يتم استخدام هذا النوع من المواد في القذائف الخارقة للدروع، ويتميز اليورانيوم بأن كثافته أعلى بنسبة 67 في المئة من كثافة الرصاص، الأمر الذي يمنح القذائف المزودة باليورانيوم قدرة على الاختراق وتقليلا من المقاومة الديناميكة لحركتها.
وتمتاز شظايا هذا النوع من القذائف بإمكانية اشتعالها تلقائيا في الهواء، ما يمنحها إصابة إضافية للهدف، وتوفر، الكثافة العالية لمعدن اليورانيوم قوة دافعة للاختراق ومسارًا مستقيمًا، وهو أمر يكاد يكون من المستحيل إيقافه، ويمكن أيضًا استخدام "التنغستن" (معدن فولاذي رمادي)، الذي يتمتع بكثافة مماثلة لليورانيوم، ولكن اليورانيوم المنضب لديه قدرة أكبر على اختراق الأهداف.
وعلى عكس "التنغستن"، فإن اليورانيوم قابل للاشتعال، كما أن نقطة انصهاره أقل من "التنغستن". عندما يضرب اليورانيوم المخترق هدفًا ما، ترتفع درجة حرارة سطحه بشكل كبير، ما يؤدي إلى تليين موضعي فيما يعرف باسم "شرائط القص الأدياباتيكية"، وتقشير أجزاء من سطح المقذوف.
وعندما يخترق اليورانيوم المنضب المركبة المستهدفة، تميل الشظايا الكبيرة إلى الانفجار لتزيد قابلية اشتعال اليورانيوم من احتمالية انفجار وقود المركبة و الذخيرة. ويعرف المصطلح الفني المستخدم لوصف هذه العملية بـ"فعالية ما وراء الهدف".
الولايات المتحدة الأكثر استخداما لهذا النوع من الأسلحة المحرمة دوليا
سبق للولايات المتحدة أن استخدمت هذا النوع من الذخائر سابقا، ففي "حرب الخليج"، عام 1991، وصل عدد القذائف التي استخدمتها القوات الأمريكية وقوات التحالف لـ782 ألف قذيفة.
وفي "حرب البوسنة"، عام 1999، استخدمت الولايات المتحدة 40 ألف قذيفة أثناء قصف صربيا، ووصل عدد ما استخدمته القوات الأمريكية وقوات التحالف، في عام 2003، أثناء "غزو العراق" لـ300 ألف قذيفة.
الأضرار الصحية لهذا النوع من الذخائر
يتسبب هذا النوع من القذائف بالإضافة لقوته التدميرية بإحداث مشاكل سامة عند استنشاق الغبار الناعم الناتج عن اصطدام القذيفة بالهدف، بالإضافة لتلوث التربة نتيجة للنويدات المشعة المنتشرة من هذه القذائف المزودة باليورانيوم.
أشارت الكثير من الدراسات العلمية إلى المضاعفات التي يمكن أن تصل باستخدام هذا النوع من القذائف، والتي يمكن أن تتسبب بالأورام السرطانية والعقم لدى الرجال، ومشاكل لدى النساء في فترة الحمل، وباضطرابات عقلية لدى الأطفال، وانهاك جهاز المناعة لدى الإنسان.
" كذب أم استغباء ؟"... زاخاروفا تعلّق على تصريح البيت الأبيض بعدم وجود تهديد إشعاعي لهذه الذخائر
علّقت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على تصريحات البيت الأبيض التي أفادت بأن قذائف اليورانيوم، التي تم نقلها إلى كييف لا تشكل تهديدا إشعاعيا.
مذكرة(زاخاروفا) بأنه "في الأماكن التي تم فيها استخدام هذا النوع من الذخائر شهد تسجيل زيادة في أمراض الأورام، وهو ماحصل مع جنود الـ"ناتو"، وبخاصة مع الجيش الإيطالي أثناء عدوان حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا، ليصدر البرلمان الإيطالي لاحقا تقريرا من 252 صفحة حول هذا الموضوع".
مضيفة أنه "من بين 7500 شخص تعرضوا للمواد السامة والإشعاع، توفي 372 شخصا، لتصل نسبة الوفاة لـ5 في المئة من كل 20 شخصا، كما ولاقوا حتفهم جراء مضاعفات الأورام المتمثلة بضعف عمل الكلى، وسرطان الرئة، وسرطان العظام، وسرطان المريء، والتطورات التنكسية للجلد، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم".
ووفقا لوزارة الصحة الصربية، فإن المناطق التي تعرضت لقصف وضربات الـ"ناتو"، شهدت زيادة في الإصابة بعدد من الأمراض، كالأورام والعقم عند الرجال، وأمراض المناعة الذاتية واسعة النطاق، والمضاعفات المرضية للحمل، والاضطرابات العقلية لدى الأطفال.
وتسعى الدول الغربية من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إلا أن موسكو، أكدت في أكثر من مناسبة أن العملية لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام الموكلة إليها.
وسبق أن أرسلت روسيا، مذكرة إلى دول حلف الـ"ناتو" بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، محذرة من أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفا مشروعا للجيش الروسي.