29-08-2023
عالميات
|
عربي بوست
تواجه ألمانيا تحدياً غير متوقع مع بدء تدريبها للجنود الأوكرانيين عديمي الخبرة على كيفية تشغيل دبابة على خط المواجهة، حيث يعاني الضباط الألمان والهولنديون والدنماركيون في ريف شمال ألمانيا لتدريب الجنود الأوكرانيين، من نقص المترجمين الفوريين الأكفاء الذين سيقومون بمهام الترجمة للجنود الأوكران، حسب ما نشرته صحيفة Financial Times البريطانية.
إذ يقول مارتن بون، وهو ضابط هولندي يحمل رتبة عميد ونائب رئيس بعثة التدريب متعددة الجنسيات التابعة للاتحاد الأوروبي التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتدريب الأوكرانيين على مجموعة من الأسلحة والتكتيكات: "المترجمون الفوريون هم التحدي رقم واحد.. كييف والعواصم الغربية توفر المترجمين، لكنهم غالباً ما يواجهون صعوبة في إيجاد المفردات الصحيحة".
وأضاف بون بعد أن شارك جنود أوكرانيون في تدريب على إطلاق النار على الدبابات في قاعدة عسكرية بالقرب من كليتز في شمال شرق ألمانيا: "التحدي الأكبر هو ترجمة الكلمات المستخدمة في سياق عسكري أو تقني… كلمات لا يستخدمها أحد في الحياة اليومية".
وأثنى المدربون الأوروبيون على "الحماس الهائل" بين المجندين، رغم ضغوط الحرب الوحشية التي يخوضونها والمخاطر اليومية التي يتعرض لها أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم في الوطن.
لكنهم قالوا أيضاً إن أعمار وقدرات الجنود الذين يرسلون إلى التدريب تختلف بشكل كبير، حيث إن القادة الأوكرانيين على الجبهة غالباً ما يكونون غير مستعدين للتخلي عن أفضل رجالهم. وكان أحد المتطوعين الذين حضروا إلى ألمانيا يبلغ من العمر 71 عاماً.
وأعرب الجنود الأوكرانيون عن ارتياحهم لما تعلموه في كليتز عن دبابة ليوبارد 1A5، وهي نسخة أقدم وأقل تطوراً من دبابة ليوبارد 2 التي اكتسبت شهرة دولية بداية هذا العام بعد أن رفضت ألمانيا الاستسلام للضغوط المكثفة من أوكرانيا وحلفاء الناتو لتزويد كييف بها.
لكنهم شددوا على أن الأسلحة الحديثة تكون دوماً أفضل من القديمة.
ويدرك الجنود الأوكرانيون ومدربوهم الغربيون تمام الإدراك أن كييف فشلت في إحراز التقدم الذي كانت تأمل في تحقيقه في الهجوم المضاد على قوات بوتين الذي بدأ في يونيو/حزيران.
فيما قال بون، العميد الهولندي، إن التضاريس الوعرة والحرب الإلكترونية المتطورة التي تستخدمها روسيا واستخدامها للطائرات المسيرة ثلاث من المشكلات التي تواجه القوات الأوكرانية على الأرض، وأضاف: "هذا وضع غاية في الصعوبة. ونحن نبحث عن طرق لإعداد الأوكرانيين للعمل في هذه البيئة".
وأعرب مسؤولون من دول غربية أخرى مؤخراً عن إحباطهم إزاء اختلاف الآراء حول استراتيجية وتكتيكات مواجهة روسيا. وقال أحد المدربين الألمان في كليتز إنه تحدث احتكاكات في بعض الأحيان مع القادة الأوكرانيين كبار السن الذين تدربوا في العهد السوفييتي ويظنون أحياناً "أنهم أكثر دراية وفهماً".
لكن الجيوش الغربية- التي تختلف تجربتها القتالية الأخيرة في العراق وأفغانستان بشكل كبير عن الحرب التقليدية التي تدور رحاها في أوكرانيا- تقول أيضاً إنها تتعلم من الجيش الأوكراني.
ولم تكن ألمانيا الدولة الوحيدة التي واجهت مشكلات في الترجمة أثناء برامج التدريب، إذ ظهرت مشكلة مماثلة في الدنمارك، التي تدرب حوالي ثمانية طيارين أوكرانيين وعشرات من موظفي الدعم على الطيران بمقاتلات إف-16 في قاعدة سكريدستروب الجوية.
وقال مسؤولون عسكريون دنماركيون إن التدريب- الذي ازدادت ضرورته بعد أن تعهدت كوبنهاغن يوم الأحد 27 أغسطس/آب مع هولندا بالتبرع بطائراتها المقاتلة لأوكرانيا- تأجل بسبب التصريح الأمني للطيارين. وقال المسؤولون إن المهارات اللغوية والفحوصات الصحية كانت من الأسباب الأخرى لتأجُّله.
فيما يقول القادة الأوروبيون إنهم على اتصال وثيق بنظرائهم الأوكرانيين، ويحاولون تقديم استجابة فورية للتقييمات والمطالب المتغيرة، فيما تسعى كييف جاهدة لمواصلة هجومها المضاد المتعثر.
ومع ذلك، يرى نيك رينولدز، الباحث في الحرب البرية في معهد RUSI، أن التدريبات الغربية لا تلبي توقعات كلا الجانبين في أحيان كثيرة.
إذ تتطلع كييف إلى مزيد من التدريب المشترك على الأسلحة مثل الدبابات والمركبات المدرعة والمدفعية والمشاة والطائرات المسيرة لمحاكاة الظروف الموجودة في ساحة المعركة بصورة أكثر دقة، لكن تدريبات كهذه قد تكون محفوفة بالمخاطر. وقال إن الدول الغربية لا تتسامح مع الحوادث، لكن نهجها "لا ينسجم كثيراً مع متطلبات كييف للمتدربين".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار