21-07-2023
إخترنا لكم
انطوان العويط
<p>كاتب</p>
***
ما أروعها لحظة زوي، والحياة معناها في العهد القديم، ولدى قدماء اليونانيين وأبناء الهند وسائر العرب. وعلى ما جاء في صفات حاملة أصول الكلمة، تكافحين كمحاربة، لا يردعكِ يأس أمام مسيرة أحلامكِ، وتكونين محبوبة كيف لا، وقد جمَعَتْ لكِ والدتكِ وجمهور والدكِ وعمّكِ جاد ومعه داليا وعمّتكِ يارا وجدتيْكِ، القشّ نقيّاً طريّاً ناعماً لمزودكِ البريء.
أما أنا الجدّ ومعي حفيدي لجاد وداليا الطفل بيتر، كنا نكتفي بباقاتٍ من نجمٍ ينثر على أمسيتكِ الأولى وعلى امتداد المسافات، طيب الأناشيد وشدو النعاج وذهولها. ولا بأس أن يتأوّه البدر. لا بأس أيتّها الكواكب.
وهي اللحظة أنتِ زوي. أتأمَّلُكِ بانشغالٍ بانهماكٍ بانغماسٍ بإعجازٍ بدَهشةٍ بتَعَجُّبٍ باستِغرابٍ بانبِهارٍ. أنا الذيّ بانشغالٍ بانهماكِ بانغماسٍ بإعجازٍ بدَهشةٍ بتَعَجُّبٍ باستغرابٍ بانبهار، مأخوذٌ هائِمٌ مُوَلَعٌ مُتيَمٌ مفتونٌ مَسْحورٌ مَشْغوفٌ مُغرمٌ عاشقٌ بمن أسدل على اللحظة دعوتها إلى حديقة القلب، زوي، ولا أكتفي.
***
وأقول لكِ زوي، لم تتملّك صديقي بيتر الغيرة. كنت على يقين. فهو كان أعلن جهاراً أنّكِ وأنّه لن تتنازعا على قلبي لأنّكما الحبّ. وهو إذ سرح بعيداً مستأنساً مسترغساً بقدسيّة اللحظة، راح يسرّ لي عن متنزّهات عالمه وقد فرشها لكِ بالعشب الأخضر. بالأراجيح متدليّة من شجر الحور. بغابة من فراشات وأرانب وعصافير. بأهازيج وجداول وخراف وسلاحف وإوزة وسنجاب وورود، وبالحبّ بألف لون ولون.
وأقول لكِ زوي، لم يكن لي أن أحظى بما حظيت، بيتر البارحة واليوم أنتِ. ليس لرعبي حجّة أن تغادرني كثافة فرح القلب، لأنّي ها أنا مبحر في ولادتكِ لأجل أن تعتمر الحياة لباس العيد، وأن يتحوّل الليل الى نهار...ولأنّكما أنتما هو الحبّ. أنتَما هو العصفور. الطفلُ هو أنا.
أخبار ذات صلة