13-09-2023
رياضة
|
الشرق الاوسط
خلال إحدى مباريات كرة القدم مع النادي الذي كانت تلعب له بعد نهاية فترة دوامها في مدرستها الابتدائية، قررت لورا سيتشفيلد البالغة من العمر ست سنوات أن تلعب في مركز حراسة المرمى، وقالت: «لا أعرف حقاً السبب وراء ذلك، فقد كنت أعتقد فقط أنه من الممتع أن أرمي نفسي للإمساك بالكرة». وبعد محاولاتها للإمساك بالكرة وهتافات زميلاتها لها في كل مرة تنقذ فيها الكرة، أصبحت لورا تعشق اللعب في هذا المركز، وتقول عن ذلك: «في اللحظة التي بدأت فيها اللعب في هذا المركز، قلت لنفسي إن هذا هو بالتأكيد ما أحب القيام به. لقد استمتعت بذلك كثيراً، ولم أنظر إلى الوراء أبداً».
تبلغ لورا من العمر الآن 17 عاماً، وأصحبت حارسة مرمى الفريق الأول للسيدات بنادي وست بريدجفورد كولتس، وهو النادي نفسه الذي لعبت له حارسة مرمى المنتخب الإنجليزي الأول للسيدات، ماري إيربس، في بداية مسيرتها الكروية. تقول لورا: «إنه لشرف كبير أن ألعب لفريق لديه هذا التاريخ الحافل. إنه لإنجاز كبير أن تكون أفضل حارسة مرمى في العالم قد لعبت للفريق نفسه الذي ألعب له».
ويشعر نادي «وست بريدجفورد كولتس» بالفخر الشديد بعد الأداء الرائع لإيربس في نهائيات كأس العالم للسيدات، وحصولها على لقب أفضل حارسة مرمى للسيدات في العالم لعام 2022. يقول جيمي غريفز، مدير أكاديمية جنوب لندن لكرة القدم للفتيات، عن إيربس: «إنها رائعة. عندما تكون حارسة المرمى جيدة، فإنها تعطي الثقة للمدافعات ليكنّ أكثر شجاعة، لأنهن لا يفكرن في مجرد البقاء بالقرب من المرمى لمنع الكرة من الدخول».
ويضيف: «كانت المدافعات الإنجليزيات شجاعات فيما يتعلق بقيامهن بواجباتهن الهجومية في بعض الأحيان، وأعتقد أن هذا ينبع من منح إيربس الثقة لهؤلاء اللاعبات للتقدم للأمام. لقد فتح هذا الأبواب أمام الناس ليروا أن اللعب في هذا المركز شيء ممتع». لعبت إيربس جميع مباريات المنتخب الإنجليزي السبع في نهائيات كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا، وعلى الرغم من حصولها على جائزة أفضل حارسة مرمى في البطولة فإنها تعرّضت للسخرية والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول لورا: «لقد رأيت أشياء على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يحتشدون من أجل تصغير حجم المرمى؛ وهو الأمر الذي جعلني أشعر بالغضب الشديد. كوني امرأة لا يعني أنني لا أستطيع الدفاع عن مرمى بنفس حجم المرمى في مباريات الرجال. يمكننا أن نقدم أداءً جيداً، إن لم يكن أفضل، وهو ما أظهرناه عندما نجحنا في الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية».
يقول سكوت كلاي، مدرب الفريق الأول للسيدات في «وست بريدجفورد كولتس» وحارس المرمى السابق: إن حراس المرمى عادة ما يتعرضون لمزيد من الانتقادات، وحتى السخرية؛ لأنهم يكونون «أهدافاً سهلة» للوم والانتقادات عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها. وينطبق هذا بشكل خاص على السيدات. يقول كلاي: «حراس المرمى هم خط الدفاع الأخير، وفي بعض الأحيان لا يحصلون على الإشادة التي يستحقونها. يقال إن السيدات لسن طويلات القامة بما يكفي، وبالتالي يجب تصغير حجم المرمى. بالنسبة لي، يتمثل الشيء الجميل في كرة القدم في أنها متاحة للجميع، والمرمى بالحجم نفسه في كل المنافسات، والملعب هو الملعب، والجميع يمارسون اللعبة نفسها».
ويشير كلاي إلى أنه لن يكون من المبالغة القول إن إيربس قد غيّرت الأفكار السائدة بشأن مركز حراسة المرمى، ويقول: «لقد كانت مصدر إلهام لجيل جديد من حارسات المرمى الشابات. هناك الكثير من الفتيات الصغيرات اللاتي يطلبن من آبائهن أن يحصلن على زوج من قفازات حراسة المرمى الآن». وعندما شاهد الفريق الذي تلعب له لورا المباراة النهائية لكأس العالم للسيدات معاً، قالت لورا إنها شعرت «بالتوتر الشديد» تجاه إيربس، لكنها كانت معجبة للغاية بالقدرات الفنية الهائلة لجميع اللاعبات. وقالت: «لا بد أن يكون الأمر مرهقاً للأعصاب... فاللعب في مركز حراسة المرمى يختلف عن جميع المراكز الأخرى، فحارسة المرمى هي خط الدفاع الأخير، وبالتالي فمن المؤكد أن الضغوط عليها تكون هائلة».
وأضافت: «إن مشاهدتهن على أرض الملعب أمر ملهم للغاية، ويجعلنا جميعاً نريد أن نتحسن كثيراً. ماري إيربس ماهرة جداً في كل ما تفعله، وحتى فيما يتعلق بالخروج من المرمى لالتقاط الكرات العرضية. لقد ألهمني ذلك كثيراً وزاد من رغبتي في التطور والتحسن. إنني أراقبها طوال الوقت حتى أتعلم منها وأفعل كل شيء بطريقة أفضل؛ لأنها تفعل كل شيء بطريقة مثالية».
تقول لورا: إن النجاح الكبير الذي حققته إيربس جعل حارسات المرمى قادرات على أن يقلن: «انظروا، يمكننا أن نكون رائعات من الناحية الفنية إذا حصلنا على التدريبات والمرافق المناسبة». وتضيف: «ما زلنا نتعافى من الحظر الذي كان مفروضاً على ممارسة السيدات لكرة القدم والذي دام لمدة 50 عاماً». وتتابع: «عندما بدأت اللعب في الأندية الإقليمية للاعبات الموهوبات، كان الأولاد يذهبون للتدريب على ملاعب تدريب الرجال، بينما كنت أتدرب على ربع الملعب معظم حياتي. وفي نوتنغهام فورست، كان يتعين عليّ أن أغير ملابسي في حاوية شحن تحتوي على أضواء خافتة قبل المباراة».
وتضيف: «آمل أن يتم تسليط الضوء على هذه القضايا بشكل أكبر حتى يعرفها الجمهور، وحتى يكون هناك المزيد من الضغط من أجل تغيير الأمور للأفضل، وحتى يتم إلهام المزيد من الفتيات الصغيرات للعب». وعندما سُئلت عما إذا كانت ترى نفسها قادرة على اللعب في صفوف المنتخب الإنجليزي الأول للسيدات في المستقبل، قالت لورا: «آمل أن يحدث ذلك يوماً ما. سيكون هذا شيئاً رائعاً حقاً».
1
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار