لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن صورة إسرائيل "الدولة المعزولة" لم تعد مجرد تعبير عن مخاوف كانت تتردد على لسان مسؤولين وصحفيين وكتاب ووسائل إعلام في داخل إسرائيل وخارجها، بل أصبحت بالفعل "مغضوباً عليها" جرّاء حرب الإبادة التي تخوضها في قطاع غزة، ولم يعد من سند لها يتولى دعمها وتبرير جرائمها إلا الإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

ورأت أن "المظاهرات المليونية التي شهدتها عواصم ومدن العالم منذ السابع من تشرين الأول وحتى الآن، تأييداً لفلسطين ورفضاً للمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، والدعوة لوقف إطلاق النار، تؤكد أن العالم يشهد انقلاباً ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من مجازر".

كما اعتبرت أن "تصويت 120 دولة في الأمم المتحدة يوم 28 تشرين الأول الماضي لصالح مشروع قرار قدمه الأردن يدعو لوقف إطلاق النار يؤكد أن العالم يرفض العدوان الإسرائيلي، ويشير إلى الالتزام الأخلاقي للمجتمع الدولي في مواجهة نهج المعايير المزدوجة، وتسييس القانون الإنساني الدولي"، في حين أشارت إلى أن "وقوف الولايات المتحدة في مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي ضد مشروع قرار قدمته دولة الإمارات يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، يكشف أن الإدارة الأميركية تقف وحدَها في مواجهة إرادة العالم في تأييدها لمواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

ورأت أن "مواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومعه كل المنظمات الإنسانية الدولية تجاه ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق الأطفال والنساء ومن تدمير لمختلف مرافق الحياة، ومن استخفاف وانتهاك لكل القوانين الدولية والإنسانية، هي تأكيد على السقوط الأخلاقي الذي بات يشكل تهديداً للأمن والسلام العالميين"، معتبرة أن "الجيش الإسرائيلي يفقد كل أخلاقيات الحرب، مستنداً في قتاله إلى قيم خارج أي مفهوم إنساني"، قائلة: "إسرائيل تفقد مصداقيتها وكل ما نسجته حول نفسها طوال 75 عاماً".