20-08-2023
مقالات مختارة
|
محمد علوش
أحبط تصعيد نواب المعارضة الفرنسيين الذين يشعرون بأن التصعيد منسق مع قوى خارجية، خاصة بعد سقوط الفرنسيين في فخ دبلوماسي تمثل بالأسئلة الفرنسية التي وجهت للنواب وكأن المشروع ضمن مخيم صيفي للتدريب، على حد تعبير أحد السياسيين، لذلك يتساءل هذا السياسي حول ما إذا كان هدف التصعيد هو إنهاء المبادرة الفرنسية بشكل نهائي وتمهيد الطريق نحو مبادرة طرح قائد الجيش جوزاف عون.
فحوى تصعيد المعارضة كان رفض مبدأ الحوار والتركيز على السلاح، لكن هدفه كان ضرب المبادرة الفرنسية، وقد نجح بذلك بحسب ما تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن الأصداء وصلت الى جان إيف لودريان الذي لم يحسم بعد زيارته الى لبنان بعد هذه المستجدات.
بحسب المصادر فإن رفض قوى سياسية وازنة الإجابة على أسئلة لودريان، ورفض مبدأ الحوار مع حزب الله حول الرئاسة، يُطيح بإمكانية الوصول الى انتخاب رئيس خلال شهر أيلول، ما يعني المزيد من التصعيد سيترافق مع وضع مالي صعب سيترجم في ملف الكهرباء، التعليم الرسمي الذي باتت تطلق بشأنه التحذيرات منذ اليوم، الادوية والأهم ملف الدولار الذي تكثر التقارير التي تتحدث عن صعوبة ضبطه على ما هو عليه اليوم.
مع انسداد الأفق الخارجي، خاصة بعد أن أصبح واضحاً أن ملف لبنان ليس أولوية في أي حوار ايراني سعودي، أو حتى إيراني – أميركي، تبقى العيون شاخصة على الداخل حيث يمارس التيار الوطني الحر ما اسمته قوى في ٨ آذار فن الابتزاز السياسي بوجه حزب الله، بعد أن أكدت مصادر قريبة منه عودة النقاش بين التيار والمعارضة في الملف الرئاسي.
حاول التيار الضغط على حزب الله في أكثر من مناسبة منذ عودة الحوار بينهما ،تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن البداية كانت عبر إعلان جبران باسيل عن مطالبه الرئاسية، ومن ثم عبر الإشاعة أنه تم التوصل لاتفاق مبدئي، وبعدها من خلال الإيحاء وكأن التفاوض يجري على إسم جديد غير إسم رئيس تيار المردة سيمان فرنجية، واليوم من خلال القول أن محادثات التيار والمعارضة عادت من جديد، رغم أن المتابعين يؤكدون أن هذه المحادثات لم تتوقف.
بحسب المصادر فإن التيار يحاول الضغط على الحزب للحصول على مكاسب سريعة في عملية التفاوض، إذ أن هناك من يقول أن التيار يعلم بصعوبة القبول بمطالبه، لكنه طرح ما طرحه لأجل المساومة لاحقاً على المطالب مقابل التخلي عن ترشيح فرنجية.
كذلك هناك وجهة نظر بخصوص مساعي التيار تتحدث عن رغبته بإطالة أمد الفراغ من خلال فتح أبواب التفاوض الصعب مع الجميع، وشراء الوقت هذا يجري بغية ضرب ترشيح قائد الجيش بعد نهاية ولايته، لكن في المقابل بحسب المصادر فإن حزب الله بات يستشعر ضياع الوقت، لذلك سيضغط باتجاه عدم فعل ذلك عبر وضع خطوط زمنية لا يجب تخطيها في التفاوض، منها نهاية ولاية قائد الجيش، إذ أن الحزب من أبرز الراغبين بعدم وقوع فراغ في المؤسسة العسكرية.
أخبار ذات صلة