23-10-2023
أخبار
|
الحرة
"ما مصير غزة وحماس والمنطقة ككل بعد التوغل البري الذي أعلنت إسرائيل عزمها القيام به؟".. تساؤل ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أنه "يشغل بال الإدارة الأميركية حاليا، لدرجة دفعتها لطرحه على إسرائيل خلال الاجتماعات المشتركة".
وفي هذا الإطار، سلطت الصحيفة الأميركية في تقريرها، الأحد، الضوء على جهود إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في "إبطاء" التوغل البري الإسرائيلي في غزة.
وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين، بالإضافة إلى خطف حوالي 200 رهينة ونقلهم إلى غزة.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أدى إلى مقتل 4741 فلسطينيا، وإصابة 15898 آخرين، أغلبهم من المدنيين.
وأكدت "واشنطن بوست"، أنه بعد أسبوعين من هجوم السابع من أكتوبر، وحتى مع استمرار إدارة بايدن في تقديم دعمها الكامل لإسرائيل، فإنها تحاول منع السيناريو الذي وصفته الصحيفة بـ"الكابوس"، المتمثل في "نشوب حرب إقليمية أوسع".
وذكرت أن "اهتمام العالم بدأ يتحول ويركز أكثر على محنة المدنيين الفلسطينيين، وانتقاد الدعم الأميركي لإسرائيل"، فيما يتفاقم الغضب في العواصم العربية من الغارات على غزة، إلى جانب خروج مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في عدد من الدول.
وأوضحت الصحفية أنه في الأيام التي تلت هجوم حركة حماس، المصنفة إرهابية، "وازن بايدن وكبار مستشاريه الدبلوماسيين والعسكريين، بين الدعم الواضح والقوي لإسرائيل، وبين القلق بشأن المدنيين في غزة، والسيناريو الأسوأ المتمثل في صراع أوسع في الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أنه في غضون أيام من التعهد بتقديم الدعم "القوي والثابت" لإسرائيل، عقب الهجوم، "بدأ بايدن بلطف في تذكير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمنا عندما تتصرف وفقا لسيادة القانون".
وقال مسؤول للصحيفة الأميركية، إن "بايدن وصل إلى تل أبيب، الأربعاء، وسط غارات جوية إسرائيلية مكثفة على غزة أدت بالفعل لمقتل الآلاف، وحصار مستمر ترك ملايين المدنيين دون طعام وماء، واستعدادات لتوغل بري واسع النطاق في القطاع".
وتابع: "لذلك، أصبحت فكرة إقناع إسرائيل بالتفكير مليا في التوغل البري هدفا أساسيا لزيارة الرئيس الأميركي".
لكن "واشنطن بوست" نوهت بأن بايدن "لم يخبر الإسرائيليين مباشرة بما يجب عليهم فعله أو ما لا يجب عليهم فعله، وكذلك وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، وغيرهم ممن كانوا على اتصال مباشر مع نظرائهم الإسرائيليين"، وذلك وفقا لتصريحات عامة ومقابلات الصحيفة مع مجموعة من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية، ومسؤولين أجانب ناقشوا الأحداث المضربة في الأسبوعين الماضيين، بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن "القلق كان يتزايد في واشنطن، وبلغ الأمر ذروته عندما تحدث بايدن خلال اجتماعاته مع نتانياهو وحكومته، عن مخاوفه، وطرح العديد من الأسئلة بشأن التوغل البري، وذلك أثناء زيارته إسرائيل التي استمرت سبع ساعات ونصف الساعة".
ووفقا للصحيفة، فقد وجّه بايدن عدة تساؤلات لنتانياهو، أبرزها: "ماذا سيكون رد الفعل الإسرائيلي في حال كانت مقاومة حماس لهجوم بري أكبر مما تتوقع إسرائيل، وتعثرت القوات الإسرائيلية؟، وماذا عن المساعدات الإنسانية؟، وكيف ستتم حماية المدنيين؟، وماذا عن مئات الإسرائيليين والأجانب المحتجزين كرهائن؟، وماذا لو أصبحت الضفة الغربية منطقة حرب؟، وماذا سيحدث إذا هاجم حزب الله من الشمال؟، أو إذا تورطت إيران بشكل مباشر؟".
وهذه التساؤلات تصاحبها أيضا "مخاوف طويلة المدى بشأن مصير غزة، في حال نجحت إسرائيل في تدمير حماس، فضلا عن مستقبل عملية السلام الأوسع في الشرق الأوسط"، بحسب الصحيفة، التي أوضحت أن في ظل "الغضب الإسرائيلي الحالي، فقد بدا أن المسؤولين هناك أقل اهتماما بالتفكير في هذه الأمور".
و"ذكّر بايدن الإسرائيليين بالأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة عندما شنت هجوما غاضبا على العراق، بعد هجمات القاعدة في 11 سبتمبر 2001"، حسبما صرح للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته إلى واشنطن، مساء الأربعاء. وقال: "لقد حذرت حكومة إسرائيل من أن يعميها الغضب"، وفقا للصحيفة.
وترى "واشنطن بوست" أن القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك حاملتي الطائرات البحرية التي تم إرسالهما إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كرادع للتدخل الخارجي، "معرضة لخطر الانجرار إلى صراع إقليمي".
وبدأت مرة أخرى الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، والتي توقفت إلى حد كبير في الربيع الماضي، "مع تجديد الإدارة الأميركي لتعاملها المبدئي مع إيران"، وفق الصحيفة.
واعترضت مدمرة أميركية، الجمعة، في البحر الأحمر، صواريخ كروز أطلقها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن باتجاه إسرائيل، بحسب الصحيفة.
وفي الوقت نفسه، تبدو الآن آمال الإدارة الأميركية في توسيع اتفاقيات أبراهام، وهو التقارب الدبلوماسي الذي بدأ في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بين بعض الدول العربية وإسرائيل، "مؤجلة إلى أجل غير مسمى، إن لم يكن محكوم عليها بالفشل".
ذكرت "واشنطن بوست" أنه "حتى قبل مغادرة بلينكن المنطقة"، في 11 أكتوبر، في رحلة كان من المقرر أصلا أن تتوقف في إسرائيل والأردن فقط، قبل أن تتوسع لتشمل قطر والبحرين والسعودية والإمارات ومصر، تم إخباره بـ"ضرورة كبح جماح الرد الإسرائيلي ومساعدة الفلسطينيين في غزة، الذين سيطرت محنتهم على وسائل الإعلام العالمية بشكل متزايد".
وأشارت إلى أنه "تزامن وصول وزير الدفاع الأميركي أوستن إلى تل أبيب، في 13 أكتوبر، مع تزايد قلق البيت الأبيض من احتمال خروج الأحداث عن نطاق السيطرة".
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول بالدفاع، إنه في محادثاتهما الخاصة، "حث أوستن نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على التفكير فيما يحاولون تحقيقه، وكيفية القيام بذلك".
وفي مؤتمر صحفي قبل مغادرته، وقف أوستن بحزم إلى جانب إسرائيل، لكنه دعا إلى "الهدوء" في الأيام المقبلة.
وكانت حكومات غربية أخرى، وسط تعبيرات الدعم لإسرائيل، توجه لهم نفس الرسالة بشكل خاص، بحسب الصحيفة.
وقال أحد وزراء دفاع الناتو: "نصيحتنا لهم ليست: لا تفعلوا ذلك، لأننا نحترم تماماً حقهم في ملاحقة حماس، وهذا يعني ملاحقتهم أينما كانوا". وأضاف: "لذا لا يعني الأمر عدم القيام بذلك، بل التفكير فيما يحدث ووضع استراتيجية، وليس مجرد مناورة تكتيكية".
وبينما كان بلينكن يتجول في المنطقة الأسبوع الماضي، توقف 3 مرات في إسرائيل، والتي تضمنت ارتباطات متعددة مع مجلس الوزراء الحربي.
وفي كل مرة، كان يؤكد على دعم الولايات المتحدة وتفهمها لما مر به الإسرائيليون، لكنه أكد "أننا نريدهم أن يفكروا بعقلانية بشأن ما سيحدث بعد ذلك"، حسبما قال مسؤول أميركي للصحيفة.
وقال مسؤول أميركي آخر لـ"واشنطن بوست": "إن شن الحرب بطريقة إنسانية لا يمنح إسرائيل أرضية أخلاقية عالية فحسب، بل إنه منطقي أيضاً من الناحية الاستراتيجية".
وذكرت الصحيفة أنه "خلال إحدى زيارات بلينكن الأسبوع الماضي، جلس المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون، مساء الاثنين وحتى وقت مبكر من الثلاثاء، في غرف منفصلة، وقاموا بتمرير الأوراق بين الجانبين أثناء تفاوضهم حول إنشاء منطقة آمنة للمدنيين في غزة، وإدخال المساعدات إلى الداخل".
واستغرقت هذه القضية الجزء الأكبر من سبع ساعات، وفقًا لتصريحات مسؤولين أميركيين مطلعين على المناقشات للصحيفة.
وعندما خرج من الاجتماع، قال بلينكن إنهم اتفقوا على "وضع خطة تشمل إمكانية إنشاء مناطق، للمساعدة في إبقاء المدنيين بعيدًا عن الأذى".
لكن الصحيفة ترى أنه "لا يزال الصراع الأوسع يشكل مصدر قلق". وقالت إسرائيل، صباح الأحد، إن أكثر من 100 ألف من مواطنيها قاموا بإجلاء الحدود الشمالية القريبة من لبنان، حيث تندلع اشتباكات مع حزب الله.
وعند معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر، أصابت نيران عرضية من دبابة إسرائيلية القوات المصرية بالقرب من خط يبلغ طوله أميالاً من الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تنتظر التصريح للعبور إلى القطاع.
وفي حين أن بايدن "ربما يكون قد نجح في إبطاء بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن احتمال نشوب حرب برية مرهقة لا يزال مرتفعا"، بحسب الصحيفة.
وأشار أوستن، في ظهور نادر في برنامج حواري، الأحد، إلى أن "الأمر استغرق 9 أشهر للقوات العراقية والأميركية تحت قيادته، لتطهير مدينة الموصل العراقية من تنظيم داعش"، في إشارة إلى طول مدة وصعوبة مثل هذه المواجهات العسكرية البرية.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار