مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

علاقة اللبنانيين مع السلم والعيش المشترك

11-12-2023

مقالات مختارة

|

اينوما

جوزيف بو هيا

كاتب ومحلل سياسي

 

السِّلم الأهلي والعيش المشترك يتجلّى في لبنان كل يوم بأبهى حلّة.
لا وجود للدولة والمؤسسات الوطنية فهي تَتحلّل الواحدة تِلوَ الأُخرى بدون أيّ حسيبٍ أو رقيب. لقد وصلنا لهذا الواقع بسبب إزدواجيّة المعايير والإستقواء تارةً بالسلاح وتارةً أُخرى بالطائفة. إذا لم تُرفع هذه المظلوميّة سنصل الى نتائج كارثية أسوء بكثير من ما نحن عليه اليوم. هل المسيحيين وحدهم مسؤولين عن السّلم الأهلي والعيش المشترك؟ لماذا أفعالهم بنظر البعض دائماً تهدد السّلم الأهلي؟
تظهر إزدواجيّة المعايير والمظلوميّة في أكثر من موقف أو حدث.
بدءاً بالحرب اللبنانية، الجميع شارك بها دون إستثناء والجميع إرتكب الفظائع، بغض النظر عن التفاصيل والنتائج. حُمِّلَ المسيحيّون وحدهم نتائج الحرب وأين أصبحت القيادات الأُخرى بعدها؟ تحوّلوا للتلاعب بالدولة ومُقدَّراتها فبدأت منظومة الفساد حينها. 
أمّا اليوم، يلفتني قول الرئيس برّي في أكثر من مناسبة أن المشكلة في رئاسة الجمهورية تكمن في تفاهم المسيحيين ولكن لم نجد يوماً فعلاً يلاقي أقواله ويحترم فيه رأيهم. يُطالب بتفاهم المسيحيين من جهة وفي الوقت نفسه يدعم سليمان فرنجية رغماً عن كل المسيحيين ويعتبره الأفضل للعيش المشترك. عندما إجتمع معظم المسيحيين على إنتخاب جهاد أزعور جُنَ جنون الرئيس برّي وحاول جاهداً تصوير هذا الإتفاق ضد العيش المشترك وبقي مُصرّاً على فرنجية حتى طيّر الجلسة.
بالنسبة لطرح الفدرالية، بغض النظر عن تأييد أو معارضة الطرح بحد ذاته، فإن الطائفة الشيعية تابعة وتعترف بدولة حزب الله إقتصادياً، قضائياً، أمنياً وعسكريّاً وهي تتمدّد إقتصادياً. أمّا الطائفة الدرزية وبرعاية الوزير جنبلاط والحزب الإشتراكي فهي الأُخرى لها إكتفاء ذاتي أمني وإقتصادي. الطائفة السنية بوضعية أُخرى، فهي أكبر طائفة في لبنان والطرح لا يناسب تَوسّعها وأتى النزوح ليزيد من قوتها على أرض الواقع. نَصِل الى المسيحيين، إذا تكلَّم أيّ طرف منهم بالفدرالية فهو يهدد السّلم الأهلي والعيش المشترك ويعيد الحرب.
في قضية السلاح والتسلّح فالأمر أخطر، مع وجود حزب الله وأذرعه الممتدة في مختلف الطوائف عبر سرايا المقاومة والفصائل الفلسطينية. معظم الطوائف في لبنان مسلّحة بشكل كبير مثال على ذلك أحداث طرابلس التي إمتدت لأعوام والميني حرب بين حزب الله والحزب الإشتراكي. في المقلب الآخر إذا قام مسيحيّ وبإندفاعة شخصية للدفاع عن نفسه ومنزله أو إذا ضُبط بحوزة أحدهم أيّ سلاح فرديّ فيتهمون المسيحيين بتخريب السّلم والعيش المشترك.
عندما طالب اللبنانيون عموماً والمسيحيين خصوصاً بكشف جريمة مرفأ بيروت إعتَبر حزب الله أنهم يمسّون بالسلم الأهلي. كانت النتيجة تطيير أكثر من قاضٍ تارةً بالتهديد وتارةً بالوعيد، حتى وصلنا الى أحداث عين الرمانة. تبين أن كشف الجريمة يهدد السلم الأهلي ولكن دخول الآلاف الى مناطق آمنة مُدجّجين بالسلاح فهو منطق الدولة والعيش المشترك!

لنخرج من أكبر كذبة يحاولون فرضها علينا وعلى حسابنا وحساب وجودنا وهي السّلم الأهلي والعيش المشترك. لا يؤمنون بها ولكن تسمح لهم بالإستيلاء على المكاسب والمناصب في البلد، مختبئين وراء شعارات واهية لم يعد هناك من يصدّقها. 
السلم الأهلي والعيش المشترك هو واجب على المسيحيين وحدهم وعليهم التقيّد به وأي فعل أو رد فعل يقومون به يهدّد البلد، ولكن كل سلاحهم وتعنُّتهم وفرض رأيهم فهو فقط لخير البلد.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما