17-10-2023
أخبار
|
النهار العربي
على مشارف الغزو الإسرائيليّ المرتقب لغزّة، عدّد موقع "ذا وور زون" العقبات الهائلة التي سيواجهها الجيش الإسرائيليّ لدى اقتحامه القطاع في محاولة للقضاء على "حماس". ويقارن التقرير أيضاً بين التكتيكات المتوقّعة لحركة "حماس" وبعض المعارك التاريخيّة، في إشارة إلى الصعوبات الشديدة التي ستعانيها القوّات الإسرائيليّة في غزّة.
يذكر التقرير أنّ الجيش الإسرائيليّ سيواجه عدواً متحصّناً ومسلّحاً جيّداً بآلاف الأسلحة المضادّة للدبّابات والطائرات بدون طيار والأسلحة الصغيرة في أكثر ساحات القتال تعقيداً على الإطلاق. ستقاتل "حماس" من الأنفاق والمجاري والنقاط الحصينة المقامة في المباني الشاهقة والأنقاض. سوف ينتظر عناصر "حماس" القوات القادمة بالمدافع الرشّاشة من الأزقّة والنوافذ، فضلاً عن استخدام الأسلحة الثقيلة من على أسطح المنازل والغطاءات المجهّزة، ومن ثم يختفون في المتاهة الحضريّة التي تشكل قسماً كبيراً من قطاع غزة.
قال جون سبنسر، رئيس دراسات الحرب الحضريّة في "معهد الحرب الحديثة" في الأكاديمية العسكريّة الأميركيّة (ويست بوينت)، لموقع "ذا وور زون"، إنّ الجنود الإسرائيليّين "سيواجهون التحدّي الأكبر في حياتهم". وأضاف: "إنّ مهاجمة مدينة محصّنة مثل هذه سيكون بمثابة قتال في الجحيم. أعتقد أنّهم قادرون على القيام بذلك، لكنّ التكلفة ستكون عالية في حرب مدن مثل هذه، حيث إنّهم سيهاجمون مدناً متعدّدة".
وقدّر سبنسر أن تكون إسرائيل قد حشدت نحو 400 ألف جندي ونحو 300 دبّابة وأكثر لهذه العمليّة، ومن المرجّح أن تدخل عبر نقاط على طول حدود غزة التي يبلغ طولها 35 ميلاً (56 كيلومتراً) من اتّجاهات عدّة. وقال سبنسر: "بالطبع، سيكون الجهد الرئيسيّ في مدينة غزة، لكنّهم سيحاولون مفاجأة ‘حماس‘ ويأتون من اتّجاه لا تعتقد ‘حماس‘ أنّهم سيأتون منه".
وقال سبنسر "سيكون الأمر مختلفاً عن سنة 2014"، المرّة الأخيرة التي دخلت فيها القوات الإسرائيلية غزّة، خلال "عمليّة الجرف الصامد" التي استمرّت 55 يوماً. "سيكون هناك هجومان متزامنان على الأقلّ ومن المحتمل أن تكون هناك بعض هجمات الخداع".
وفي تحليل كتبه لـ"معهد الحرب الحديثة" ونشر يوم الأربعاء الماضي، وضع سبنسر الأساسيّات المحيطة بالتحدّيات الهائلة التي تواجهها إسرائيل في توغّلها الجديد في غزة.
"إنّ القتال في التضاريس الحضريّة الكثيفة هو أكثر أنواع الحرب تعقيداً وصعوبة التي يمكن توجيه الجيش لإجرائها بسبب التفاعل الفريد للتحدّيات – التضاريس المادّية الكثيفة، ووجود غير المقاتلين، والقيود على استخدام القوة التي تتطلّبها قوانين الدولة". وأشار إلى أنّ "حماس" والمقاتلين الآخرين كان أمامهم ما يقرب من عقد من الزمان منذ التوغّل الإسرائيليّ الأخير للاستعداد.
إسرائيل ليست غريبة على القتال في المناطق الحضرية. طوال تاريخها الممتدّ لـ75 عاماً، خاضت إسرائيل عدداً من المعارك في المدن، بما فيها غزّة، لكنّ الحجم الظاهريّ لما يتمّ التخطيط له ليس كما كان من قبل. وكذلك الحال بالنسبة إلى "حماس" التي أصبحت أفضل تسليحاً وتنظيماً وأكثر انضباطاً من أيّ وقت مضى. إنّ الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل، عن طريق البرّ والبحر والجو، والذي تم شنّه من أحد أكثر الأماكن خضوعاً للمراقبة الشديدة على وجه الأرض، هو بمثابة شهادة على قدراتها التكتيكيّة المتطورة.
ما إذا كانت "حماس" قادرة على تحقيق المستوى نفسه من التطوّر في الدفاع – وبأيّ ثمن – أمرٌ سيتمّ تحديدُه في الأيام والأسابيع المقبلة. وبالنظر إلى كلّ ذلك، سيتمّ تناول التحدّيات المحدّدة التي ستواجهها إسرائيل ضدّ "حماس" عند دخولها غزّة، وقد قام تقرير سبنسر بعمل ممتاز في عرض العديد من هذه التحديات.
الصواريخ وقذائف الهاون
كتب سبنسر: "تمتلك ‘حماس‘ ترسانة كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون في غزة". أطلقت الحركة أكثر من 4500 صاروخ في ثلاثة أيام فقط بدءاً من وابلها صباح السبت، وقدّر تقرير صدر سنة 2021 أنّ لدى "حماس" أكثر من ثمانية آلاف صاروخ.
"...حتى ولو لم تقم (حماس) بزيادة مخزوناتها خلال العامين الماضيين، هي تمتلك الآلاف تحت تصرّفها لاستهداف القوّات البريّة المهاجِمة لجيش الدفاع الإسرائيلي".
من الممكن أن تشكّل صواريخ "حماس" خطراً على القوات الإسرائيليّة داخل غزة، ولكن خاصة على مراكز القيادة ونقاط تركّز أخرى للقوات في الخارج. ومع تدفق هذا العدد الكبير من القوات إلى غزة، ستكون هناك حاجة إلى دعم خلفيّ ضخم ومناطق انطلاق. ستكون مليئة بالوقود والذخائر المتفجّرة، ما يجعلها أهدافاً مثيرة للاهتمام خاصة. وسيكون نظام القبّة الحديديّة الإسرائيليّ حاسماً هنا في توفير مظلّة مضادّة، ولكن بمقدار ما أنّ هذا النظام مثير للإعجاب، يبقى أنّ له حدوداً.
من الممكن أن تشكّل فرق الهاون السريعة الحركة التابعة لـ"حماس" تهديداً خطيراً للقوات الإسرائيلية العاملة في غزة نفسها.
طائرات بلا طيار... ميزة حديثة
بخلاف المرّة الأخيرة التي دخلت فيها إسرائيل غزّة، أصبحت الطائرات بدون طيار موجودة في كلّ مكان على ساحة المعركة.
هذه المرّة، ستكون "حماس" قادرة على استخدام "مجموعة كاملة من الطائرات بدون طيار، بدءاً بالطائرات الانتحاريّة بدون طيّار من الفئة العسكريّة إلى الطائرات التجاريّة ذات المروحيّات الرباعيّة الجاهزة والمعدّلة لإسقاط الذخائر. باعتبارها سمة سريعة النمو في الحرب، استخدمت المعارك الحضريّة الأخيرة طائرات بدون طيار بدرجة أكبر بكثير من أيّ شيء واجهه الجيش الإسرائيليّ من قبل".
وستكون "حماس" مدرّبة ومستعدّة لاستخدام كلّ ما لديها في البيئة الحضريّة الكثيفة التي تعتبر إلى حدّ كبير معقلها. سيتمّ وضع براعة إسرائيل في الحرب الإلكترونيّة وقدراتها المضادة للطائرات بدون طيار تحت الاختبار المطلق خلال هذه العملية.
الأنفاق... معارك الموصل نموذجاً
ثمّة مئات الأنفاق، التي يطلق عليها اسم "مترو غزة"، وتمتدّ لعشرات الأميال. وبعد عمليّة "حارس الأسوار" في 2021، أفادت التقارير بأنّ القوّات الإسرائيلية دمّرت 60 ميلاً (نحو 100 كيلومتر) من الأنفاق في غزة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" أن هناك 300 ميل (482 كيلومتراً) من الأنفاق.
كتب سبنسر: "من المحتمل أن يكون هناك ما يرقى إلى مدينة كاملة من الأنفاق والمخابئ تحت سطح غزة". وأضاف: "كما فعلت سنة 2014، من المتوقّع أن تستخدم ‘حماس‘ الأنفاق استخداماً هجومياً لمناورة المهاجمين تحت الأرض، وإبقائهم مختبئين ومحميّين، للقيام بهجمات مفاجئة. وستستخدمها الحركة أيضاً دفاعياً للتنقل بين مواقع القتال لتجنّب قوة نيران الجيش الإسرائيليّ وقواته البرّيّة".
في تغريدة ثاقبة للغاية على موقع تويتر (إكس حالياً)، أشار كولن بي. كلارك، مدير الأبحاث في "مجموعة صوفان"، إلى التحديات العديدة التي ستواجهها إسرائيل في قتال "حماس" داخل مترو غزة، بما فيها الألغام والفِخاخ المتفجرة (المزيد عن ذلك لاحقاً) والقرار الصعب باستخدام ذخائر "خارقة للتحصينات" في منطقة حضرية مكتظة بالسكان.
تمنح الأنفاق المقاتلين ما يبدو قدرة سحريّة على الظهور من العدم ليختفوا بسرعة مرّة أخرى. إنّ مجرد العثور على الأنفاق نفسها يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً، كما أنّ تدميرها كلّها بطريقة لا يمكن إعادة بنائها بسهولة يعدّ مهمّة كبيرة أخرى.
وكتب سبنسر أنّه في معركة الموصل سنة 2017، "أمضى داعش عامين في حفر الأنفاق، التي استخدمها للتنقل بين المباني ومواقع القتال". وتابع: "ساهم هذا كثيراً في واقع أنّ الأمر استغرق أكثر من مئة ألف من قوات الأمن العراقيّة لمدّة تسعة أشهر وتطلّب تدمير معظم المدينة لتطهيرها من قوات العدو".
القتال تحت الأرض محفوف جداً بالمخاطر. مع تقييد التحرّكات تماماً – قد يكون هناك مسار تحويليّ قاتل في كل منعطف – وبعدم وجود دعم من الجوّ إلى جانب محدوديّة الاتصالات، ثمّة حاجة إلى تكتيكات فريدة ليس فقط لتحقيق النجاح، ولكن للبقاء على قيد الحياة عند القتال في مثل هذه الظروف. يتمتّع العدو بيد عليا هائلة لأنّه يعرف التخطيط تحت الأرض ومستعدّ للاستفادة من كل ميزة يقدّمها.
لقد ركّز الجيش الأميركيّ تركيزاً جديداً على القتال في الأنفاق وغيرها من الأماكن تحت الأرض، إلى درجة أنّه يريد بناء مجمع متطوّر للغاية فقط لتدريب مشغّليه الخاصين على القتال في هذه البيئة الفريدة القاتلة.
الصواريخ المضادة للدبابات... ماريوبول والفلوجة
تمتلك "حماس" مخزوناً كبيراً من الأسلحة المضادّة للدبّابات العالية الحركة، بدءاً من الصواريخ الموجّهة الأكثر تقدّماً المضادّة للدبّابات وحتى القنابل الصاروخيّة. وستكون هذه الأسلحة من بين التهديدات الأكثر إثارة للقلق والأكثر وفرة التي سيواجهها المشاة الإسرائيليّون وهم يشقّون طريقهم عبر غزّة إلى جانب المركبات المدرّعة والدبابات.
وفيما كانت إسرائيل رائدة في أنظمة الحماية النشطة القادرة على إسقاط قذائف "آر بي جي" والصواريخ المضادة للدبابات المنطلقة نحو دروعها، وقد أثبتت فاعليّتها في غزواتها السابقة على غزة، يبقى أنّ لديها حدوداً. على وجه التحديد، يمكن أن تشكّل خطراً مميتاً على المشاة الذين يعملون حول المركبة. يمكن أيضاً أن تتعطّل أنظمة الاستشعار التي يعتمدون عليها أو تتشوّش في البيئات الحضريّة الكثيفة.
"كلّ من هذه الأنواع وغيرها من الإصدارات الحديثة من الأسلحة المحمولة لكن الفعّالة يسهل نقلها وإخفاؤها في مواقع القتال الضيّقة والمحصورة في التضاريس الحضريّة".
وكتب سبنسر أنه خلال معركة الفلوجة الثانية سنة 2004، "خسرت كتيبة أميركيّة واحدة شاركت في اختراق دفاعات العدو ستّ دبابات من طراز M1A2 أبرامز (معظمها عمليات قتل أثناء التنقل) بنيران آر بي جي".
في معركة ماريوبول سنة 2022، استخدم بضعة آلاف فقط من المدافعين ‘الكورنيت‘ و‘أن لو‘ و‘جافلين‘ والقذائف الصاروخية وغيرها من الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات لتدمير العديد من المركبات الروسيّة، وصدّ أكثر من 12000 جنديّ روسيّ، وفي النهاية الاحتفاظ بمدينتهم لأكثر من 80 يوماً".
ستكون هناك خسائر في الدروع، والسؤال هو: ما حجم هذه الخسائر؟ تشكّل هذه الأسلحة أيضاً تهديداً خطيراً للمشاة أنفسهم.
النقاط الحصينة والقناصة والكمائن... بين ماراوي وستالينغراد
ستسعى "حماس" إلى استخدام دفاع يعتمد على القتال المتلاحم، والنقاط الحصينة (المباني المنيعة المصنوعة من الخرسانة والفولاذ وفي كثير من الأحيان مع أقبية وأنفاق) والقناصة.
"في 2014، نشرت ‘حماس‘ ما بين 2500 و3500 مقاتل للدفاع عن غزة باستخدام الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ الموجّهة المضادّة للدبابات والقذائف الصاروخيّة والمدافع الرشّاشة والأسلحة الصغيرة، ومعظمها من نقاط حصينة محميّة".
إنّ الأنقاض التي خلّفتها الغارات الجويّة الإسرائيليّة ستوفر العديد من النقاط الحصينة لـ"حماس". لقد أثبت التاريخ مدى صعوبة ذلك بالنسبة للعمليّة الهجوميّة. كتب سبنسر أنّ المبنى الواحد باعتباره نقطة حصينة "قد يستغرق أياماً أو أسابيع أو أشهراً لتطهيره". وتابع: "في معركة ستالينغراد سنة 1942، استغرق مبنى مكوّن من أربعة طوابق، يُعرف باسم منزل بافلوف، فرقة من الألمان لتطهيره في أكثر من 58 يوماً.
وفي معركة ماراوي سنة 2017، لزم الجيش الفيليبينيّ أيّام وأسابيع في بعض الحالات لتطهير مبان فرديّة متعددة. "يجب أن يتوقّع الجيش الإسرائيليّ مواجهة نقاط حصينة وقنّاصة مرّة أخرى، وكلاهما كان تاريخيّاً تحدّياً كبيراً للجيوش المهاجمة".
ومع تحرّك القوات الإسرائيلية عبر مناطق حضريّة ضيّقة، وكثرة "الممرّات القاتلة" بسبب البيئة المعقدة، فضلاً عن حواجز الطرق وغيرها من العوائق التي ستقيمها "حماس" بالتأكيد، ستكون الكمائن من بين أهمّ التكتيكات التي تستخدمها الحركة.
العديد من العناصر المذكورة أعلاه تغذّي تكتيكات الكمائن، وسيكون عزل مجموعات صغيرة من القوات الإسرائيلية عن رفاقها عن طريق الكمائن هدفاً حاسماً. بالنظر إلى مدى كثافة وتعقيد التضاريس الحضريّة في غزّة، يمكن أن تحدث الكمائن في أي مكان تقريباً. لقد كان لدى "حماس" سنوات للتخطيط بالضبط للمكان الذي يقدّم أكبر ميزة تكتيكيّة، كما أمضت القوات الإسرائيلية سنوات في جمع المعلومات الاستخباريّة لتحديد المناطق التي يجب تجنّبها بأيّ ثمن بسبب خطر الكمائن، لكنّ الخطط لا تنجو عادة من لحظة الاصطدام بالعدو.
القنابل المزروعة والألغام والفِخاخ المتفجرة والمفجّرون الانتحاريون
هناك أيضاً قضيّة الألغام والفخاخ المتفجّرة والأجهزة المتفجّرة المرتجلة التي يمكن لـ"حماس" أن تزرعها في وَحَول الأساليب الأكثر ترجيحاً التي ستتبعها إسرائيل ومع تطوّر الصراع.
وبينما تشنّ إسرائيل المزيد من الغارات الجوّية والقصف المدفعيّ على غزّة، ستشكّل الأنقاض والمركبات المدمّرة وغيرها من مخلّفات الحرب المتناثرة في الشوارع والأزقّة أماكن مثاليّة لزرع الأجهزة التدميريّة التي يمكن أن تقتل الجنود وتلحق الضرر أو تدمّر المركبات وتضيف وقتاً إضافياً لأيّ جهد هجوميّ. وقد تشكّل الألغام المدفونة المضادة للدروع مصدر قلق حقيقياً، حتى بالنسبة إلى الدروع الثقيلة، إذا تمّ تزويد "حماس" بها
ومع القتال تحت مستوى سطح الأرض وفوقه، ستكون الفِخاخ المتفجّرة مصدر قلق محيّراً، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالمناطق ذات القيمة العالية والأهداف التي سيتطلّع الجيش الإسرائيليّ إلى مداهمتها. إنّ احتمال أن تؤدّي المعلومات الكاذبة إلى دخول أفراد من الجيش الإسرائيليّ فخاً محمّلاً بالمتفجرات سيكون تحدّياً يجب مواجهته.
وسلّطت معركة الموصل سنة 2017 الضوء على كيفيّة تدفيع الأجهزة المتفجّرة المرتجلة والفِخاخ المتفجّرة، على وجه الخصوص، "الفرقة الذهبيّة" العراقيّة الخبيرة في القتال ثمناً باهظاً مقابل كل شبر مسترجع من الأراضي. وكانت العبوات الناسفة المحمولة على المركبات التي يقودها الانتحاريّون مميتة خاصة والتي كانت في الأساس صواريخ موجهة على مستوى الشارع.
عامل الرهائن
احتجزت "حماس" عشرات الرهائن خلال غارتها الدموية على إسرائيل. ويشمل ذلك ما يُرجح أن يكون "أقل من حفنة" من الأميركيين، وفق ما اعترف المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس من دون تحديد عددهم.
هدّدت "حماس" ببث عمليّة إعدام رهينة مدنيّ إسرائيليّ واحد في كل مرّة يتم فيها قصف منزل في غزة من دون سابق إنذار. وبالرغم من أنّ ذلك لمّا يحدث بعد، يمرّ مجلس الوزراء الحربيّ الإسرائيليّ بقرار مؤلم جداً. ومن المرجّح انتشار العديد من الرهائن في أنحاء مختلفة من غزة، داخل أماكن يصعب الوصول إليها وتتمتع بدفاع جيّد، ويحرسهم أشخاص ربما يكونون على استعداد للموت إلى جانب الرهائن في سبيل هذه القضيّة.
وتعتبر عمليّات إنقاذ الرهائن من بين أصعب العمليّات العسكريّة حتى في المناطق غير المتنازع عليها. وتمثّل البيئات الحضريّة الشديدة الكثافة التي يختلط فيها المقاتلون المسلّحون بالسكان كابوساً للقوات العسكرية.
إنّ تنفيذ هذا النوع من العمليّات كجزء من حملة أوسع نطاقاً داخل غزة بدعم من المشاة الآليّة يمكن أن يجعل الأمور أسهل بالنسبة إلى فرق إنقاذ الرهائن، لكن أيضاً أكثر صعوبة بطرق أخرى. ومن ناحية ثانية، بالنسبة إلى الرهائن، قد يكون الأمر مميتاً بالاعتماد على ما إذا كانت "حماس" ستستمر في تهديداتها بالإعدام. لكن حرباً كبرى في غزة ستعرّض الرهائن للخطر لأنه من المستحيل معرفة مكان وجودهم جميعاً. ومع ذلك، عند هذه المرحلة، إنّ الطريقة الوحيدة لإنقاذ الكثير منهم قد تكون بدعم غزو كامل.
أخبار ذات صلة