31-10-2023
محليات
|
الديار
ولان حزب الله لاعب اساسي ومحوري في تحريك تلك الاحداث، جاء الاعلان عن اطلالة امينه العام السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل، لاول مرة منذ بدء «طوفان الاقصى»، ليضيف فترة انتظار ثقيلة للغاية في كيان العدو وحلفائه في المنطقة والعالم، الذين بدأوا بطرح الاسئلة الصعبة حيال توقيت الاطلالة قبل مضمونها. ولعل سؤال احد الديبلوماسيين الغربيين في بيروت لاحد كبار المسؤولين اللبنانيين عما سيحصل من اليوم الى الجمعة، يختصر حجم القلق من الغموض البناء الذي تدير به قيادة المقاومة الجبهة في الجنوب، والتي وصفها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «بالحكيمة» والعقلانية، على الرغم من اقراره بان لبنان لا يزال في «عين العاصفة»، وهو ما عبّرت عنه تهديدات وزير «الحرب الاسرائيلي» يوآف غالانت، عندما قال بالامس ان ما يحدث في غزة «رسالة» الى حزب الله، الذي واصل مقاوموه بالامس دك مواقع العدو على طول الحدود، حيث تمكن من تدمير المزيد من معدات التنصت والاتصال
وبالانتظار، زيارة تفقدية لوزير الدفاع الفرنسي غدا لكتيبة بلاده في «اليونيفيل»، وسط قلق متصاعد حول امنها، بعد الموقف الفرنسي المتطرف في دعمه لـ «اسرائيل»، فيما تصل مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربرا ليف الى بيروت، للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزاف عون يوم غد الاربعاء، حاملة «عصا وجرزة» بحسب مصادر ديبلوماسية لفتت الى انها تحمل رسائل تحذير جدية من الادارة الاميركية لحزب الله، بعدم التدخل في الحرب الدائرة في غزة، وهي ستعيد التأكيد على الموقف الاميركي من خطر تمدد المواجهة الى لبنان، وستذكر ان «اسرائيل» لديها الضوء الاخضر» بالدفاع عن نفسها، ولن تتأخر الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الضرورية وباشكال متعددة هذه المرة، حيث لن يقتصر الامر على الدعم الديبلوماسي. وهذه العبارة ستكون «الرسالة» الاخطر من الولايات المتحدة الاميركية، والتي ستحمل فيها الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عما يمكن ان يحصل جنوبا، اي ثمة «شيك» على بياض يتجاوز الدعم الذي قدم في العام 2006.
وفي المقابل، ثمة «جزرة» في اليد الاخرى وعنوانها انطلاق عجلة الاتصالات السياسية والديبلوماسية لايجاد مخرج لكافة الاطراف، تؤدي الى توقف المواجهة او الوصول في المرحلة الاولى لهدنة انسانية، ولهذا ستنصح ليف المسؤولين اللبنانيين الضغط على حزب الله لعدم رفع مستوى الضغط على «اسرائيل»، في وقت تتقدم به المساعي السياسية في «الكواليس». لكن لم يتضح حتى الآن ما اذا كانت الديبلوماسية الاميركية ستحمل معها ضمانات الى بيروت، بعدم نية «اسرائيل» توسيع الحرب والقدرة على التعهد بعدم حصول ذلك، في ظل وجود اقتراحات جدية داخل «الكابينت» المصغر بضرورة توجيه ضربة الى حزب الله، لاقناع المستوطنين في الشمال بالعودة الى مستوطناتهم. علما ان واشنطن لا تزال غير مطمئنة من «النوايا الاسرائيلية» الراغبة في توريطها بحرب مع ايران؟
المحطة الاهم ستكون يوم الجمعة مع اطلالة كسر الصمت من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وجاء الاعلان عنها قبل ستة ايام ليزيد من الاسئلة في كيان العدو ولدى الدول الداعمة له، كما لدى الحلفاء، والكل ينتظر الاجابة عن السؤال الاهم متى ينضم الحزب للمعركة؟ وما هي «خطوطه الحمراء»؟ والاهم كيف سيتدخل؟ وما هي استراتيجيته للمرحلة المقبلة على الجبهة الجنوبية، التي لا تزال تتحرك ضمن قواعد اشتباك مضبوطة حتى الآن؟ طبعا لا اجوبة حاسمة حتى الآن، ولا يزال غياب الاجوبة جزء من الحرب النفسية التي يديرها حزب الله ضد دولة الاحتلال، فيما ترى فصائل المقاومة الفلسطينية ان حزب الله الموجود في قلب المعركة، ان الاطلالة ستكون محطة متقدمة في تطوير هذا الدعم، دون ان تعرف ايضا حدوده في الوقت الراهن، مع ثقتها الكاملة ان الحزب يدرك جيدا متى يكون التوقيت المناسب لتوسيع مشاركته، لانه لن يسمح باي حال من الاحوال بهزيمة حماس والمقاومة.
وفي كيان العدو، اصاب الارباك القيادة الامنية والسياسية التي لم تصل بحسب «الاعلام الاسرائيلي» الى معرفة ما يدور من افكار داخل رأس السيد نصرالله، ولماذا قرر الكلام يوم الجمعة؟ ولفتت الى ان «الرسالة» الاولى التي وصلت من خلال «الفيديو» القصير الذي ظهر فيه السيد نصرالله، انه دخل الى الحدث بقوة، وهو اراد القول انه يسيطر على الوضع وسيرد في الوقت المناسب. ولفتت «القناة 13 الاسرائيلية» الى ان القيادات «الاسرائيلية» لا تزال عاجزة عن تفكيك عناصر الخطاب المرتقب، ولا تعرف الا انه سيلقي خطابا يوم الجمعة المقبل، فلا «الرسالة « واضحة ولا الخطط حول طبيعة الخطوة المقبلة لحزب الله.
لكن وفق «الاعلام الاسرائيلي» يبقى الاهم الانتباه لقدرات الحزب وليس فقط نواياه، خصوصا بعد مفاجأة يوم السابع من تشرين الاول. لكن ما يمكن ملاحظته حتى الآن ان حزب الله يخوض حربا مصغرة على الحدود، ونجح في اخراج مئة الف مستوطن من منازلهم ،وهو من خلال هذه النتائج يمكنه القول انه حقق النصر، لكن ما يجب ان تتنبه له «اسرائيل» ان الحزب لا يزال يستهدف المواقع العسكرية، ولهذا يجب ان نفهم هذه «الرسالة» جيدا، وعلى «اسرائيل» ان تكون حذرة جدا.
وبانتطار ما سيقوله السيد نصرالله، رأى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن من يراهن من العرب أو المسلمين على إمكان القضاء على حركة حماس أو المقاومة في فلسطين ليسلم، نقول لهم لن تسلموا وستهدد عروشكم وإداراتكم، وليكن ما جرى في أفغانستان شاهدا على ذلك. واكد يزبك أننا سنكون إلى جانب أهلنا في غزة، وإذا أراد العدو أن يفتح حربا فنحن أهل لها، وسندافع عن أهلنا وشعبنا بكل ما أوتينا من قوة، ونحن على يقين بأننا من سينتصر في تلك الحرب بإذن الله.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار