25-08-2023
مقالات مختارة
|
الشرق الاوسط
سعيد عبد الرازق
سعيد عبد الرازق
يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أوكرانيا، الجمعة، قبل زيارة مرتقبة له إلى روسيا في إطار مساعي أنقرة لاستئناف العمل باتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود.
وتوقف العمل بالاتفاقية بعد رفض روسيا تمديدها مجدداً، في 17 يوليو (تموز) الماضي بسبب عدم تنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاقية، التي وقَّعتها مع أوكرانيا بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) 2022.
وسمحت الاتفاقية، قبل توقفها، بخروج 33 مليون طن من الحبوب من موانئ أوكرانيا، لكنّ العقوبات الغربية على روسيا وقفت حائلاً دون خروج الحبوب والمنتجات والأسمدة الزراعية من موانئها أسوةً بأوكرانيا. وهددت موسكو باعتبار جميع السفن أهدافاً عسكرية محتملة، بعد انسحابها من الاتفاقية، لكنها أكدت أنها ستعود إليها إذا تم تنفيذ الشق الخاص بها.
تأتي زيارة فيدان لكييف بعد إعلان أوكرانيا عن «ممر إنساني» في البحر الأسود لعبور سفن الشحن العالقة في موانئها بعد توقف اتفاقية إسطنبول. ووصلت سفينة الحاويات العملاقة «جوزيف شولت»، التي تحمل علم هونغ كونغ، إلى إسطنبول عبر مضيق البوسفور، الجمعة الماضي، في طريقها إلى ميناء بيرايوس اليوناني، كأول سفينة تمر عبر الممر الأوكراني.
ولم تفصح موسكو عمّا إذا كانت ستحترم ممر الشحن الأوكراني. وعبّرت مصادر في قطاعي الشحن والتأمين عن مخاوف بشأن السلامة. وقالت كييف إن الممر سيُستخدم في الأساس للسماح بمغادرة السفن العالقة في موانئها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين الماضي، إن وزير خارجيته فيدان يزور موسكو لمناقشة استئناف اتفاقية تصدير الحبوب، وإنه (إردوغان) قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه في سبتمبر (أيلول) المقبل، إذا توافرت فرصة لذلك، بعدما سبق أن تحدث عن احتمال زيارة بوتين لتركيا خلال أغسطس (آب) الحالي، وسط صمت من موسكو تجاه تأكيد موعد اللقاء ومكانه.
وشدد إردوغان، في رسالة مصورة وجهها (الأربعاء) إلى القمة الثالثة لمنصة القرم، التي تعد منبراً دولياً أطلقته أوكرانيا لزيادة الضغط الدولي على روسيا، على أن تركيا تبذل جهوداً حثيثة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين طرفي الحرب، بهدف ضمان توقف إراقة الدماء واستعدادهما للجلوس على طاولة المفاوضات على الأقل. وأكد مواصلة أنقرة مبادراتها لإحياء اتفاقية الممر الآمن، داعياً إلى تجنب «جميع الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر أكثر، وإلحاق الضرر بالهدوء السائد في البحر الأسود».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، الأربعاء، عن مصدر قالت إنه مشارك في عملية التفاوض بشأن استئناف اتفاقية الحبوب، أن تركيا والأمم المتحدة «تعملان على تطوير مقترحات لتقديمها للجانب الروسي لاستئناف الاتفاقية، لكن لا تزال هناك قضايا إشكالية». وقال المصدر: «نتوقع أن يجري تسليم الدفعة الأولى من الشحنات المجانية من الحبوب الروسية للبلدان الأفريقية المحتاجة، في المستقبل القريب، وهذه خطوة مهمة جداً للأمن الغذائي للدول المحتاجة، وتركيا على دراية بهذه العملية».
كان الرئيس الروسي بوتين قد قال في خطابه أمام المشاركين بمنتدى أعمال مجموعة «بريكس»، الثلاثاء، إن المفاوضات مع الشركاء من أفريقيا بشأن توريد الحبوب المجانية جارية، «وفي خطوة أولى، قررت روسيا إرسال ما يتراوح بين 25 و50 ألف طن من الحبوب إلى 6 دول أفريقية مجاناً، مع توفير التوصيل المجاني».
وأكد مجدداً أن «روسيا مستعدة للعودة إلى اتفاقية الحبوب، في حال الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاهها».
وعلى الرغم من تعامل روسيا بهدوء مع موافقة تركيا على التصديق على طلب انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن قبلها تسليم 5 قادة عسكريين أوكرانيين من كتيبة «أزوف» إلى بلادهم، بعد أن أسرتهم روسيا وسلّمتهم إلى تركيا وفق اتفاق يقضي باستضافتها لهم إلى حين انتهاء الحرب، وتصريحات إردوغان المؤيدة لانضمام أوكرانيا إلى «الناتو»... ظهرت بوادر على الفتور في العلاقات التي اكتسبت زخماً قوياً في السنوات الخمس الماضية.
وشكَّل الاتصال الهاتفي بين إردوغان وبوتين أوائل أغسطس الحالي، أول تماسٍّ لكسر هذا الفتور، بعد أن انتقدت موسكو صراحةً تسليم الجنود الأوكرانيين وموافقة تركيا على التصديق على طلب السويد للانضمام إلى الناتو.
وقال إردوغان: «أقول دائماً إنه لا رابح من الحرب ولا خاسر من السلام، وانطلاقاً من هذا المفهوم نتمسك بقناعتنا بأن الحرب المستمرة منذ نحو عامين يجب أن تنتهي بالسلام العادل والدائم»، مضيفاً: «أجدد دعمنا لوحدة أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وأن تركيا عازمة على مواصلة جهود التسهيل والوساطة بين الطرفين بما يتماشى مع إحلال السلام دون كلل أو ملل». ورأى أن انتهاء الحرب، وإحلال السلام والاستقرار في حوض البحر الأسود «سيجعلان المنطقة والعالم أجمع يتنفس الصعداء».
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار