10-09-2023
صحة
|
الحرة
أفادت دراسة عالمية نشرت هذا الأسبوع، عن زيادة في عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان قبل أن يبلغوا عامهم الخمسين، إلى جانب أبحاث أخرى تناولت نفس الموضوع، مما يطرح العديد من الأسئلة بشأن تلك الأبحاث ومدى مصداقيتها، وفقا لما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.
وفيما يلي 9 أمور يحتاج الكثيرون إلى معرفتها بشأن تلك الدراسة، وفق الصحيفة:
ما مدى سرعة ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص دون سن الخمسين؟
تشير أحدث دراسة إلى أن الحالات العالمية لـ"سرطان البداية المبكرة"، والتي تم تعريفها على أنها حالات لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عامًا، زادت بنسبة 79 بالمئة بين عامي 1990 و2019، من 1.82 مليون إلى 3.26 مليون.
وواجه مؤلفو الدراسة، بقيادة جامعة إدنبره باسكتلندا وكلية الطب بجامعة تشجيانغ في هانغتشو بالصين، انتقادات لـ"عدم عكس الزيادات السكانية على مدى العقود الثلاثة الماضية، في النتائج التي توصلوا إليها".
وفي هذا الصدد، تقول البروفيسور دوروثي بينيت، من جامعة سانت جورج في لندن: "لقد زاد عدد سكان العالم بنسبة 46 بالمئة بين عامي 1990 و2019، مما يفسر بشكل جزئي سبب الزيادة في في أعداد الحالات".
ومع ذلك، حتى مع النمو السكاني، يتفق الخبراء على أن السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، "أصبح أكثر شيوعًا.
وهنا يوضح البروفيسور مونتسيرات غارسيا كلوساس، من معهد أبحاث السرطان في لندن: "أظهرت التقارير السابقة أنه منذ التسعينيات، حدثت زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا".
استمرار البحوث الخاصة بالسرطان لم يوقف انتشار المرض
توقعات بارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان إلى 75 بالمئة
حالات الإصابة بالسرطان ستصل إلى 22.2 مليون إصابة في العام 2030 بزيادة نسبتها 75 بالمئة عن آخر إحصائية جرت في العام 2008.
ووجدت دراسة مماثلة أجرتها جامعة هارفارد، ونُشرت في مجلة "Nature" في العام المنصرم، أن حالات الظهور المبكر كانت ترتفع بسرعة في 14 نوعًا من السرطان.
هل يموت المزيد من الأشخاص دون سن الخمسين بسبب السرطان؟
السرطان يقتل حاليا مليون شخص تحت سن الخمسين سنوياً، لكن ارتفاع عدد السكان بالعالم، مقارنة مع أعداد الضحايا يؤكد انخفاض معدل الوفيات.
وتشرح بينيت: "الزيادة في أعداد الوفيات بالسرطان في هذه الفئة العمرية كانت أقل بشكل ملحوظ مقارنة بالفئات السنية الأكبر، فهذه الفئة لديها فقط نسبة 28 بالمئة من عدد الضحايا، مما يشير إلى انخفاض متوسط معدل الوفيات بالسرطان في هذه المجموعة".
ويقول غارسيا كلوساس إن هذا يعني أن "المزيد من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا ينجون من السرطان"، وهو "على الأرجح بسبب التطور العلمي في الكشف المبكر وتحسن أساليب العلاج".
ما هي أنواع السرطانات الرئيسية التي تصيب الأشخاص دون سن الخمسين؟
وجدت الدراسة أن ما يقرب من واحد من كل خمسة (18.83بالمئة) من 3.26 مليون حالة في عام 2019، كان يعاني أحد أمراض سرطان الجهاز الهضمي، والتي تشمل سرطانات الأمعاء والمريء والكبد والبنكرياس والمعدة.
وكانت دراسة سابقة أجرتها جامعة هارفارد، أوضحت أن 8 من أصل 14 نوعًا من السرطان تتزايد بين الأشخاص دون سن الخمسين، ترتبط بالجهاز الهضمي.
وشكلت سرطانات الجلد ثاني أكبر مجموعة (17.16بالمئة) في الدراسة الأخيرة، يليها سرطان الثدي (16.50بالمئة).
ما هي أسرع أنواع السرطان انتشارا بين الشباب؟
بحسب الدراسة الأخيرة، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان القصبة الهوائية (البلعوم الأنفي) والبروستاتا بوتيرة أسرع منذ العام 1990.
وفحصت بيانات الدراسة 29 نوعا من السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في 204 دول.
علاج السرطان قد يؤدي إلى العقم
80 بالمئة من الرجال الذين شملتهم الدراسة إن طبيبهم المعالج أبلغهم أن العلاج الكيماوي من الممكن أن يؤثر على الخصوبة.
هل هناك أي اختلافات في البيانات بين الرجال والنساء؟
نعم، فوفقا للدراسة الأخيرة فإن سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعا بين النساء، في حين أن سرطان القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئة كانت منتشرة أكثر بين الرجال.
لماذا ترتفع حالات السرطان بين من هم دون الخمسين؟
هذا هو السؤال الأهم، كما يرى بعض الباحثين، باعتبار أن الإجابة عليه لا تزال غامضة حتى الآن.
وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة الأخيرة، إنهم "يشعرون بالقلق من أن سوء التغذية ونمط الحياة الحديث، قد يكون المسؤول بشكل جزئي عن ارتفاع أعداد المصابين لمن هم دون الخمسين، وبين الشباب".
وأشاروا إلى أن هناك عدة عوامل مرتبطة بالظهور المبكر للسرطان، بما في ذلك "الوزن الزائد، والوجبات الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والملح، وانخفاض تناول الفاكهة والخضار، والخمول البدني، والتدخين، واستهلاك الكحول، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي تلعب أيضًا دورًا في هذه المسألة".
وتوصل الباحثون في جامعة هارفارد، إلى استنتاجات مماثلة في وقت سابق، إذ كتبوا في مجلة Nature: "أسباب هذه الظاهرة ليست واضحة تماما، لكنها ربما تكون مرتبطة بالاستهلاك المتزايد للأطعمة المصنعة، إلى جانب التغيرات في أنماط الحياة وتلوث البيئة وانتشار الأمراض المزمنة، وعوامل أخرى".
ويحاول الخبراء اكتشاف الأسباب وراء هذا الارتفاع، إذ أن الفهم الكامل للأسباب التي تؤدي إلى هذه الاتجاهات الملحوظة لا يزال بعيد المنال.
ويجري استكشاف مجالات بحثية جديدة، كتأثير استخدام المضادات الحيوية، والميكروبيوم المعوي (مجموعة الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي الخاص بالإنسان والحيوانات الأخرى)، وتلوث الهواء الخارجي"، وفقا لما كتب أشلي هاميلتون و هيلين كولمان، من جامعة كوينز بلفاست، في مقالة افتتاحية مرتبطة بدراسة الأورام التي أجرتها المجلة الطبية البريطانية.
ماذا عن الاختلافات العالمية؟
قد يظن البعض أن البلدان الأكثر ثراءً لديها أشخاص أكثر صحة، لكن الدراسة الأخيرة وجدت أن أعلى معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص دون سن الخمسين كانت في أميركا الشمالية وأوقيانوسيا وأوروبا الغربية.
وكانت أعلى معدلات الوفيات بالسرطان بين البالغين الأصغر سنا في أوقيانوسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
وعند الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل، كان للسرطان تأثير أكبر بكثير على النساء منه على الرجال، من حيث تدهور الصحة والوفاة لاحقًا.
ما مدى القلق الذي يجب أن يشعر به الناس؟
لا تزال حوالي 90 بالمئة من حالات السرطان تحدث بين الأشخاص الذين يزيد سنهم عن 50 عامًا، إذ يظل العمر عامل خطر رئيسي للإصابة بهذا المرض الخبيث.
ولذلك، إذا كنت في العشرينيات أو الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمرك، فمن المهم أن تعرف أن السرطان المبكر لا يزال غير شائع.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الارتفاع في الحالات بين البالغين الأصغر سنا، يجب أن يدفع إلى اتخاذ إجراءات.
ويوضح كل هاملتون وكولمان: "من المهم تثقيف الجمهور ومتخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بإمكانية الإصابة ببعض أنواع السرطان لدى البالغين الأصغر سنا، والسماح بالتشخيص المبكر، مما يؤدي بدوره إلى تحسين النتائج في العلاج".
وأضافا: "هناك حاجة ماسة إلى تدابير الوقاية والكشف المبكر، إلى جانب تحديد استراتيجيات العلاج الأمثل للسرطانات التي تظهر في وقت مبكر، والتي ينبغي أن تشمل نهجا شاملا يتناول احتياجات الرعاية الداعمة للمرضى الأصغر سنا".
دراسة طبية تكشف عن إمكانية انتقال السرطان بالعدوى
دراسة طبية تكشف عن أن العوامل المرضية المعدية هي أساس 2 مليون حالة سرطان في العالم، 80 في المئة منها موجودة في الدول النامية.
هل هناك أي شيء يمكن القيام به لتقليل المخاطر؟
تجيب مديرة المعلومات الصحية في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، كلير نايت: "إذا كان الناس يشعرون بالقلق بشأن خطر الإصابة بالسرطان، فهناك الكثير من الطرق للمساعدة في تقليل ذلك، مثل عدم التدخين، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة الكثير من التمارين الرياضية وعدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة لأوقات طويلة".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار