09-08-2023
محليات
|
الانباء
موقف لافت أعلنه رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أمس حينما لفتَ إلى أنّ اتفاقاً أولياً عُقد مع "حزب الله" في ما يتعلّق بملف رئاسة الجمهورية، ويقوم على تسهيل مسار اسم توافقي مقابل مطالب وصفها بـ"الوطنية" كان قد ألمح إليها باسيل سابقاً حينما شدّد على اللّا- مركزية الإدارية الموسّعة والصندوق الائتماني.
لم يعلّق "حزب الله" على إعلان باسيل، لكنه في الآن عينه لم ينفِ، ما يؤكّد وجود تفاهم مبدئي بين الطرفين. إلّا أنّ باسيل لم يُعلن تفاصيل لجهة ملف رئاسة الجمهورية، وحصر المعلومات بنقطة "تسهيل مسار التسمية"، وبالتالي فهو لم يُعلن مَن هو هذا الاسم الذي سيُسهّل له المسار، أو يتنازل لأجله، وما إذا كان سليمان فرنجية.
الاتفاق الأولي بين "التيار" و"حزب الله" قد يعني على المدى البعيد نعياً للتقاطع الحاصل بين باسيل والمعارضة، خصوصاً وأنّ الأخيرة ليست في وارد محاورة "حزب الله" وعقد التفاهمات معه، وما الهجوم الذي شنّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على باسيل و"حزب الله" أمس إلّا خير دليل على أنّ العلاقة بين المعارضة و"التيار" عادت إلى نقطة الصفر.
مستشار رئيس التيار "الوطني الحر"، أنطوان قسطنطين، يُشير إلى أنّ "تفاهماً مبدئياً عقده باسيل مع "حزب الله" يقوم على تقديم "التيار" تصوّراً لقانونَي اللّا- مركزية الإدارية الموسّعة والصندوق الائتماني، مقابل إبداء "الحزب" استعداده لمناقشة الأمر".
وفي حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يُشدّد قسطنطين على أنّ "الاتفاق الأولي ليس عبارةً عن مقايضة القانونَين الإصلاحيَين برئاسة الجمهورية، لكنّه يشمل أيضاً مساراً للتفاهم على اسم الرئيس، وقد يكون هذا المسار عبارةً عن تسهيلنا لاختيار الإسم، لكن الموضوع ليس مقايضة القانونَين بدعمنا لفرنجية".
ويرفض قسطنطين اعتبار التفاهم بين "التيار" و"الحزب" بمثابة نعي للتقاطع مع المعارضة، ويعود إلى إعلان باسيل الذي قال خلاله إنّ "التيار" لا يزال عند تقاطعه، لكنه تواصل مع أطراف المعارضة وشدّد عليهم على وجوب التوجّه إلى أبعد من الاتفاق على اسم جهاد أزعور، أي إلى وضع برنامج رئاسي، وهو الأمر الذي لم يحصل.
ويوضح قسطنطين تفاصيل التفاهم مع "حزب الله" والقانونَين المطلوبَين من "التيار"، ويلفت إلى أنّ "الهدف من الصندوق الائتماني الاستثمار في إمكانات الدولة بدل بيعها، على أن تُخصّص عائداته للمودعين وصغارهم بشكل خاص، والصناديق اللّا- مركزية الإدارية في المناطق، والدولة المركزية".
على المقلب الآخر، لا تنظر أطراف المعارضة إلى هذا التفاهم بإيجابية، بل تُشير مصادرها عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ باسيل عاد إلى تموضعه الاستراتيجي الطبيعي إلى جانب "حزب الله"، وتقول إنّ، "باسيل كان يحسّن موقعه في الفترة السابقة عندما تقاطع مع المعارضة، ونحن بدورنا حاولنا الاستفادة من معارضته لفرنجية وتأييده لأزعور لانتخاب رئيسٍ إصلاحي".
وتُذكّر المصادر بتصريحات سابقة أطلقها قادة ونواب المعارضة حول غياب الثقة بباسيل الذي "عاد عن التزاماته" لتلفت إلى أنّ "تكويعة "الوطني الحر" كانت متوقّعة عاجلاً أم آجلاً، والاتّفاق مع "التيار" سُمّي تقاطعاً وليس تحالفاً أساساً". وتؤكّد المصادر أنّ "المعارضة مستمرّة بوحدتها من جهة وبدعم أزعور، بغضّ النظر عن موقف "التيار" من الملف من جهة أخرى".
إذاً، مرحلة جديدة تنتظر الملف الرئاسي وسيكون حوار "الحزب – التيار" عنوانها، والأنظار ستكون شاخصةً على قدرة "حزب الله" من عدمها بإقناع باسيل بترشيح فرنجية، وحول القانونَين اللذين طرحهما "التيار" وكيفية تعاطي مختلف الأطراف السياسية معهما.