14-02-2024
متفرقات
عندما نقع في الحب، يفرز الجسم مزيجاً هرمونياً جارفاً من السيروتونين، والفينيل إيثيلأمين، والدوبامين، والأوكسيتوسين. يتم إنتاج معظم هذه الهرمونات في الدماغ.
يقول هيلموت شاتز من "الجمعية الألمانية للغدد الصماء": "الحب غير قابل للقياس، لا بتحليل الدم ولا بغيره، ولكن يمكن دراسة وتحليل تأثيرات المزيج الهرموني علمياً باستخدام التصوير المقطعي، الذي يسجل على الأقل الأنشطة في مناطق معينة من الدماغ".
يمكن أن تكون المراحل التي يمر بها العشاق والهرمونات المصاحبة لهم مثيرة للغاية!
يقف وراء خفقان القلب الدوبامين و"هرمون الحب" فينيل إيثيلامين، الذي يعمل على إثارة الانجذاب الجنسي بين البشر. كما يجعلنا الدوبامين منفتحين على الآخرين وعلى الحب الكبير.
تشتهي العناق؟ إذن هيا! التقبيل ليس لذيذاً فحسب، بل صحي أيضاً؛ إذ يزيد معدل النبض ويحسن التمثيل الغذائي. من يقبل كثيراً أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
إن اللعاب المتبادل مفيد لجهاز المناعة والأسنان، لأن الإنزيمات المضادة للميكروبات تمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة. والتقبيل يشد البشرة؛ إذ أنه يحرك جميع عضلات الوجه الـ 34.
يميل الأشخاص الذين وقعوا حديثاً في الحب إلى إضفاء المثالية على الشخص الذي يحبونه، بحيث يصبح محور التفكير. يرتبط الافتتان المفرط بالنشاط العصبي في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحفيز والعواطف والإثارة الجنسية.
ثم تتداخل مناطق معينة من الدماغ مع ما يسمى بنظام التقارب أو نظام التنشيط السلوكي (BAS). ذلك النظام جعلنا ندرك المحفزات الإيجابية بشكل أكبر، وأن نكون أكثر فضولاً ونتصرف بثقة أكبر، وفقاً لدراسة أسترالية نشرت مؤخراً في مجلة "العلوم السلوكية"(Behavioural Sciences).
وقد يتأثر هرمون السعادة، السيروتونين، لدى بعض الاشحاص الذين وقعوا في الحب. ويشرح الباحثون الأمر على النحو التالي: يفقد الأشخاص الواقعون في الحب منظورهم العقلاني ويضعون شريكهم بالكامل في مركز اهتمامهم. إذا غاب الشخص لفترة طويلة من الزمن، أو حتى خمس دقائق فقط، فسوف تحدث أعراض الانسحاب، مماثلة لتلك التي يعاني منها مدمنو المخدرات.
هرمون الأوكسيتوسين، "هرمون الاحتضان"، مهم للعلاقة. فهو لا يعزز العلاقة بين الأم والطفل فحسب، بل بين الواقعين في الحب عموما. بالإضافة إلى ذلك، فهو يخلق الثقة في العلاقات الاجتماعية. ومع ذلك، فإن له كذلك جوانبه السيئة: فهو يجعلنا نستبعد الآخرين. كقاعدة عامة، لا يفعل العشاق ذلك بسوء نية، فلا تظلموهم!
علاقة الجنس بالهرمونات الكلاسيكية للوقوع في الحب هي فقط غير مباشرة؛ إذ تؤثر الهرمونات الجنسية، التستوستيرون والإستروجين، في المقام الأول على الحياة الجنسية. ممارسة الجنس (أو كما يطلق عليها البعض ممارسة الحب) لها أيضا فوائد صحية؛ إذ يحرق الشريكان ما يصل إلى بضع مئات من السعرات الحرارية أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، كما يوضح اختصاصي الغدد الصماء هيلموت شاتز.
بالإضافة إلى ذلك، يجعل ممارسة الجنس الرجال أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستات، ويمكن للمواد الشبيهة بالأفيون التي يفرزها الجسم أن تعمل كمسكنات للألم. وهذا ما يفسر شعور كبار السن بآلام الركبة والعمود الفقري أكثر من الشباب، حسب هيلموت شاتز.
يعتمد استمرار الحب على ما هو أكثر بكثير من الهرمونات. يؤكد هيلموت شاتز: "لا يجب أن تنظر إلى الهرمونات بمعزل عن غيرها. في الحب يعتمد بشكل كبير على الحالة النفسية وعلى الجهاز العصبي".
إن سحر الوقوع في الحب ليس مجرد عملية بيولوجية. الهرمونات هي مجرد جزء من شبكة من المكونات المسؤولة عن الشعور "بالحب".
من أجل إنقاذ الحب من تعقيدات وروتين الحياة اليومية، ينصح أخصائي الغدد الصماء هيلموت شاتز بالذهاب في بعض الأحيان إلى السفينة الدوارة، على سبيل المثال: المواقف الخطرة تعيد الأحبة إلى أحضان بعضهم البعض.
ولدى غيرهارد روت، الباحث في مجال الدماغ في ولاية بريمن الألمانية، نصيحة أخرى: قم بالمزيد والمزيد من الإطراء والثناء: "الكلمات الصادقة والطيبة يمكن أن تؤدي إلى زيادة إفراز المواد العصبية مثل الأوكسيتوسين والدوبامين. وهذا بالضبط ما يحتاجه العشاق".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
فالنتاين في لبنان يحترق... في جهنم الحمراء
أبرز الأخبار