رئيسة دائرة الامتحانات في وزارة التربية أمل شعبان، توضح أن توقيفها حصل من دون موافقة وزير التربية عباس الحلبي، اذ حصل التوقيف بموجب قانون الاثراء غير المشروع الذي لا يحتاج الى إذن وزير، ورغم ذلك حمّل تيار المستقبل الوزير مسؤولية التوقيف، ولم يتوان عن اتهام مرجعيته السياسيّة بالأمر.
وتستغرب المصادر كيف أن الحريري وتيار المستقبل هاجما الحلبي وجنبلاط على التوقيف، فيما الجهاز الذي أوقف شعبان هو شعبة المعلومات تحت إمرة العميد خالد حمود، وهو من المحسوبين مباشرة على الحريري، وقد انتشرت صوره مع الحريري منذ أيام، فلماذا لم يقاطعه؟
وتتابع المصادر "أما قرار وزير التربية بعد الافراج عن شعبان، فهذا حق لأي وزير ان يتولى إدارة وزارته بالطريقة التي يعتبرها مناسبة للعمل، بغض النظر عن حيثيات ما حصل. فلِم هذا التشفي بالسياسة والاتهام لمرجعية الوزير قبل معرفة حقيقة الأمر"، وتستطرد المصادر: "على الرغم من هذه الاتهامات والبيانات والمواقف، فإنّ الاشتراكي لم يرد على هذا "النكد"، لا بل طلب جنبلاط من قياديي الحزب عدم الدخول بأيّ سجال مع المستقبل".
وتجزم المصادر "لم نطلب موعداً من بيت الوسط للقاء الحريري، لأنه لا يستطيع اتهام زعامة سياسية كالمختارة بما صدر عنه وعن تياره، وأن يتوقع أن يكون التعاطي معه طبيعياً، اذ عليه المحافظة على الحد الأدنى من احترام العلاقة وجوهرها، ولأن هناك حرص على العلاقة لم يردّ الإشتراكي لا على البيانات السابقة للتيار ولا على كلمة "هو وليد" التي قالها الحريري".
وتختم: "صحيح، وليد هو وليد الذي قاد ثورةً من أجل دماء رفيق الحريري".
أخبار ذات صلة
محليات
جنبلاط يرفض لقاء لاريجاني