05-06-2023
صحف
|
نداء الوطن
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فوضع قيد التنفيذ خطة الاتصالات بجميع المكونات اللبنانية، كما اعلن ذلك سابقاً، فاستهلها بزيارة موفد له الى الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله السبت الماضي، على ان تليها زيارة مماثلة للرئيس بري خلال يومين. لكن إنفتاح بكركي على الثنائي الشيعي، لم يغيّر من سلوك الاخير المتوتر، والذي تصاعد امس الى درجة التهديد بمنع وصول مرشح المعارضة أزعور الى قصر بعبدا، كما جاء على لسان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، الذي قال: "لن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أيا يكن اسمه"! وهكذا، بدا من خلال هذا التصعيد على مستوى جماعة الممانعة ان مرشحهم الرئاسي سليمان فرنجية قد صار خارج التداول عملياً، وفق ما كانت "نداء الوطن" السباقة في ذلك نتيجة الزيارة الاخيرة للبطريرك الراعي للفاتيكان وباريس.
وبالرغم من كل التهديد والوعيد من فريق الممانعة احرزت المعارضة امس، خطوة مشهودة بـ"التقاطع" على ترشيح أزعور وسط تأييد بـ"شبه اجماع مسيحي ووطني واسع"، كما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقدته المعارضة في دارة النائب ميشال معوّض الذي أعلن إنسحابه من السباق لمصلحة أزعور. وأكد بيان تلاه النائب مارك ضو باسم 32 نائباً من كتلة "الجمهورية القوية" التابعة لحزب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وحركة "تجدد" وعدد من التغييريين، أنّ أزعور "لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة"، داعياً الى توجيه الدعوة لإنتخاب رئيس للجمهورية "فوراً في جلسات متتالية". وشدّد البيان على أنّ "الوقت اليوم ليس لعقد صفقات سياسية والتنصّل من المسؤوليات فانتهى البازار وإنه الوقت لانقاذ الوطن والدولة والمؤسسات".
وفي موقف مماثل من "التقاطع "، أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ليل السبت تأييد أزعور. وأوضح في عشاء هيئة "تيار جبيل" بحضور الرئيس السابق ميشال عون، أنّ "التقاطع على اكثر من اسم يعطي مزيداً من المرونة ويشكل تطوّراً ايجابياً ومهمّاً فلا يتّهم أحد "التيار" بالتعطيل".
وعلمت "نداء الوطن" ان هناك 11 نائباً من "التيار" سيسيرون في انتخاب أزعور، بينما سيقترع 6 آخرون بأوراق بيضاء انسجاماً مع مطلبهم بترشيح احد نواب "التيار" لرئاسة الجمهورية، فيما سيمنح نواب حزب "الطاشناق" اصواتهم الثلاثة لفرنجية ومثلهم سيفعل النائب محمد يحيي مثلما تعهد سابقاً.
على صعيد بكركي، وبحسب بيان صادر امس عن الصرح البطريركي، فقد اوفد الراعي المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء الامين العام لـ"حزب الله"، " في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى"، على حد ما جاء في البيان. وأفادت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"الحزب" ان نصرالله اعلن في لقائه موفد الراعي عن تمسكه بـ"ترشيح سليمان فرنجية وبالحوار معاً".
وأشارت مصادر متابعة لحراك بكركي ان لقاء المطران عبد الساتر والسيد نصرالله "اتسم بالوضوح وقد قال كل طرف ما عنده". وقالت عبر "نداء الوطن" الآتي: "ان موفد الراعي وضع الامين العام في تفاصيل حراك البطريرك الماروني واهدافه واصراره على التوافق على رئيس او الذهاب الى الانتخاب. وتمّ عرض كل ما يحيط بالاستحقاق الرئاسي والواقع الجديد بعد تفاهم القوى المسيحية والمعارضة و"التيار الوطني الحر" ورغبة بكركي باحترام الارادة المسيحية التي لا تعني تحدياً لأحد.
وذكرت المصادر نفسها أنه اتفق على متابعة قنوات التواصل، وعلى رغم الايجابية في الشكل الا ان بكركي لم تتبلغ اي قرار من "حزب الله" بالتنازل او احترام الارادة المسيحية، او التعهد بالاحتكام الى اللعبة الديموقراطية عبر الانتخاب".
أخبار ذات صلة