عقد الرهبان الأنطونيون مجمعهم العام الإنتخابي في دير مار روكز الدكوانة من الإثنين ٢٤ تموز ٢٠٢٣ ولغاية السبت ٢٩ منه، برئاسة قدس الأباتي مارون أبو جوده الجزيل الاحترام، وبمشاركة صاحب السيادة المطران سمعان عطالله، الراهب الأنطوني السامي الاحترام، وذلك بعد تقاعده من خدمته الأسقفية، وهذه مبادرة أولى في الرهبانيات في لبنان.
بدأ المجمع بصلاة استدعاء للروح القدس وبكلمة إفتتاحية لقدس الأباتي أبو جوده الذي شكر الله على السنوات الست التي مرّت وكان فيها كثير من النعم والبركات بالإضافة إلى أزمات متعددة كجائحة كورونا وانفجار مرفأ  بيروت والوضع الإقتصادي والمالي والإجتماعي، ودعا إلى استلهام الروح القدس ليُشِعَّ على الرهبانية بأنواره ويجعل من جلسات هذا المجمع عنصرة جديدة وفاتحة لمبادرات رهبانية وكنسية ووطنية تؤكّد على استمرارية هذه الرهبانية وخدمتها المتنوّعة في لبنان وعالم الإنتشار.
وفي ختام أعمال المجمع الأنطوني تمّ انتخاب :
 الأباتي جوزف بو رعد رئيساً عاماً جديداً للرهبانية الأنطونية المارونية، 
والآباء: بطرس عازار، ميشال خوري، بشارة إيليّا، ابراهيم بو راجل مدبّرين عامين.
وإثر إعلان نتيجة الإنتخاب سلّم الرئيس العام السابق الأباتي مارون أبو جوده شارات السلطة لخلفه متمنّياً له التوفيق، وموكلاً إليه رعاية الرهبانيّة، والعمل على تقدّمها وازدهارها.
وسيحتفل الرئيس العام الجديد ومجلس المدبّرين، بحضور الرئيس العام السابق الأباتي أبو جوده، بقداس الشكر يوم غد الأحد عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، على أن يستقبل المهنئين يومي الأحد والاثنين ٣٠ و٣١ تموز، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر، ومن الثالثة بعد الظهر حتى السابعة مساء،  في دير مار روكز - الدكوانة، مركز الرئاسة العامة للرهبانية.
  وكان المجمع العام الأنطوني قد عقد خلوته لمدة أسبوع كامل، حيث شارك المجتمعون أولاً بخلوة روحيّة لمدة يومين، ألقى مواعظها حضرة الأب داني يونس اليسوعيّ، ثمّ كرّسوا الأيام الثلاثة الأخرى للتباحث 

بقضايا رهبانيّة وكنسيّة واجتماعيّة وتربويّة وإنسانيّة وإداريّة، مغتنين من سرّ الافخارستيّا والصلاة، ومن مبادرات المحبّة والتعاون فيما بينهم، وداعين إلى تعزيز حضور الرهبانيّة الرسولي والرعوي والاجتماعي والتربوي، في أديرة الرهبانيّة ومراكزها ومؤسّساتها في لبنان وسوريا وفي بلدان الانتشار، وحيث تدعو الحاجات الكنسيّة العامّة وقضايا الناس الأساسيّة.
ولم يغب عن ذهن أعضاء المجمع وضع لبنان وبخاصة شعبه الذي يعاني من أزمات متعدّدة متعهّدين التزامهم بتعليم الكنيسة الإجتماعي وبقضايا الإنسان العادلة ورافعين الصلاة لكي يُرفق الله بشعبنا هذا ويُنقذ الوطن الرسالة لبنان من معاناته المتعدّدة الوجوه، إنسانياً واقتصادياً وأخلاقياً وسياسياً.
وفي ختام هذا المجمع ألقى الأباتي بو رعد كلمةً قدّر فيها الروح الرهبانية التي سادت أعمال المجمع بمداخلاتها ونقاشاتها والتي كان هدفها الأساس تعزيز الرسالة الرهبانية والإلتزام بالتعاليم الإنجيلية والكنسية التي تدعو إلى العودة إلى الإيمان من أجل سلام القلوب وخدمة الإنسان والمجتمع.
وبعد أن شكر الأباتي بو رعد الله على نعمه للرهبانيّة وبخاصة على نجاح المجمع العام في مداولاته وأبحاثه،شكر المجلس العام السابق برئاسة قدس الأباتي مارون أبو جوده، والرهبان الأنطونيين جميعاً على ثقتهم طالباً صلاتهم وتعاونهم.
كما أعرب الأباتي بو رعد عن طاعته وطاعة الرهبان الأنطونيين لقداسة البابا فرنسيس ولغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متعهّداً التزام الرهبانية بتوجيهاتهما الراعوية والكنسية والإنسانية.
كما شكر باسم الرهبان الأنطونيين جميع الذين رافقوهم بالأدعية والصلاة لنجاح مجمعهم، مؤكِّداً لهم المحبة والحرص على تحقيق آمالهم وانتظاراتهم.