05-01-2024
مقالات مختارة
|
الانباء الكويتية
عمر حبنجر ومنصور شعبان وداود رمال - "الأنباء" الكويتية
شيعت حركة «حماس» أمس نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري ورفيقيه عزام الأقرع ومحمد الريس في جبانة شهداء فلسطين، بعد الصلاة على جثامينهم في جامع الإمام علي بن أبي طالب بمنطقة طريق الجديدة، ورافقهم حشد شعبي تشكل بمعظمه من الفلسطينيين الذين ودعوهم بإطلاق وابل هائل من الرصاص، أما سمير فندي فسيشيع بعد صلاة الجمعة في مخيم الرشيدية بصور جنوب لبنان.
وصلي على الجثامين عصر أمس في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة في بيروت، وأمَّ المصلين ممثل مفتي الجمهورية أمين عام الفتوى الشيخ أمين الكردي الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة، في حين احتشدت الجموع التي توافدت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج المسجد رافعة الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد بالإضافة الى صور الضحايا.
وبعد انتهاء الصلاة حملت النعوش التي تحوي الجثامين الثلاثة ورافقتها سيارات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني وسط صيحات الغضب وإطلاق مكبرات الصوت للأناشيد الثورية، وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء غطى سماء المنطقة.
واتجهت مسيرة التشييع صوب مدافن الشهداء في شاتيلا حيث ووريت الجثامين الثرى وسط استمرار إطلاق النار بكثافة.
هذا في الوقت الذي مازال جنوب لبنان تحت النار التي ارتفع لهيبها، قبل ظهر أمس، مع تنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفا جويا للطرف الشرقي لحديقة مارون الراس على مقربة من نقطة للجيش اللبناني ملقية صاروخين من نوع جو-أرض، واستهدفت غارة ثانية من مسيرة محيط حديقة إيران في مارون الراس، كما قصفت مدفعية العدو بالقذائف الفوسفورية كوع «البانوراما» عند الطريق الحدودي بين العديسة وكفركلا، وأعقبت ذلك غارة مماثلة للطيران المعادي على محلة عقبة صلحا عند على أطراف مدينة بنت جبيل، وأيضا طال القصف المدفعي منطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل ومحيط معتقل وبلدية مدينة الخيام.
هذه الخارطة النارية التي رسمها الطيران المعادي، حتى ظهر أمس، جاءت وكأنها جواب على تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لإسرائيل بحرب من دون سقوف وضوابط، فيما تابعت مختلف القوى السياسية، بكثير من الاهتمام، تداعيات اغتيال العاروري وارتباطها بالحدث الذي شهدته إيران مع سقوط نحو 200 قتيل في التفجيرين اللذين حصلا قرب مقبرة القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في مدينة كرمان.
وقد أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى كل من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى الإيراني معزيا، قائلا «نستنكر وندين المجزرة البشعة والمدانة بكل المقاييس».
واخترقت تسليط الضوء على تدهور الوضع جنوبا، محاولة اكتشفها الجيش اللبناني، عند الحدود الشمالية مع سورية، اصدر فيها بيانا رسميا، تضمن انه تم إحباط «خلال الأسبوعين المنصرمين محاولات تسلل نحو 700 سوري عبر الحدود اللبنانية ـ السورية، وأوقف عند حاجز شدرا ـ عكار 9 سوريين كانوا قد تسللوا إلى الأراضي اللبنانية داخل صهريج معد لنقل الغاز، وقد أوقف سائق الصهريج. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».
في غضون ذلك، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في لبنان والوضع في غزة والمنطقة.
وخلال الاتصال، أكدت كولونا انها مكلفة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنقل تأكيد تمسك فرنسا باحترام سيادة لبنان، وقالت: لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية، أكثر من أي وقت مضى، ولن ينتصر أحد من التصعيد.
بدوره، شدد الرئيس نجيب ميقاتي على وجوب الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وسيادته ومنع إسرائيل من تأزيم الوضع.
كما أكد على وجوب العمل على إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأن استمرار العدوان سيدخل المنطقة في مواجهات خطيرة لا أحد يعرف تداعياتها.
الوضع الميداني على حاله، فالطيران الاستطلاعي المعادي أقلق سكان المناطق الحدودية، حتى ساعات صباح امس، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى نهر الليطاني، واستمر بإطلاق القنابل المضيئة فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق بحيث غطت فضاء بلدات زبقين والقليلة.
وكان العدو الإسرائيلي صعد من اعتداءاته باستهداف طيرانه الحربي منزلا في بلدة الناقورة لصاحبه من آل حمزة مؤلف من ثلاث طبقات فدمره بالكامل، وألحق أضرارا جسيمة بالمنازل المحيطة وبالسيارات والممتلكات.
كما أدى القصف إلى إصابة تسعة جرحى من المدنيين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات مدينة صور، وقبل الغارة بقليل أغار الطيران الحربي المعادي وعلى دفعات متتالية على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، وسقط عدد من القنابل في محيط مركزي «اليونيفيل» والجيشت، وأغار ليلا على أطراف بلدتي عيتا الشعب وطيرحرفا، وأطلقت مسيرة معادية صاروخا موجها على أطراف بلدة طيرحرفا.
وطاول القصف محيط تلة حمامص، سهل مرجعيون، الوزاني، أطراف كفركلا والطيبة، كذلك استهدف منطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. وأعلن الحزب، في بيان، عن استهدافه صباح أمس «تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة»، كما استهدف الحزب تجمعا لجنود العدو في محيط موقع المنارة وآخر في المطلة.
ونعى حزب الله أربعة من عناصره، جميعهم من الجنوب، هم: إبراهيم عفيف فحص من جبشيت، حسين هادي يزبك من الناقورة، هادي علي رضا من تفاحتا، وحسين علي محمد غزالة من عدلون.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار