لم يحصل في تاريخ لبنان، أن أي فنان أو جهة منظمة، صادرا حرية الصحافيين، وقاما بكتم أفواههم، لمنعهم من انتقاد حفلة، كما هي الحال مع حفلة المغني المصري عمرو دياب في بيروت.
وإن كان قد تم التغاضي عن كل الإساءات للصحافيين، من خلال حظر أي مقابلات معه، أو عقد مؤتمر صحافي، إضافة إلى الترتيبات الامنية، لجهة تحديد وجهات السير في بيروت من قبل قوى الأمن الداخلي، في حال قرر صحافي الاكتفاء بما شاهده ونقله.. فإن ما وصل اليه الأمر من قيام عمرو دياب والجهة المنظمة بمصادرة حريتهم، وكتم أصواتهم، لم يسبق أن حدث في دول العالم الحر قبل الآن.
ويتمثل آخِر البدع، في وثيقة جرى عرضها على الصحافيين لتوقيعها مقابل حضور حفل عمرو دياب، تتلخص في تعهد الصحافي بعدم الانتقاد، وعدم التقاط أي مقطع فيديو، تحت طائلة حذف المادة أو الفيديو بطلب من دياب أو الجهة المنظمة.
ويشترط التعهد على الصحافي، الالتزام بعدم التصريح أو كتابة أي مقال أو منشور "من شأنه الإساءة لقيمة هذا الحفلة أو لشخصية عمرو دياب أو لشركة Rodge أو الشركة المنظمة".
ليست هناك مصادرة لحرية الرأي أكثر من ذلك،.. ولقاء ماذا؟ لقاء بطاقة لحضور الحفلة! فلم يعهد لبنان هذا النوع من القمع الفني قبل الآن.
وفي المقابل، اشترى صحافيون بطاقات كحاضرين وليس كصحافيين، مقابل 100 دولار للبطاقة الواحدة.
وكان صحافيون تناقلوا تصريحاً لزوجة المتعهد الفني، جان صليبا، التي قالت إن عمرو دياب لم يسدد حق زوجها الراحل، ولم يسهم القضاء في تحصيل حقه قبل وصول دياب الى بيروت.