02-06-2023
محليات
لم يكن اللقاء جلسة نقاش مع جهاد #أزعور كما أشيع في الإعلام، بل هي جلسة نقاش داخلية بين نواب التغيير لحسم خيارهم بانتخاب أو عدم انتخاب أزعور، إذا ما بات الصراع بيّن مرشّحَين اثنيّن، ثانيهما مرشّح الثنائيّ الشيعيّ سليمان فرنجية. ثمانية نواب اليوم هم كبيضة القبّان، في حال توافقوا على دعم أزعور لينال بذلك 68 صوتاً، ويؤدّي الضربة القاضية التي تطيح بفرنجية.
لا يغيب عن بالهم، التاريخ السياسي لجهاد أزعور. هناك هواجس عدّة تتعلّق بالنقد والسياسة والخطة الإنقاذيّة. يتّصل المرشّح لرئاسة الجمهورية بهم كلٍّ بمفرده. الواضح أنّ منهم من لم يحسم خياره منتظراً الإجابة عن بعض الاسئلة، وأخرون يراهنون في خيارهم ويرون بكسر مرشح "حزب الله" أولوية، بعد خطاب "العنجهية" الذي يعتمده الثنائيّ، ويستخفّ بأيّ مرشّح يواجه مرشّحه الذي طالما استبدله بالورقة البيضاء في الجلسات السابقة.
لا شكّ أنّ الحديث عن توافق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على أزعور، جعل من حسم خيار التغيير أمراً ليس بغاية السهولة، وخاصّة في النظرة إلى أنّ هذا الخيار يعيد المشهد إلى اصطفاف 14 و8 آذار. بينما يرى النائب مارك ضو أنّ هذا الاصطفاف بات من الماضي، والقوى التي كانت تشكّل 14 آذار باتت أيضاً في جهات عدّة.
ويقول ضو في حديثه لـ"النهار" إنّ الخيار اليوم بين من يعطي الأولوية إلى ترتيب العلاقات مع الدول العربية، ومن يريد إعادة العلاقات بين لبنان وسوريا". ويحدّد خيار التغيير بناء على أولوية المرشح في عودة علاقات لبنان مع الدول العربية، وخطّته لإصلاح النظام المالي، وموقفه من صندوق النقد ورؤيته للسلاح غير الشرعيّ.
ويؤكّد بأنّ هناك اتّصالات قائمة بين أزعور وبعض نواب التغيير منذ فترة، وسيجري اتصالات بآخرين، وبناء على الإيضاحات التي يجري البحث فيها، سيجري اتّخاذ الموقف اللازم بهذا الشأن.
ويضيف:" بالنسبة إليّ، في حال كان الخيار بين جهاد أزعور وسليمان فرنجية فأنا أختار الأوّل". ويرى ضو في أزعور دراية عالية في المسائل المالية وعلاقات خارجية على مستوى من الأهمية.
ويشدّد على أنّ الكلّ ملزم بتحديد رأيه السياسيّ لغاية الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد، ويتحدّث عن انطباع لديه بأنّ نواب التغيير في حال خيّروا بين سليمان فرنجية وأزعور فخيارهم هو أزعور.
لا شكّّ أن جمهور التغييريين في انقسام، هناك فئة تعتبر أزعور من المنظومة، وترى بأنّ ممثليهم غير ملزمين بالتصويت له والتمسّك بالمبادئ أولوية، في حين يرى آخرون أن نواب التغيير عليهم أن يتحلّوا بقليل من البراغماتية، وهم ملزمون أيضاً في توحيد الصفوف في خيارهم لمرشّح قادر على قلب المعادلة، وأزعور باستطاعته أن يقلب الصور وإلّا سيكون ذلك تفضيلاً لمرشّح الثنائيّ ولا بديل عنه. ويرون في اختيار أزعور مسارين إمّا بتولّيه الرئاسة أو فسح المجال أمام مرشّح ثالث يقطع الطريق أمام فرنجية.
وفي هذا السياق، تترقّب الساحة اللبنانية السياسية ختام جولة أزعور على القوة وانتظار دعوة رئيس البرلمان نبيه برّي لعقد جلسة انتخاب، والتي إذا ما جرت قد تطيح بالمرشّحَين والذهاب إلى خيار ثالث. وفي حال طبّق هذا السيناريو، ستكون نكسة للثنائيّ الذي لم يستطع بتشدّده أن يوصل مرشّحه إلى سدّة الرئاسة، وبخطابه المعتمد جعل منه مرشّح القوى الشيعية دون سواها.
الدعوة الى جلسة برلمانية ليست ملزمة بنظرة قانونية، وخاصة أنّ المجلس دائم الانعقاد حتى انتخاب رئيس، ربما هو ما حاول الرئيس بري يوم أمس التلميح له ذكر أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، في حال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقلّ للرئاسة، ولكنّ "الفاخوري الذي يضع أذن الجرّة حيثما يشاء"، قد يعتبر ترشيح أزعور تشويشاً وتهديداً لا يعود بفائدة ولا ينفع، سيّما معه، لكنّ هذه المزاعم لن تمنعه من فتح البرلمان لفترة وإن طالت مدّة الإقفال.
أخبار ذات صلة