وشدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية من القمّتَين العربية و»التعاون الإسلامي»، على أن «الحرب في غزة يجب أن تتوقّف فوراً، ولا بدّ أن ننتقل إلى وقف إطلاق النار».
وقال بن فرحان خلال اجتماعه والوزراء مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي: «ما زلنا نحتاج إلى المزيد من الجهود، ونطمح للتعاون مع الصين وكلّ الدول التي تتحلّى بالمسؤولية وتُقدّر خطورة الموقف، للعمل على إنهاء أزمة غزة».
من جانبه، عبّر وانغ خلال استقبال وفد وزراء الخارجية المنبثق من «قمّة الرياض»، عن دعم بلاده لمخرجات «قمّة الرياض» العربية - الإسلامية الاستثنائية التي عُقدت في 11 من الحالي، كما عبّر عن تأييد بكين لحلّ الدولتين. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرّك الآن واتخاذ إجراءات فعّالة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.
في الأثناء، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن اعتقاده أنّ التوصّل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة «حماس» في القطاع بات وشيكاً. ولاحقاً، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: «نحن أقرب ما نكون (للتوصّل إلى اتفاق). نحن واثقون. ولكن يبقى عمل (للقيام به). لا شيء منجزاً ما دام الأمر غير مكتمل»، في حين ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو مهتمّون بنقل رسالة للوسيط القطري مفادها أنهم ماضون في التفاوض من أجل التوصّل إلى اتفاق تبادل أسرى مع «حماس».
ميدانيّاً، واجهت القوات الإسرائيلية في القطاع أمس، مقاومة شرسة مع بدء مرحلة ثانية في حربها البرّية، حيث فشلت في التقدّم في منطقتَي حي الزيتون وجباليا بعدما تكبّدت هناك خسائر كبيرة. وبعدما صادق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هليفي على توسيع العمليات، اضطرّ الجيش إلى التراجع في محاور مختلفة في شمال القطاع ووسطه، وأقرّ بمعارك ضارية وخسائر في صفوف قواته، في وقت كثّفت فيه «كتائب القسّام» قصفها الصاروخي في اتجاه الدولة العبرية لتطال منطقة واسعة تبدأ من أسدود جنوباً لتصل إلى تل أبيب شمالاً.
وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، أكد الوزير في «حكومة الحرب» بيني غانتس أن المعركة في القطاع تتوسّع وتزداد عمقاً وستستمرّ، موضحاً أنه «حتّى لو كانت هناك هدنة لإعادة المختطفين، فإنّ إسرائيل ستعود لضرب العدو»، بينما شدّد الجيش الإسرائيلي الحصار على الطرق المؤدية إلى مستشفى «الإندونيسي» في جباليا الذي تعرّض لقصف مدفعي عدّة مرّات، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً وعشرات المصابين، الأمر الذي يؤشّر إلى احتمال أن يلقى «الإندونيسي» وغيره من المشافي مصير «الشفاء».
توازياً، وصل 29 طفلاً خديجاً تمّ إجلاؤهم من مجمّع «الشفاء» الطبي إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، وفق ما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، فيما وصل أوّل مستشفى ميداني أردني مع طاقم طبي منذ بدء الحرب. وأوضح مدير المستشفيات في القطاع محمد زقوت أن المستشفى سيُقام «في محيط مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين»، لافتاً إلى أنّه «من المتوقع وصول مستشفيَين ميدانيين من الإمارات وقطر، وستتمّ إقامتهما في جنوب القطاع».