وكانت أميركا رفعت، في وقت سابق، السرية عن تقييم للمخابرات الأميركية، دعم مزاعم إسرائيل، على أن حركة حماس كانت تستخدم مستشفى الشفاء مركزا للقيادة والسيطرة.
تحقيق "واشنطن بوست" حول الأنفاق تحت مستشفى الشفاء، كشف أن الأدلة، التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية، "غير مقنعة وغير واقعية".
واستند التحقيق على تحليل المقاطع المرئية، وصور الأقمار الاصطناعية، وجميع المواد التي نشرها الجيش الإسرائيلي.
وأكد أن أيا من المباني الخمسة بمجمع الشفاء التي حددها الجيش الإسرائيلي، ليس مرتبطا بشبكة الأنفاق، ولا أدلة على إمكانية دخول الأنفاق من داخل أروقة المجمع.
وأضافت "واشنطن بوست" أن الأضرار التي لحقت بالمجمع، الذي كان يأوي مئات المرضى وآلاف النازحين، إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدفه في منتصف نوفمبر الماضي، لا تتناسب مع التهديد الموجه لإسرائيل.
وأوضحت أن خبراء قانونيين وناشطين حقوقيين أكدوا أن نتائج هذا التحقيق تثير "تساؤلات حرجة" بشأن القصف غير المسبوق للمجمع، والمعلومات الإسرائيلية المضللة.
وبذلك تكون المبررات التي ساقتها إسرائيل بخصوص استخدام حماس لمجمع الشفاء مقرا لأنشطتها وعملياتها العسكرية، بمثابة البحث عن تحقيق نصر ولو شكلي، وتدمير القطاع الصحي وبنيته التحتية في قطاع غزة، بحسب مراقبين.
وكانت مستشفيات الأهلي والعودة وكمال عدوان ومجمع الشفاء، نماذج على حقيقة ما حدث، كما أن مستشفيات في الجنوب كمجمع ناصر الطبي في خان يونس لم تسلم أيضا من الاستهداف.
ووفقا للتقديرات، فإن هناك أكثر من 22 مستشفى في قطاع غزة باتت خارج الخدمة، إضافة إلى 138 مؤسسة صحية أخرى، بفعل القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والعاملين، في وقت تواجه فيه المستشفيات التي لا تزال مفتوحة، ضغوطا متصاعدة وخانقة، إما من جراء القصف وإما من جراء الأعداد الكبيرة، من المرضى والجرحى الذين يصلون إليها.