لفت المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي ‏يهوشوع الى أن "هذه الأيام تشهد توترات كبيرة من الناحية ‏الأمنية، لافتا الى أن القطاع الأكثر قابلية للانفجار هو لبنان، ‏بالتالي حان الوقت لوقف كل شيء والاستعداد للحرب.‏

وقال: "يكفي أن نرى ما جرى هنا منذ بداية الأسبوع الماضي ‏في كل القطاعات، ومن المهم أن نُرتّب الأحداث لكي نعرف ‏أي قطاع هو الأكثر خطراً والذي يتطلب معالجة ملحّة"‏‎.‎

وأضاف: "كما رأينا في الجولات الأخيرة، تُشكّل الهجمات في ‏الضفة الغربية تحدياً كبيراً وقاسياً. لكن على الرغم مما ‏شاهدناه، فإن التحدي الأكبر والأصعب هو المواجهة مع حزب ‏الله وأمينه العام حسن نصر الله الذي يتحدى إسرائيل في الفترة ‏الأخيرة عن طريق زيادة المجازفة التي يمكن أن تؤدي إلى ‏جولة قتالية، وربما أن تتدهور إلى حرب‎ ‎‏".‏

وتابع: "على الرغم من أن كثيرين في الجيش الإسرائيلي ‏يرون أن نصر الله لا يريد حرباً، فإنه من الواضح للجميع أن ‏احتمال حدوث ذلك هو الأعلى منذ حرب لبنان الثانية، والتي ‏يصادف هذا الأسبوع ذكراها الـ17". ‏

وذكر يهوشوع أنه "لقد تحركت خمس جبهات هذا الأسبوع: ‏غزة، وسوريا، والضفة الغربية، وهجمات في داخل الخط ‏الأخضر. حصل ذلك هذا الأسبوع عن هجوم إسرائيلي في ‏سوريا فجر الأحد، وتسبّب بانفجار صاروخ مضاد للطائرات ‏في الجو ما أثار الهلع بين سكان وسط البلد وجنوبه وسقوط ‏شظاياه في مدينة رهط". ‏

ولفت الى أنه "في فجر يوم الاثنين، بدأ الجيش عملية عسكرية ‏في مخيم اللاجئين في جنين بهدف تدمير البنية التحتية في ‏للتنظيمات المسلحة الفلسطينية، ولاستعادة الجيش حرّية ‏حركته وتحطيم ملاذ مخصص للمسلحين ". ‏

‎ ‎

ورأى أن هذا الأمر أدّى الى "تكبّد ثمن باهظ عند الخروج من ‏المدينة، وذلك بعد إطلاق نار من طرف واحد أدّى إلى سقوط ‏الرقيب دفيد يهودا يتسحاق. كما أثارت العملية ردود الأفعال ‏وسط الفلسطينيين؛ عملية دهس وطعن في شمال تل أبيب ‏تسببت بوقوع 9 جرحى، وإطلاق 5 صواريخ من غزة، ‏وهجوم قاسٍ يوم الخميس أدى إلى مقتل المقاتل من لواء ‏غيفعاتي بالقرب من مستوطنة كدوميم"، وفقا لمقال المحلل ‏العسكري لـ"يديعوت أحرونوت". ‏‎ ‎

ومضى قائلا: "صحيح أن العنصرين الذين نفّذا الهجوم في تل ‏أبيب وبالقرب من مستوطنة كدوميم ليسا من سكان شمال ‏الضفة، لكن ما يجري هو إشعال للساحة الفلسطينية عموماً كما ‏يتمنى رؤساء "التتظيمات الفلسطينية المسلحة"‏‎.‎

لكن يبقى القطاع الأكثر قابلية للانفجار هو لبنان، وفقا ‏ليهوشوع، الذي أشار الى أنه "في الوقت الذي لا تزال فيه ‏إسرائيل تستخدم الوسائل الدبلوماسية من أجل إزالة خيمة ‏حزب الله الموجودة على الأراضي الإسرائيلية، وامتنعت من ‏القيام بأي عملية، جرى إطلاق صاروخ مضاد للدروع انفجر ‏في منطقة قرية الغجر، وأصاب السياج الحدودي هناك. ورد ‏الجيش بقصف مدفعي على الحادث الاستثنائي"‏‎. ‎

وتابع: "هنا يجب التشديد على أنه لا يمكن أن يحدث إطلاق ‏صاروخ مضاد للمدرعات من دون موافقة حزب الله الذي ‏يسيطر جيداً على الأرض"، معتبراً أن "‏‎ ‎المخاطرة في الساحة ‏تزداد وتتصاعد، وأغلب الجمهور لا يعرف أبداً القدرات ‏الجديدة التي راكمها حزب الله في السنوات الأخيرة، والقوة ‏النارية الهائلة التي تفوق عشرات المرات ما رأيناه في ‏الجولات في غزة، وهناك خطط الحزب لاقتحام مستوطنات ‏إسرائيلية على الحدود، وتغيير الانتشار الذي قام به على خط ‏التماس‎ ‎‏". ‏

وأكد المحلل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت" أن "حزب الله ‏مستعد للحرب التي ستكون مختلفة ودراماتيكية بالنسبة إلى ‏الجبهة الداخلية‎. ‎‏ وفي ضوء هذه التطورات، فإن المطلوب من ‏رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف الانشغال بخطة الإصلاح ‏القضائي فوراً، ويجب على المتظاهرين وقف نشاطهم ‏الاحتجاجي". ‏

وختم قائلا: "حتى لو لم تبدأ الحرب، يجب تحضي المواطنين ‏لها"، مذكرا بأن "نصر الله خبير بالمجتمع الإسرائيلي، ‏ويعرف جيداً نقاط ضعفه الداخلي، وهذا سبب استعداده ‏للمخاطرة". ‏