16-02-2024
عالميات
|
الحرة
تتسارع التصريحات والخطوات التي تعتبر بمثابة ابتعاد عن سياسة خارجية استمرت لعقود، حيث أعلنت كوريا الشمالية أن جارتها الجنوبية أصبحت "عدوها الرئيسي"، وأغلقت وكالات يتركز عملها على التواصل وتحقيق الوحدة مجددا بين البلدين، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان الزعيم كيم جونغ أون، يستعد للحرب، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وقال كيم في تصريحات نقلتها وكالات رسمية كورية شمالية، الجمعة، إنه "لن يتردد في القضاء" على كوريا الجنوبية، حال تعرضت بلاده لهجوم.
وواصل حديثه بالقول: "إذا تجرأ العدو على استخدام القوة ضد بلادنا، فسنتخذ قرارا جريئا سيغير التاريخ، ولن نتردد في حشد كل القوى العظمى للقضاء عليهم"، معتبرا أن "السلام ليس شيئا يمكن استجداؤه أو تبادله عبر مفاوضات".
وصعّد كيم من حدة تهديداته، بالتطرق إلى "احتلال" الجارة الجنوبية، بالقول إن "قرار تعريف الدمى الكورية (الجنوبية) على أنهم الدولة المعادية رقم واحد والعدو الذي لا يتغير، واحتلال أراضيهم وإسقاطها في حال الطوارئ، هو من أجل الأمن الأبدي لبلادنا" وفق ما نقلت عنه الوكالة.
ويطرأ جمود على العلاقات بين الكوريتين، فيما تسرّع بيونغ يانغ برامجها لتطوير الأسلحة، وتعزز سيول تعاونها العسكري مع واشنطن وطوكيو، في حين أن مشاريع التعاون الاقتصادي بين الكوريتين معلّقة منذ سنوات.
وصوّت البرلمان الكوري الشمالي لصالح إلغاء القوانين المتعلّقة بالتعاون الاقتصادي مع الشطر الجنوبي، وفق ما أعلنت وسائل إعلام رسمية الأسبوع الماضي، في ظل تدهور العلاقة بين البلدين الجارين.
قرار حرب؟
وكتب الخبيران البارزان، روبرت كارلين، وسيغفريد هيكلر، في تحليل لموقع "38north"، الشهر الماضي: "لا نعلم متى أو كيف يعتزم كيم الضغط على الزناد، لكن الخطر تجاوز بكثير التحذيرات الروتينية في واشنطن وسيول وطوكيو بشأن استفزازات بيونغ يانغ"، وأشارا إلى أن كيم "اتخذ قرارا استراتيجيا بخوض الحرب"، بحسب ما نقلت "سي إن إن".
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن العديد من المراقبين يختلفون مع هذا الرأي، باعتبار أن الزعيم الكوري الشمالي البالغ من العمر 40 عاما، يدرك جيدا أن أي تحرك عسكري ضد كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة، ربما يعجّل بالقضاء على نظامه.
لكن في نفس الوقت، أشاروا إلى الاستعداد لـ"عام من التصعيد"، معربين عن قلقهم إزاء خطر تصعيد الأعمال العدائية من كوريا الشمالية، مما قد يتسبب في اشتباكات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية، ويزيد خطر نشوب صراع نووي، وإن كان الخيار الأخير بعيدا.
وقال مدير مركز أبحاث كوريا الشمالية في معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة كونغنام في تشانغوون بكوريا الجنوبية، أول تشول ليم، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية "في مرحلة حرجة للغاية".
وأضاف: "في ظل المستوى العالي من التوترات المتبادلة، هناك احتمالية بنشوب صراع عرضي بسبب سوء تقدير أو تصور خاطئ".
فيما أوضحت "سي إن إن" في تقريرها، أنه ربما تكون تلك التغييرات في السياسة، وراءها المخاوف المتزايدة من جانب كيم، بسبب تكثيف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التدريبات العسكرية والتنسيق بينهما، بجانب ثقته في المناخ الجيوسياسي المتغير الذي جعل بلاده أقرب إلى شريك رئيسي لروسيا.
"كيم يشعر بالتهديد"
فيما أشار التقرير أيضًا إلى أن كيم ربما رأى أن نفوذ الولايات المتحدة "يخضع للاختبار في صراعات ممتدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، بجانب الصعود الصيني واستفادتها من تحالف مع دول مثل روسيا والصين، على خلاف الغرب".
وقالت الزميلة بمركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، راشيل مينيونغ لي، إن كيم اكتسب "المزيد من الجرأة"، معتبرة أن التحول في سياسته نحو كوريا الجنوبية هو جزء من "تحول أوسع في السياسة الخارجية، تخلى فيها عن فكرة تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة عبر نزع السلاح النووي، وبدلا من ذلك توجه نحو الصين وروسيا".
وجاءت الدفعة الكبيرة لهذا التحرك في سبتمبر الماضي، حينما استقبله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، وهي رحلة خارجية نادرة للزعيم الكوري الشمالي.
وحذر خبراء، وفق "سي إن إن"، من أن هذا التصعيد "ربما يستمر هذا العام، وأن تخفيف حدته أمر مطروح للنقاش"، ويرى بعض الخبراء أن "استعراض القوة هو أفضل رادع لكوريا الشمالية".
فيما يرى آخرون أن هناك حاجة لإيجاد "سبل للحد من شعور كيم بأن نظامه مهدد بسبب التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومنع بيونغ يانغ من التقرب من موسكو وبكين".
وكانت بيونغ يانغ قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها "اختبرت بنجاح" نظام تحكّم جديداً لراجمة صواريخ، قالت إنّ دورها سيكون "متزايداً" في ساحة المعركة.
وفي يناير، أعلنت كوريا الشمالية أنّها اختبرت "نظام أسلحة نووية تحت البحر" وصاروخاً بالستياً فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب، وذلك بعدما أجرت العام الماضي العديد من اختبارات الأسلحة.
كما أطلقت الشهر الماضي وابلا من القذائف المدفعية قرب جزيرتين حدوديتين تابعتين لكوريا الجنوبية، مما دفع الشطر الجنوبي لإطلاق تدريب بالنيران الحية وإصدار أوامر إخلاء للسكان.
وتعهد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الرد بقوة على أي هجوم من بيونغ يانع، داعيا جيشه إلى "التحرك أولا والإبلاغ لاحقا" حال استفزازه.
وعزز يون التعاون الدفاعي بين بلاده والولايات المتحدة واليابان منذ أن وصل إلى السلطة في 2022، بما في ذلك توسيع المناورات المشتركة لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ المتزايدة.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
زعيم كوريا الشمالية: حان الوقت للاستعداد للحرب
أبرز الأخبار