25-09-2023
مقالات مختارة
|
المدن
منير الربيع
صحافي لبناني
الخطة الشاملة
ما بين الرأيين، رأي ثالث، يبدو على يقين أن حلّ الأزمة لا يمكن إلا أن يكون نتاجاً لتقاطع إيراني أميركي سعودي، وهذا ما يخوّل القطريين لعب الدور الأساسي في تحصيل تقاطعاته وقواسمه المشتركة. أي تقاطع في هذا الصدد، يمكن أن يفتح الطريق أمام تزكية ترشيح قائد الجيش، ولكن من دون حصوله لا مجال لذلك. في هذا السياق، يستند هؤلاء إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال:" إذا أظهرت الولايات المتحدة الاميركية نوايا حقيقية فلن يكون بعيداً التوصل إلى اتفاق لعودة جميع الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ورفع العقوبات.". ربما يكمن بيت القصيد في هذه المعادلة ومقابلها يمكن فتح الطريق أمام البحث الجدي عن التسوية في لبنان.
التمديد لقائد الجيش
وفي سياق ما هو مطروح حول قائد الجيش وترشيحه، ومسألة استعجال الوصول إلى تسوية حوله، تبرز فكرتان، الأولى تشير إلى ضرورة انجاز التسوية قبل موعد إحالته إلى التقاعد، ولعدم ترك جبران باسيل يراهن على الوقت ويستثمر فيه. والثانية ضرورة تمديد ولايته وبقائه على رأس القيادة حفاظاً عليها في ظل عدم تعيين رئيس للأركان اولا، وتالياً، ليبق موقعه دافعاً لترشيحه. وما بين الفكرتين رهانات على الوقت ايضاً. إذ هناك من يعتبر أن عامل الوقت سيكون في صالح خصوم الحزب وليس لصالحه، لأن هناك مساراً إيرانياً إقليمياً يسير باتجاه التهدئة، والتطورات الإيرانية السعودية لا يمكنها ان تكون شكلية، وهذا يتعلق بتبدّل الأولويات التي تتقدمها مسألة التسويات، ولذلك هناك من لا يزال يراهن على الوقت بأنه سيشكل عنصر ضغط على حزب الله في المرحلة المقبلة. يعتبر معارضو الحزب أن مساحة الحركة لديه قد ضاقت، فلم يعد بإمكانه فرض قواعده في ظل المسار التسووي الذي تسلكه طهران. فيما عناصر الضغط ستتكاثر سياسياً، إجتماعياً، إقتصادياً ومعيشياً.
يرى هؤلاء أن مكمن الإرباك لدى الحزب هو انتفاء الحاجة للتصعيد، وأنه غير قادر للذهاب بعيداً في أي مهمة عسكرية أو أمنية، بينما في المقابل هو غير قادر للدخول في مسار "الدولة" أو ما يسمى إصلاحات والتي تعني بشكل أو بآخر الوصول إلى صيغة تسوية للإستراتيجية الدفاعية ولوضع خطة مالية وإقتصادية، بالإضافة إلى البحث في الملف الأساسي والإستراتيجي وهو حلّ مشكلة إظهار الحدود البرية بعد ترسيم الحدود البحرية. فعندما أنجز الترسيم البحري كانت لحظة تحول استراتيجي، ويرى المراهنون على الوقت أنه الكفيل في انضاج الموافقة على المطالب والشروط والضغوط، فمثلاً لو أن أحدهم طرح فكرة ترسيم الحدود البحرية قبل عشر سنوات أو خمس سنوات لكان تعرض لهجوم عنيف ولحملة تخوين، ويعتقدون أن ما هو غير مقبول حالياً، سيتحول إلى مطلب في فترة لاحقة. يأتي ذلك في ظل حديث أميركي صريح على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ان العمل مستمر من قبل الإدارة الأميركية حول حل ملف ترسيم الحدود البرية، هذا الكلام الذي يقابله هجوم من قبل أعضاء جمهوريين في الكونغرس الأميركي يتهمون إدارة بايدن بأنها تعمل في سبيل الوصول إلى حلّ لا يرضي الإسرائيليين، وهذا ما يكثر التفسيرات اللبنانية حول ان أي تسوية سياسية داخلية لا بد أن تكون مرتبطة بما يتحقق على صعيد مثل هذه الملفات ذات البعد الخارجي أو الإستراتيجي بالنسبة إلى الأميركيين.
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
هل قبل باسيل بفرنجية؟
أبرز الأخبار