استغاث عدد من سكان قرية العليقات التابعة لمحافظة قنا جنوبي مصر على مدار الأيام الماضية من حالات إعياء ومرض جماعي لعشرات من سكانها، إذ عانوا ارتفاع درجة حرارة أجسامهم وآلامًا بالعظام لنحو أسبوع.

واستجابةً للاستغاثات، أصدرت وزارة الصحة بيانًا، الأحد، ذكرت فيه أن نحو 200 شخص يعانون أعراضًا مشتركة، لذا أرسلت فِرقًا من الطب الوقائي والعلاجي والترصد الوبائي، لتقصي المعلومات حول الشكوى، وتم سحب عينات من المرضى وعينات بيئية.

وعبَّر عدد من سكان العليقات والقرى المحيطة عن خوفهم من تفشي مرض خطير، بينما وردت أنباء عن حدوث أعراض مشابهة في قرى مجاورة.

وتحدّث عمدة القرية محمد النقيري، خلال حوار مع قناة محلية، عن الوضع الصحي المأزوم للقرية، لا سيما أنها تخلو من وحدة صحية “كون مبادرة حياة كريمة قد أوقفت العمل بها للتطوير، ولم توفر بديلًا يلجأ الأهالي إليه، والمرضى يعتمدون على العلاج المنزلي باستخدام المحاليل والأدوية”.

وكانت مديرية الصحة بمحافظة قنا قد أعلنت عبر صفحتها الرسمية أن المدير العام لمديرية الشؤون الصحية راجي تاوضروس، وجَّه، في 13 يوليو/تموز الجاري، بتنظيم حملات تعقيم ورش مبيدات للقضاء على ناقلات الأمراض، وذلك بقريتي الجبلاو والعليقات، مشيرًا إلى أن الحملة تستهدف القضاء علي البعوض والحشرات الطائرة، والعمل علي مكافحة يرقات البعوض في الترع والمصارف، لكنْ لم تُجدِ نفعًا حتى الآن.

وأشارت مواقع مصرية محلية إلى أن الأعراض المنتشرة بين سكان القرية تشبه أعراض حمّى الضنك.

وحمّى الضنك أحد أنواع الحمّى النزفية، وهي مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطة بعوضة الزاعجة، التي تنقل الفيروس من مصاب إلى سليم، وتصيب الرضع والأطفال الصغار والبالغين على حد سواء، ولا تنتقل العدوى من شخص إلى آخر.

ويصعب تشخيص مرض حمّى الضنك، وعند فحص مريض النوع البسيط يظهر انخفاض في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وتضخم الغدد اللمفاوية، وبطء ضربات القلب، ويتم التعرف على الفيروس عن طريق عزله وزرعه في أوساط خاصة، وتحليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس.

وناشد المدونون وزارة الصحة ضرورة التدخل، وتقديم توضيحات عن حقيقة الأمر، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشاره في القرى والمدن القريبة.