03-08-2023
محليات
|
الانباء
أسبوع من المواجهات العسكرية والقصف المدفعي والصاروخي في مخيم عين الحلوة، التي طاولت محيط المخيم وأطراف عدة من الأحياء السكنية في مدينة صيدا وضواحيها ما أدى إلى قطع الطرقات عن القرى الواقعة شرق المخيم، وأسفرت عن أضرار مادية كبيرة في قلب المخيم وخارجه سقط بنتيجتها عدد كبير من القتلى والجرحى، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء اندلاعها في هذا الوقت بالتحديد.
المسؤول الفلسطيني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حمزة بشتاوي أكد في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنَّ الجهود التي تبذل من أطراف وجهات فلسطينية ولبنانية هدفها تثبيت وقف إطلاق النار الذي تمَّ الإتفاق عليه قبل ظهر أمس، إذ إن هذه الأطراف لم تكتفِ بالإعلان عن وقف إطلاق فقط، بل انتقلت إلى التواجد على الأرض للفصل بين المقاتلين وإجبارهم على الالتزام به تحت طائلة المسؤولية.
البشتاوي وصف الأسباب التي أدّت إلى هذه الاشتباكات بالتراكمية، عازياً السبب إلى الحادث الذي جرى مع أحد أفراد عائلة شبيتات واغتيال المسؤول الأمني في حركة فتح أبو عصمت العرموشي ما أدى الى فعل ورد فعل، محذراً من مغبّة خرق إطلاق النار وإعادة تجدد الاشتباكات، لأن الغضب الشعبي سيزداد داخل المخيم وخارجه ضدّ اللاجئين، الأمر الذي حصل ليلاً وعادت حدة الاشتباكات الى وتيرتها السابقة.
ولفتَ البشتاوي إلى الكثير من التفسيرات والتحليلات التي أعطيت لهذه الاشتباكات، ولم تكن في موضعها، إذ إنَّ المسألة الأساسية تتمحور حول الوضع الفلسطيني الذي، بحسب رأيه، يمرّ بمرحلة دقيقة في ما يتعلق بالداخل في الضفة الغربية، وبعد إعلان الأونروا عدم قدرتها على تلبية الإحتياجات الفلسطينية، كاشفاً عن رغبة أميركا والدول الغربية تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ما أثاره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وفي السياق نفسه شدد الحزب التقدمي الإشتراكي على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة ومعالجة ذيول الأحداث بالهدوء وضبط النفس، وعدم السماح لأي طرف بجرّ المخيمات الفلسطينية إلى أي شكل من أشكال الاقتتال والفتنة، وتسليم المتورطين بافتعال الاشتباكات إلى الجيش اللبناني، داعيا الى معالجة جذرية تحمي الاستقرار وتحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية في المخيمات بما يحمي قضية اللاجئين وتمسكهم بحق العودة بعيدًا عن أية مشاريع مشبوهة.
أما في الشأن السياسي اللبناني، فقد توقفت مصادر سياسية عند القرار الذي أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الديمان عن عقد لقاء تشاوري للحكومة في الديمان قبل ظهر الثلاثاء المقبل، ورأت فيه محاولة لكسب رضى بكركي.
في هذا المجال، تساءل النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية عمّا "إذا كان ميقاتي يسعى لأخذ بركة الراعي، أم يريد الدعم لمواقفه"، متمنياً على بكركي عدم التدخل بهذه الأمور، وأن "تبقى في منأى عن الحرتقات والمطبخ الداخلي"، متوقعاً ألا يلقى طلب ميقاتي موافقة الراعي والمطارنة على عقد هذا الإجتماع "لأنَّ رئيس الحكومة يحاول التهرب من المسؤولية، وإلاّ لماذا يريد أخذ الغطاء من بكركي التي يجب أن تبقى مرجعاً استراتيجياً".
في سياق آخر، نفت أوساط نيابية في اتصال مع "الأنباء" الإلكترونية أي دعوة قريبة لعقد جلسة تشريعية، هذا قبل أن تتقدم الحكومة بطلب رسمي للإستدانة من مصرف لبنان وإحالته إلى مجلس النواب وإصداره بقانون خاص.
وعليه ليسَ معلوماً حتّى الآن ما هي الشرارة وراء نشوب الصراع الدموي في مخيم عين الحلوة، وما إذا كانت الأحداث الأخيرة مرشحةً للتوسع، لكن المؤكد أنَّ لبنان في كلّ مرةٍ يكون ساحةً لتمرير الرسائل بغضّ النظر عن العواقب الكارثية والبالغة الخطورة.