22-08-2023
محليات
كتبت صحيفة "الديار": لم يعد احد من القوى السياسة ينتظر عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. هذا الموعد المنتظر في ايلول المقبل، سواء تم في نصفه الاول او ارجىء الى نصفه الثاني، لن يكون حاسما في اخراج الاستحقاق الرئاسي من استعصائه. حتى ان الفرنسيين لا يعولون على هذه الجولة بشيء، لكنهم مصرون على البقاء في الساحة الاقليمية من "البوابة" اللبنانية، لكنهم يشعرون ان الخناق بات يضيق عليهم لسببين رئيسيين: الاول انهم تركوا دون دعم جدي من اعضاء الخماسية، والثاني انهم فقدوا دور الوسيط بين تلك الدول وايران، التي نجحت في اقامة حوارات مباشرة خصوصا مع السعودية، وهم ينتظرون تبلور مشهدين احدهما داخلي والآخر اقليمي، وقد يستعيدون زخم مبادرتهم.
داخليا، وفي الوقت بدل الضائع، دخلت الدوحة بقوة على خط تعطيل الحوار القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، عبر تقديم اغراءات لرئيس تكل لبنان القوي جبران باسيل، لاقناعه بعدم الدخول في تسوية تصل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بعبدا.
وفيما لا تزال الامور الكهربائية متعثرة ودون حسم على خلفية النكد السياسي بين وزيري الطاقة والمال، تبنى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "شراء الوقت" وتمييعه الى مطلع الاسبوع المقبل، فيما تتراكم الغرامات المالية على الدولة لصالح باخرة الفيول.
في هذا الوقت التفاوض الصعب حول قرار التمديد لليونيفيل يتواصل، فيما برز داخليا بالامس محاولة فاشلة من قبل نواب المعارضة لتحريض الجيش ضد حزب الله، من خلال لقاء جمعهم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث سمعوا كلاما واضحا حيال بقاء التنسيق الحالي على ما هو عليه، لان في الامر مصلحة وطنية والتزام بالشرعية المنبسقة عن البيانات الوزارية المتعاقبة. وقد اعتبرت مصادر سياسية بارزة هذه المحاولة "لعب بالنار" ومحاولة للمس بالسلم الاهلي.
قطر على خط "التعطيل"!
رئاسيا، ووفقا لاوساط ديبلوماسية، لم تعد المواصفات التي حددتها اللجنة الخماسية، سواء بخصوص الرئيس اولوية فرنسية بعد تخلي الدول الاربع عن الفرنسيين، ولم يعد لودريان ملزما "بخريطة الطريق" التي رسَمَتها "الخماسية"، هو يراهن على الوقت لاستعادة الزخم لحراكه على خطين: الاول اقليمي والثاني داخلي.
وتقر تلك الاوساط، بعودة ازمة الرئاسة الى "الملعب" اللبناني مع التقدم المضطرد في الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فالفرنسيون باتوا يعوّلون على نجاحه للبقاء على "ٌقيد الحياة" سياسيا، فيما تخشى دول "الطاولة" نجاحه، باعتباره يُغير المشهد السياسي بالكامل، ولهذا تجري محاولات حثيثة من قبل القطريين للتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في محاولة لفهم طبيعة الحوار الدائر مع الحزب، ومدى استعداده للذهاب بعيدا في القبول بتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة.
الدوحة "تغري" باسيل!
وتشير تلك الاوساط، الى ان الرياض وواشنطن لا تزالان بعيدتين عن خط الاتصالات، ولم تتحركا تجاه باسيل كي لا يفتحا مجالا للحديث عن اثمان في السياسية والعقوبات،ولا تزال الدوحة وحدها في الميدان، وقد بدأت عبر وسطاء تلمح الى امكانية التخلي عن دعم ترشيح قائد العماد جوزاف عون للرئاسة والبحث عن بديل مقبول، اذا كان هذا التنازل يمنع حصول اتفاق على فرنجية مع الحزب. ووفقا للمعلومات، لا تزال الاتصالات تمهيدية عبر "جس نبض" باسيل من خلال وسطاء ولم يحصل اتصال مباشر بعد، لاعتقاد القطريين ان حوار التيار- الحزب لا يزال في "منتصف الطريق"، ويمكن الانتظار قليلا، قبل الدخول بقوة على خط الاتصالات عبر رفع مستوى التدخل الديبلوماسي المباشر.
باريس والمقايضة السعودية
في هذا الوقت، ثمة انتظار فرنسي ثقيل لنتائج اللقاء المطول الذي عقده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزيرالخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، ويأمل الفرنسيون ان ينجح الايرانيون في دفع الرياض نحو خطوة ايجابية على الساحة اللبنانية، مقابل اشياء اخرى في المنطقة، بعدما باتوا على يقين ان السعوديين غير مهتمين بتحقيق اي انتصار على الساحة اللبنانية، التي لم تعد تعني لهم شيئا باعتبارها استثمارا خاسرا، ولكنهم يريدون استخدامها للمقايضة، وهذا يعني حكما تعويما لمبادرتهم لان من سيأخذ على الساحة اللبنانية هم الايرانيون وليس السعوديين.
انتظار اقليمي طويل
وفي هذا السياق، تلفت مصادر سياسية بارزة، الى ان الانتظار الفرنسي قد يطول اقليميا، لان ما حصل في اللقاء بين بن سلمان وعبد اللهيان اسس لانطلاقة متجددة لاتفاق بكين ضمن عناوين عامة، دون الدخول في التفاصيل التي تتاج الى المزيد من الوقت كي تتبلور. فالانتكاسة التي اصابت التفاهم اصبحت من الماضي، وهذ امر مهم للغاية، وقد جرى تحديد مكامن الخلل ، واتفق على تزخيم العمل لتطبيق الكثير من البنود المتفق عليها والتوصل الى تفاهمات حول عدد من النقاط العالقة، وقد تم تأليف لجان مشتركة لاتمام ذلك، لكن يبقى الاهم بالنسبة لطهران ما سمعه رئيس ديبلوماسيتها من ولي العهد حيال التطبيع مع "اسرائيل"، حيث سمع كلاما واضحا عن عدم حصول اي تقارب بالمجان، لان المملكة ملتزمة حقوق الشعب الفلسطيني، ولن يحصل اي تطبيع دون التزام "اسرائيل" بتطبيق حل الدولتين ضمن حل عادل.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار