بعد ثلاثة عقود من المماطلة حول السبب الرئيسي لظاهرة الاحترار لعالمي، خلصت المفاوضات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي اختُتم في
دبي الأربعاء إلى دعوة العالم إلى "التحول" باتجاه التخلي عن عن مصادر الطاقة الملوثة.
ويذكر النص الذي أقر بعد مفاوضات ماراتونية على كل كلمة فيه، جميع أنواع الوقود الأحفوري بما في ذلك النفط والغاز والفحم لكنه لا يتحدث عن "الإستغناء التدريجي" الذي طالبت به مئة دولة وآلاف من المنظمات غير الحكومية ورفضته تمامًا بعض الدول المنتجة للنفط.
يرى ديف جونز من مركز "غلوبال إنسايتس ليد" (Global Insights Lead) لدى مؤسسة "إمبر" أن الاتفاقية التي تبنتها نحو 200 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الثامن والعشرين "تمثل بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري". لكن المحللين يشيرون أيضًا إلى أنه يتضمن عيوبًا. وفي ما يلي نقاطه الرئيسية:
- تناول جميع مصادر الوقود الأحفوري -
يقول الاتفاق إن على العالم "التحول باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، وتسريع العمل في هذا العقد الحاسم، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وفقا لما يوصي به العلم".
وتطرقت مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى الوقود الأحفوري في الماضي، لكن اهلدف كان الدعوة إلى الإلغاء التدريجي للإعانات "غير الفعالة" لها.
وقال ديفيد واسكو، مدير العمل الدولي بشأن المناخ في معهد الموارد العالمية، إن معالجة جميع أنواع الوقود الأحفوري المسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع الانبعاثات التي يسببها الإنسان "لم يسبق لها مثيل في هذه العملية".
ويقول المراقبون إن النقطة الإيجابية الأخرى هي الدعوة إلى تسريع وتيرة ذلك "في العقد الحالي". وتعد هذه مهلة حاسمة لأنه وفقا للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، يجب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار النصف تقريبا بحلول 2030 لتجنب تجاوز 1,5 درجة مئوية في زيادة الاحترار العالمي، وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس.
مع ذلك، أعربوا عن قلقهم من أن الدعوة إلى التخلي التدريجي عن الفحم والنفط والغاز تتعلق فقط بقطاع الطاقة ولم تشر إلى المواد البلاستيكية والأسمدة الملوثة.
- الطاقات المتجددة -
يدعو اتفاق دبي إلى "مضاعفة قدرة الطاقات المتجددة عالمياً ثلاث مرات، ومضاعفة المعدل السنوي العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة مرتين بحلول عام 2030".
في بداية المفاوضات، وقعت أكثر من 130 دولة على التزام طوعي بهذا المعنى، لكن المراقبين يعتقدون أن إدراجها في نص القرار الرئيسي لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أمر أساسي.
وتعزز الزخم لتحقيق هذا الهدف لا سيما بسبب الزيادة الهائلة في قدرة الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة.
ففي أيلول، بدأت مجموعة العشرين التي تعد مسؤولة عن نحو 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، التحرك بالموافقة على هدف مضاعفة قدرة الطاقات المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بحلول نهاية العقد.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم إلى ذروته هذا العقد بفضل النمو "المذهل" في الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية.
يقول جونز "للمرة الأولى، أدرك العالم حجم الطموح المطلوب في هذا العقد لبناء نظام جديد للطاقة النظيفة".
وأضاف أن مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات وتحسين كفاءة استخدام الطاقة مرتين هي أهم الإجراءات التي من المرجح أن تؤدي إلى انخفاض سريع في استخدام الوقود الأحفوري هذا العقد.
- الفحم -
في مؤتمر غلاسكو للمناخ قبل عامين حاول المفاوضون للمرة الأولى التوصل إلى اتفاق لوقف حرق الوقود الأحفوري، مع التركيز على الفحم.
عندها قرر المشاركون التخفيض التدريجي لإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم من دون اللجوء إلى تقنيات احتجاز انبعاثات الكربون. وهي صيغة احتفظ بها مفاوضو دبي.
والفحم هو الوقود الأحفوري المسبب لأسوأ تلوث، ولكن تعتمد عليه العديد من أنظمة الطاقة في الاقتصادات النامية، بما في ذلك الهند والصين.