27-09-2023
محليات
|
الديار
لا يزال الملف الرئاسي يحتل الموقع الاول في القضايا العالقة، بسبب تخبّطه المستمر بالتعثر الداخلي والخارجي، وتبدو الامور مرجحّة الى التفاقم اكثر بعد سقوط كل المبادرات، وآخرها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي «رفع العشرة» بعد الفشل في إقناع رافضي الحوار، الذي دعا اليه من دون ان يلقى التجاوب المطلوب، الامر الذي أكده بنفسه يوم امس، مع إعلانه «بأنّ مبادرته لم تعد موجودة، ولم يعد لديه شيء، وليتفضّل من رفضوها ان يقدموا لنا بديلاً عنها، فهل يملكونه»؟
هذا المشهد القاتم يؤكد بأنّ كل الابواب الرئاسية باتت مغلقة بإحكام، ولا بوادر ايجابية داخلية، بل وقوف على أطلال المؤشرات الخارجية المنتظرة، التي شهدت بدورها تعثراً في اجتماعات «اللجنة الخماسية»، التي عوّل عليها المسؤولون اللبنانيون، فإذا بها تخرج فارغة اليدين، الامر الذي عكس خلافاتها داخل اروقة تلك الاجتماعات، فلا المبادرة الفرنسية اكملت مشوارها الرئاسي، ولا طرح بري الذي سقط في مهده، فيما المبادرة القطرية الاولى تجمّدت، والثانية التي تنتظر قدوم موفدها محمد الخليفي في تشرين الاول المقبل تصطدم بعقبات، ويقوم حاليا موفد قطري آخر هو جاسم بن فهد آل ثاني بالتحضير لزيارة الخليفي، من خلال إجراء الاتصالات وعقد اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين بالملف الرئاسي، في محاولة لجس النبض قبل قدومه.
الى ذلك، فمن يتفاءل وينتظر الانفراج الرئاسي من نتائج المفاوضات الأميركية - الإيرانية، عليه الانتظار طويلا، لان شبه التفاهم الاميركي- الايراني ليس له انعكاس على لبنان، ويبدو ان لا انتخابات رئاسية من دون اعجوبة، رغم ان كل الموفدين الذين يطرحون الحلول للمعضلة الرئاسية، يصّرون على ضرورة إستعادة زمام الامور، وتوسيع الهامش الداخلي لتحقيق التوافق، لانه الوحيد القادر على جمع اللبنانيين، وإتفاقهم على مرشح يحظى بالصفات المطلوبة من اكثرية القوى السياسية.
الأسماء المطروحة بعيدة عن الواقع
في الاطار الرئاسي، يقول مصدر سياسي مطلع لـ«الديار» بأنّ الاسماء التي يتم التداول بها خصوصاً تلك التي سمّاها الموفد القطري، ليست كلها صحيحة، بل هنالك مّن وضع بعض الاسماء لحرقها، فيما تشير المعلومات الى انّ أسماءً جديدة ستطرح خلال قدوم الخليفي، ستحمل صفات التوافق اولاً، والتي من شـأنها ان تجمع الاصوات المؤيدة لهـا.
عبدالله: إنسداد رئاسي بسبب تعنّت البعض
وفي المواقف ابدى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله لـ «الديار» عن تشاؤمه من إمكانية حل الازمــة الرئاسية، وقال: «هنالك إنسداد كامل بسبب تعنّت بعض الافرقاء وعدم جهوزيتهم للتسوية الداخلية، لكني أسألهم ما هو البديل والمَخرج الداخلي لذلك»؟ واشار الى انهم كانوا داعمين لمبادرة بري وعملوا على وساطات لتحقيقها، لكن لماذا تلقت الرفض؟ في حين انها تدعو الى حوار غير مشروط، وكنا نعوّل عليها كخطوة ستوصل الى الوفاق».
وعن مدى نجاح المبادرة القطرية أجاب : «كل المبادرات مشكورة، لكنها لن تصل الى نتيجة طالما هنالك تعنّت، ولا احد يريد ان يتراجع خطوة الى الوراء ويتنازل عن مصالحه، لذا نناشد كل الافرقاء ان يرتقوا الى مستوى المسؤولية الوطنية، بعيداً عن الحسابات الفئوية والارتهان الى الخارج، ويتفقوا في القريب العاجل».
«الثنائي» لا يستغني عن فرنجية
في غضون ذلك، يبقى إصرار «الثنائي الشيعي» على التمسّك بدعم ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، العائق الاكبر امام المبادرة القطرية، التي تبحت عن رئيس مقبول من مجمل الاطراف السياسية الداخلية والخارجية، وفق ما تشير مصادر الفريق المعارض.
في المقابل تؤكد مصــادر كتلة «التنمــية والتحــريـر» لـ «الديار» بأنّ «الثنائي» لا يمكن ان يســتغني عن فرنجــية، لذا لا يراهن احد على ذلك، ولا داعي لكل تلك التكهنات التي نسمع عنها يومياً، لانها لا تمّت الى الحقيقة بصلة.
ملف النازحين
ومن ضمن الملفات التي باتت تشكل خطراً على لبنان، بسبب تداعياتها ومن كل الجوانب، يتصدّر ملف النازحين السوريين المشهد اللبناني، بالتزامن مع توافق اغلبية الافرقاء اللبنانيين على ضرورة عودتهم الى بلادهم. وفي هذا الاطار حذر مسؤول ملف النازحين في حزب الله نوار الساحلي، من أنّ ما يجري على صعيد النزوح السوري، هو مخطط تقوده أميركا ودول أوروبية لإبقائهم في لبنان. ورأى أنّ المشكلة لا تُحلّ إلا بجلوس اللبنانيين والسوريين على طاولة واحدة، والاتفاق على حل هذا الملف، مؤكدا أنّ هناك مخططاً لإبقاء النازحين، وعلى رأس المخططين أميركا والدول الأوروبية ومنظمات الـ«ngo».
وأشار الساحلي الى أن المشكلة الآن في عدد العائلات السورية الموجودة في لبنان، وعدد الولادات الهائل لديها، حيث يوجد اليوم ما يزيد على مليونين و80 ألف نازح سوري، مستغرباً موقف الدول الغربية التي تعمل ليل نهار لترحيل النازحين عن أراضيها، فيما تسعى بكل ما تملك لإبقائهم في لبنان.
سوريون يعملون في النقل المشترك
بالتزامن ومع الفلتان السائد ضمن قضية النزوح، نقل سائقون لبنانيون بأنّ سوريين يعملون منذ فترة سائقين في النقل المشترك في باصات تابعة للقطاع العام، وتشرف على تشغيلها وزارة الأشغال العامة.
وعلى خط آخر، بدأ بعض كتّاب العدل بالإســتعانة بشــبان سوريين، لإنجاز معامـلاتهم في الدوائر الرســمية.
تحذيرات من حرائق يوم غد
على الصعيد البيئي، نبّهت وزارة البيئة من زيادة كبيرة فــي مؤشر خطر الحرائق في الأيام القليلة المقبلة، خصوصــاً يوم غد الخميس، حيث يُتوقع ارتفاع واضح لخطر الحرائق في مناطق عكار والقسم الجنوبي من لبنان، من قضاء عاليه الى بنت جبيل مروراً بأقضية جزين والنبطــية.
وأشارت الوزارة في بيان، الى انّ الطقس الجاف وارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسب الرطوبة، يجعل الوضع مثالياً لزيـادة خطر الحـرائق، وتمـدّد النيران يشكل ســريع. ودعت الى التيقظ وإتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الحرائق.
أخبار ذات صلة
عالميات
اسرائيل ردت على ايران..