03-12-2023
محليات
|
نداء الوطن
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": عَقّد تجدّد الحرب الإسرائيلية على غزة المشهد إقليمياً ولبنانياً. عادت ساحة المواجهات بين «حزب الله» والإسرائيليين لتنذر بحرب احتمالاتها واردة تزامناً مع تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية. وكما في الجولة الأولى كذلك اليوم، رسائل أميركية وأوروبية بالجملة يتلقاها لبنان تحذّر من مغبة توسيع نطاق الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتلحّ على تطبيق كامل للقرار الدولي 1701. تخشى إسرائيل، نقلاً عن مسؤولين أوروبيين، من أنّ بقاء «حزب الله» على الحدود الجنوبية سيمنع عودة مستوطنيها على الحدود الشمالية، لذا تريد إجبار «حزب الله» على الإبتعاد عن الحدود إلى شمال نهر الليطاني كي تضمن أمن أراضيها.
ربطاً بغزة، الأوضاع لا تبشّر بعودة الهدوء. سقوط الهدنة تجربة ستتكرر طالما لا اتفاق يُلزم الأطراف التجاوب معه. وقف الحرب يعني نصراً لـ»حماس» لن تمنحه اسرائيل بسهولة، والقضاء على «الحركة» مهمة مستحيلة ويحتاج إلى حرب قد تستمر سنوات، بحسب ما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في آخر تصريحاته.
وسط أجواء كهذه يسعى لبنان إلى تسويق وجهة نظره في أوساط دول القرار، يلمس تفهّماً أوروبياً، وبنسبة أقل أميركياً. يقول وزير الخارجية عبد الله بو حبيب العائد من جولة أوروبية شملت بروكسل وبرشلونة «كل من اجتمعت بهم من وزراء خارجية أو كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أبدوا اهتمامهم بعدم انخراط لبنان في حرب طويلة مع إسرائيل. نواجه ضغوطاً دولية لإقناع «حزب الله» بعدم الدخول في الحرب، لكنّنا حمّلناهم مسؤولية الضغط على إسرائيل لعدم شنّ حرب على لبنان، لأنها بادرت وهدّدت. ليست الحكومة اللبنانية ولا «حزب الله» هو من هدّد بالحرب. كانت إسرائيل تطلق تهديدات يومية ضد لبنان، بينما هدّدها (الأمين العام لـ»حزب الله») السيد حسن نصر الله بعد مرور أسابيع على وقوعها. وأبدى الوزراء الأوروبيون تفهماً لما قلناه».
وعن حقيقة الرسائل التي تلقاها لبنان كشف بو حبيب «أنّ اسرائيل بعثت برسائل عدة مع أطراف من الإتحاد الأوروبي نقلها جوزف بوريل الذي سبق وزار إسرائيل، ومن خلال الفاتيكان، ب
أنّ على لبنان تطبيق القرار الدولي 1701، وأن يتواجد «حزب الله» شمال نهر الليطاني وليس جنوبه، ذلك أنّ وجوده، ولا سيما فرقة «الرضوان» على الحدود يمنع سكان شمال إسرائيل من العودة إلى مستوطناتهم، وهذا ما لن ترضى به إسرائيل». في محادثاته مع جوزف بوريل (الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي) نقل بو حبيب «ترحيب لبنان بتطبيق القرار 1701 بأكمله، وقلت له إذا كان من خروق من الجانب اللبناني فهي حديثة، بينما خروق اسرائيل تتكرر منذ أقرّ القرار، براً وبحراً وجواً بمعدل 30,000 خرق سنوياً. ومن دون أن استأذن رئيس الحكومة أقول إننا سنطبّقه كاملاً، كما نطالب بتثبيت الحدود بين لبنان واسرائيل، وهذا يمكن أنّ يخفّف التماس ويعزّز فرص السلام والاستقرار جنوب لبنان».
في تبرير للضغط من أجل تطبيق القرار 1701 «نقل الأوروبيون، وكذلك الأميركيون، أنّ الأمر مرتبط بالمستوطنين، إذ قالوا إنّه نظراً لوجود 130,000 إسرائيلي يرفضون العودة إلى مستوطناتهم في شمال إسرائيل ويخشون، حسب ما أبلغونا، مهاجمتهم من «قوة الرضوان»، كما فعلت «حماس»، مرجحاً أن يكون مطلب لبنان وقف خروق اسرائيل موضع بحث وزير الخارجية انطوني بلينكن مع مسؤولين في إسرائيل. كما أكد بو حبيب «استعداد لبنان لتطبيق هذا القرار بالكامل، وطالبنا باستكمال تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لما من شأنه أن يخفف التصعيد ويعزّز فرص الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان».
أخبار ذات صلة