وأظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت خلال الأسبوع الماضي بنحو 2.2 مليون برميل، لتصل إلى 416.3 مليون برميل. ويتجاوز التراجع بشكل كبير توقعات المحللين، وذلك في استطلاع أجرته رويترز، بانخفاض قدره 320 ألف برميل تقريبا.
وجاء ذلك في أعقاب تخفيضات إنتاج طوعية بلغت 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام من السعودية وروسيا.
تحرك الأسعار
يواصل خام برنت الاقتراب من مستويات 100 دولار للبرميل إذ يتم تداوله في التعاملات المكبرة في آسيا الخميس فوق مستويات الـ 97 دولارا بزيادة نسبتها 0.9 بالمئة، وهي أعلى مستوى منذ نوفمبر الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من دولار إلى 94.70 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ أغسطس 2022، وكان الخام الأميركي قد قفز بنسبة 3.6 بالمئة عند التسوية الأربعاء، وهي أكبر مكاسبه منذ أوائل مايو.
وانخفضت المخزونات في كاشينغ بولاية أوكلاهوما – نقطة التسليم للخام الأميركي – إلى أقل بقليل من 22 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2022 وقريب من الحد الأدنى التشغيلي.
الدولار القوي يفشل في كبح النفط
وقالت أمريتا سين، المؤسس المشارك ورئيس قسم الأبحاث في شركة Energy Aspects: "ما أخشاه في هذا السوق هو أننا قمنا بتخفيض ضخم للمخزونات.. في الوقت الحالي، ما يحدث في الولايات المتحدة - (جفاف للمخزونات في كاشينغ) "، بحسب بلومبرغ.
وقفز خام غرب تكساس الوسيط بنحو الثلث منذ نهاية يونيو، وهو في طريقه لتحقيق أكبر مكسب فصلي منذ أوائل عام 2022، مما أدى إلى زيادة التضخم وتسبب في مشاكل جديدة للبنوك المركزية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقعت أوبك عجزًا يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام في الربع الرابع. ومع إثبات الطلب في الولايات المتحدة والصين مرونة، يرى كثيرون في السوق الآن أن بلوغ أسعار النفط إلى 100 دولار أمر لا مفر منه، حتى مع ارتفاع الدولار واستمرار المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية.
صعد الدولار إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأربعاء، ليرسل اليورو إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر، ويتسبب في تزايد احتمالات التدخل لدعم الين
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات، إلى 106.7، وهو أعلى مستوى منذ 30 نوفمبر الماضي.
وفي حديث خاص لسكاي نيوز عربية، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن توقعاتنا لأسعار النفط تم تعديلها للأعلى بعد الدعم القوي الذي تلقته الأسعار من الشرق الأوسط من ناحية مواصلة خفض الإنتاج.
"اعتقد ببساطة أن أوبك تتوقع عجزا كبيرا في المعروض خلال الربع الأخير من العام بالتزامن مع إبقاء السعودية للخفض الطوعي الأمر الذي سيبقي الأسواق في حالة تشديد في الأشهر المقبلة وبالتالي خطر وصول أسعار النفط لمئة دولار لا يزال قائما". بحسب تعبير هانسن.
غير أن أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك نوه إلى أن بعض دول العالم تتجه نحو ركود تضخمي مما يعني أن آفاق الطلب في عام 2024 ستكون محفوفة بالتحديات.
كما شدد على أن أعضاء أوبك يعرفون تماما أن أسعار النفط المرتفعة ستقتل الطلب وهذا ليس من مصلحتهم.
من جانبه، قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في شركة ING Groep NV: "إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتخطى خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل (...) ومع ذلك، نعتقد أن أي اختراق لهذه المستويات سيكون قصير الأجل نسبيًا، نظرًا للضغوط المتزايدة التي من المرجح أن تُمارس على أوبك + لتخفيف تخفيضات الإمدادات".
يذكر أن المخزونات في كاشينغ انخفضت لمدة سبعة أسابيع متتالية ويعتبرها العديد من التجار أنها بالفعل عند أدنى المستويات التي تسمح للصهاريج بالعمل بشكل طبيعي. كما أصبح شراء الإمدادات الفوري من مراكز التخزين باهظ الثمن على نحو متزايد، وارتفع سعر الخام الأميركي بشكل ملحوظ بالنسبة للمشترين الأجانب خارج الولايات المتحدة.