29-05-2023
عالميات
|
نداء الوطن
وفي خطاب النصر، قال أردوغان من على سطح حافلة متوقّفة أمام مقرّ إقامته في اسطنبول وسط حشد من أنصاره: "عهدت إلينا أمّتنا مسؤولية حكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة"، مؤكداً أنّه "سنفي بكلّ الوعود التي قطعناها للشعب". كما رأى أن "كلّ عملية انتخابية هي نهضة"، معتبراً أن هذه الانتخابات أظهرت أن "لا أحد يستطيع أن يُهاجم مكتسبات هذه الأمّة".
وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية أن أردوغان حصد 52.1 في المئة من الأصوات مقابل 47.9 في المئة لخصمه كليتشدار أوغلو، بعد فرز نحو 99 في المئة من بطاقات الاقتراع، فيما كشفت لجنة الانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية بلغت أكثر من 85 في المئة.
وخاض أردوغان الموجود في السلطة منذ 20 عاماً هذه الدورة الثانية غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية، من موقع الأوفر حظّاً في مواجهة الاشتراكي - الديموقراطي كليتشدار أوغلو.
أحدث أردوغان تحوّلاً عميقاً في تركيا من خلال مشاريع بنى تحتية ضخمة تضمّنت بناء طرقات سريعة ومطارات ومساجد، وسياسة خارجية منفتحه على شرق آسيا ووسطها على حساب حلفاء أنقرة الغربيين التقليديين، الذين حاول التقرّب منهم اثر وصوله إلى السلطة. رغم النفور الغربي تجاهه، سمحت له الحرب في أوكرانيا بالعودة إلى صدارة المشهد الديبلوماسي بفضل جهود الوساطة التي قام بها بين كييف وموسكو، إلى جانب تعطيله منذ نحو عام دخول السويد إلى الناتو. لكن معارضي أردوغان يتهمونه بنزعة استبدادية، لا سيّما بعد المحاولة الانقلابية التي حصلت في تموز 2016 والتعديلات الدستورية عام 2017 التي وسّعت صلاحياته.
غالباً ما يُصوّر أردوغان في الغرب على أنه "سلطان" متمسّك بالعرش. لكنّ الرجل الذي يحنّ إلى الأمبراطورية العثمانية والذي شيّد قصراً يضمّ أكثر من 1000 غرفة في أنقرة، يواصل تقديم نفسه بصفته "رجلاً من الشعب في مواجهة النخب".
واستند إلى هذه الصورة ليفوز في كلّ الانتخابات منذ تولّى حزبه "العدالة والتنمية" السلطة في 2002. لكنّه واجه هزّات سياسية، خصوصاً عندما حرمته المعارضة في 2015 من غالبيّته البرلمانية، ثمّ انتزعت منه رئاسة بلديّتَي أنقرة واسطنبول العام 2019. ورغم تباطؤ حركته في بعض الأحيان، لا يزال أردوغان قادراً على عقد 8 اجتماعات في يوم واحد، ويستعرض قدراته الخطابية مستشهداً بقصائد قومية وآيات قرآنية لإثارة الحشود.
في المقابل، طرح كليتشدار أوغلو نفسه كمكافح للفساد في السياسة التركية، مندّداً منذ سنوات بهذه الآفة المستشرية في أعلى هرم السلطة. ومنذ أن تولّى رئاسة حزب "الشعب الجمهوري" قام بتغيير نهج الحزب من خلال محو صورته العلمانية المتشدّدة، فيما خاض الانتخابات ناسجاً تحالفات واسعة فشلت في هزيمة أردوغان أو حتّى الحصول على غالبيّة في البرلمان.
أخبار ذات صلة