26-05-2023
صحة
|
النهار
ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي سريع، يُحاكي التطلعات الهادفة إلى إحداث تغيير ثوري في مختلف المجالات ولاسيما الطب. قد يكون لهذه النقلة النوعية فرصة لإنقاذ كثير من المرضى من خلال الكشف المبكّر عن المرض والدقة في التشخيص لتحديد العلاجات المناسبة
اليوم، خطا لبنان خطوة أخرى في عالم التكنولوجيا العلمية من خلال إدخال نظام ذكاء اصطناعي متقدم Olympus EndoAID CADe مصمم لمساعدة المهنيين الطبيين في الكشف عن أمراض الجهاز الهضمي وتشخيصها، خاصة في مجال التنظير.
نجح مركز بلفو الطبي من دمج هذا النظام EndoAID CADe في ممارسة التنظير ليصبح أول مستشفى يستخدم هذا النظام للكشف المبكر عن الأمراض والشوائب في الجهاز الهضمي. وستمكن هذه التكنولوجيا من تحسين دقته التشخيصية وتقليل خطر الآفات الفائتة أثناء الفحوصات بالمنظار.
إذاً نحن أمام تجربة تنظير داخلي أكثر كفاءة وفعالية ستساعد في تحسين النتائج السريرية وزيادة الكفاءة وتحسين دقة التشخيص وتقليل وقت الإجراءات.
يشرح رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي وقسم التنظير في مستشفى ومركز بلفو الطبي الدكتور ميشال أشقر أن "هذا النظام يهدف إلى تحسين الدقة والفعالية في الكشف عن الأورام والجروح والشوائب الأخرى في الجهاز الهضمي. كما بدأنا نلاحظ استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمراض الالتهابية المزمنة في المصران للتأكد من عدم تحوّل الخلايا والتقرّحات إلى سرطان.
والأهم أن "هذا النظام الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي ومدرج في المنظار، يسمح بالكشف عن كل الشوائب التي لا نراها بالعين المجردة مثل اللحميات الصغيرة، ويسلط الضوء عليها لإزالتها حتى نتفادى تسبّبها بمشاكل في المستقبل. كما يساعد التنظير بنظام الذكاء الاصطناعي على تسريع عملية التنظير والتخفيف من العوارض الجانبية الناتجة عنه".
وعادة ينصح الشخص الذي تخطى الـ45 عاماً بأهمية إجراء منظار للتأكد من وجود لحميات والقدرة على كشفها في وقت مبكر وإزالتها حتى لا تتحول إلى سرطان.
وينصح أشقر كل شخص عمره فوق الـ45 عاماً، ويعاني من بعض العوارض مثل دم في البراز، ضعف، فقر دم وأوجاع مزمنة متكررة، بإجراء التنظير. كما ننصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بأمراض في الجهاز الهضمي اجراء التنظير قبل 10 سنوات (إذا عانى والده من سرطان في القولون عن عمر الخمسين عليه أن يخضع للتنظير في عمر الأربعين) للتأكد من عدم تحول #الثآليل الحميدة إلى خلايا سرطانية.
ولكن ما هي أبرز التحديات التي كنت تواجهها كطبيب خلال المنظار للكشف عن الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي؟ برأي أشقر أن "التحدي الأكبر كان يتمثل في عدم القدرة سابقاً على اكتشاف اللحميات والثآليل الصغيرة بنسبة عالية، أما اليوم فبفضل هذا النظام ارتفعت نسبة اكتشافها في المعدة والمصران واستئصالها حتى لا يتحول بعضها إلى سرطان في المستقبل.
ويتحدث أشقر عن حالة عاينها منذ أسبوع مشيراً إلى أننا "وجدنا ثالولاً صغيراً عند طبيب يبلغ من العمر 40 عاماً، وبعد استئصاله تبيّن أنه سرطاني. لم يكن حجم الثالول يتخطى 3-4 سنتمرات، إلا أنه كان سرطانياً، وهذا الكشف المبكر ساعد في تفادي تفاقم الحالة، ولم يعد يشعر المريض بأي شيء".
وما يميز هذا النظام، أنه يساعد على اكتشاف المشاكل في وقت مبكر لم يكن بإمكان الأطباء اكتشافها بالعين المجردة وعلاجها في مرحلة مبكرة، ما يؤدي إلى شفاء أسرع ونتائج أفضل.
إن الدقة المحسّنة والتصور الذي يوفرهما الذكاء الاصطناعي يقللان من الحاجة إلى الإجراءات المتكررة ومن خطر الاشتراكات، ما يؤمن راحة أكبر للمريض.
أخبار ذات صلة