02-07-2023
عالميات
|
INDEPENDENT عربية
منذ تمرد قائد قوات "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين وفشل محاولته إثر خلافات مع قيادات وزارة الدفاع توحي المعلومات المتعلقة بقواته الموجودة في سوريا بالتزامها الصمت وعدم إحداث أية تحركات مريبة حتى اللحظة.
ويسري حديث عن رسالة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصلت إلى دمشق حملها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين ضمن مساعي بلاده لتطبيق إجراءات احترازية لتطويق أية أخطار، وطمأنت دمشق على سيطرة موسكو على الموقف وإنهاء حال التمرد بشكل نهائي، بخاصة أن قوات "فاغنر" تنتشر في سوريا وليبيا وأوكرانيا ودول أفريقية.
إعادة الهيكلة
وأفادت أنباء عن امتثال عناصر "فاغنر" للأوامر الروسية في شأن التحاقهم بقاعدة حميميم في ريف اللاذقية بغرب سوريا، بينما يدور حديث متضارب عن انسحاب هذه القوات من مواقعها الاستراتيجية الواقعة على خطوط التماس وتأثير ذلك في جبهات القتال.
ولا يخفي مراقبون ما لهذه القوات من أهمية فائقة لمعرفتها وتجذرها بطبيعة القتال على الأرض السورية بعد دخولها في الصراع المسلح منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، ومن ثم فإن أي تعديل على طبيعة عملها سيشكل خللاً في طريقة الدفاع عن آبار النفط والفوسفات وسيترك مجالاً للفصائل المتمردة، أو لفلول تنظيم "داعش"، للتسلل وإحراز مكاسب على الأرض أو إلحاق أذى.
في المقابل يستبعد الباحث في شؤون السياسة الخارجية محمد هويدي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أي تأثير إذا انسحبت "فاغنر" من سوريا، وهو أمر مستبعد بحسب ما يعتقد، قائلاً "هناك قوى فاعلة عدة إلى جانب الجيش السوري يمكن أن تملأ الفراغ مكانها، تحديداً بعد استقرار سوريا، فهي اليوم تختلف عما كانت عليه في السابق وهناك حال من إعادة ترتيب الأوراق والصفوف"، وأشار إلى أن "التحاق فاغنر بالقاعدة الجوية في الساحل السوري هو إجراء يتعلق بإعادة هيكلة المجموعة في البلاد".
التأثير في الأرض
ويقلل هويدي من فاعلية "فاغنر" ويرى أن أبرز إنجازاتها كان عام 2016 بمساندة القوات السورية حينما استعادت مدينة تدمر وشاركت مرة أخرى في السيطرة على المدينة مجدداً عام 2017، معتبراً فاعلية هذه المجموعة من العناصر لا تقارن بالقوات الرديفة أو الحليفة للجيش النظامي ذات التأثير الواسع في الأرض، وأوضح أن "قواتها محدودة وليست كبيرة على الأرض ووجودها يقتصر على حقول النفط في البادية السورية إضافة إلى مناطق تخضع لتفاهمات تركية- روسية وتعرف بمناطق خفض التصعيد".
ويستبعد هويدي أي فاعلية كبيرة على الأرض لقوة "فاغنر"، قائلاً "لا يمكن أن ننسب إليها أية إنجازات قوية مؤثرة، بل هي قوة مشاركة وتخضع لاتفاقات مع الدولة السورية، بالتالي لن يكون لها تأثير، وبعد إعلان قائد فاغنر التمرد السبت الماضي لم تحدث أية حالات تمرد في سوريا أو ليبيا أو السودان ولا في المناطق التي تنتشر فيها قوات فاغنر".
في غضون ذلك أثارت هذه المجموعة الروسية المقاتلة الجدل طيلة حضورها في سوريا وظلت أعمالها العسكرية تنحصر حول حقول النفط شرقاً، أو حول حقول الفوسفات وسط البلاد، ولعل الأول من يوليو (تموز) الجاري الموعد النهائي لتوقيع عقود مع المجموعة في حين أعلن بريغوجين عبر بث مصور بعد وصوله إلى بيلاروس أن رجاله لن يرضخوا لتوقيع العقود مع وزارة الدفاع الروسية.
أخبار ذات صلة