23-05-2023
عالميات
|
سكاي نيوز
وبينما يرى الكاتب أن الكرملين يبدي مقاومة اقتصادية أقوى مما توقعته مجموعة السبع، فإنه يشدد على أن "الأشهر الـ 15 الماضية كشفت عن الصعوبات في فرض حصار اقتصادي على بلد يتمتع بموارد طبيعية وتقنية مثل روسيا"، موضحاً أنه "تم تصميم الإجراءات الجديدة لتعطيل قدرة الكرملين على توفير المواد لجيشه وسد الثغرات وتقليل الاعتماد الدولي على الطاقة الروسية، وكذلك الحد من وصول موسكو إلى النظام المالي العالمي".
عقوبات متفاوتة
من جانبه، يقول الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
ويشير القليوبي إلى أن "هناك خيارا أمام الغرب بفرض عقوبات ثانوية على من يتعامل مع روسيا، كما هو الحال مع إيران، لكن الغرب لم يصل إلى هذه النقطة، ربما إدراكاً منه لخطورة شطب روسيا من خارطة العالم في مجالي الطاقة والغذاء بشكل خاص".
ويعتقد الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، بأن تلك القرارات الأخيرة المرتبطة بروسيا هي "دليل آخر على فشل العقوبات الغربية"، مردفاً "إذا نظرنا إلى العقوبات السابقة فهي لم تلجم دولاً مثل كوريا الشمالية وإيران وسوريا عن المضي قدماً في سياستها، فكيف تؤثر على دولة بحجم روسيا؟".
وبالعودة لمقال "الغارديان"، يشير الكاتب البريطاني إلى أن "هناك تقارير عن هجرة العقول من العمال المهرة ونقص في قطع الغيار، لكن ذلك لن يؤدي إلى الانهيار الفوري للاقتصاد الروسي، ولكن على المدى الطويل ستكون عوامل - إذا تُركت دون معالجة - من شأنها أن تبطئ الاقتصاد".
ومن المثير للاهتمام أن بعض الروس يعترفون بأن الحرب كان لها تأثير، ففي سبتمبر الماضي أصدر المعهد الوطني للتنبؤ الاقتصادي التابع لأكاديمية العلوم الروسية تقييماً اعترف فيه بأن صدمة العقوبات قد أثرت على كل جزء من الاقتصاد تقريباً.
وقال إن الصعوبات في الحصول على المواد الخام والمكونات كانت من بين أكثر المشاكل حدة.
وبحسب التقرير، فإنه "على الرغم من خطورة تلك المشاكل، تمكنت السلطات من وقف الارتفاع التضخمي في الاقتصاد بسرعة إلى حد ما، ومنع الذعر المصرفي، وضمان التشغيل السلس لنظام المدفوعات، وإعادة الروبل إلى المستويات السابقة".
أوروبا تعاقب نفسها!
من جانبه، يشير خبير الشؤون الأوروبية من بروكسل، محمد رجائي بركات، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن:
ويتابع بركات: "إن استمرار دول مجموعة السبع والدول الأخرى في التفكير بفرض عقوبات جديدة يدل على عدم تمكن هذه الدول من مواجهة روسيا (..) لا أريد أن أقول إن روسيا تنتصر في هذا المجال، ولكن استمرار وزيادة العقوبات وتصعيدها ورفع حجمها وكذلك زيادة عدد الأشخاص الذين تُفرض عليهم العقوبات، يعني أن الدول التي تفرض العقوبات لم تحقق النتائج المرجوة منها".
ويختتم حديثه قائلاً: "أعتقد بأن الرأي العام في أوروبا بدأ بشعر بعدم أهمية هذه العقوبات وعدم فعاليتها، وبأنه هو الذي يُعاقب من جراء فرض هذه العقوبات، حتى أن بعض رجال السياسة الأوربيين بدؤوا أيضاً ولو بشكل غير مباشر القول بأن هذه العقوبات لا تكفي".
لاثة افتراضات "مشكوك فيها"
ويوضح الكاتب البريطاني، لاري إليوت، في مقاله المذكور، أن ثمة ثلاثة افتراضات مشكوك فيها عززت اعتقاد الغرب بأن الحرب الاقتصادية ستنتهي بسرعة:
هو أن أموال روسيا سوف تنفد، وبالتالي لن تكون قادرة على تمويل عملها العسكري.
إلا أن حظر الطاقة وتجميد الاحتياطيات الروسية التي تحتفظ بها البنوك المركزية الغربية، قد أثبت ذلك أنها إجراءات أقل فعالية مما كان متصوراً.
وفي حين انخفض حجم صادرات النفط والغاز الروسية، فإن ارتفاع الأسعار يعني أن قيمة الصادرات لم تتأثر. كما عرضت روسيا توريد النفط والغاز بسعر مخفض ووجدت الكثير من المشترين الجاهزين، وعلى الأخص الصين والهند.
هو أن المجتمع العالمي بأسره سوف يتحد في مواجهة موسكو.
يفند الكاتب ذلك الافتراض، بقوله: ثبت أن هذا نوع من التفاؤل خاطئ، ذلك أن عديداً من الدول في إفريقيا وآسيا رفضت إدانة روسيا في تصويت للأمم المتحدة في بداية الحرب وامتنعت بدلاً من ذلك عن التصويت.
هو أن روسيا عام 2023 لا تختلف عن الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات.
وعن هذا الافتراض "المشكوك فيه أيضاً"، يستعين الكاتب بورقة بحثية للخبير الاقتصادي الأميركي جيمس غالبريث، قال فيها إن "روسيا تتمتع بنظام تعليمي ممتاز، والكثير من المعرفة الفنية، ولديها المصانع التي بنتها الشركات الغربية متعددة الجنسيات منذ نهاية الحرب الباردة.
وتوفر العقوبات حافزاً للروس للاستعاضة عن الواردات الغربية بالمنتجات المزروعة محلياً.
وقال غالبريث: "على الرغم من أن بعض التقنيات لا تزال بحاجة إلى إتقان، إلا أن روسيا لا تفتقر إلى أي مكونات أساسية - الغذاء والوقود والمواد والموهبة العلمية والهندسية"..
لحرب تأخذ أشكالاً عدة
ومن سان بطرسبورغ، يشير رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، الدكتور مسلم شعيتو، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن:
الاقتصادات الأوروبية تضررت من العقوبات، في ظل ارتفاع كلفة المعيشة، بينما في روسيا الحياة تبدو طبيعية، والسلع يتم إنتاجها محلياً، وكل الخدمات.
أخبار ذات صلة
عالميات
هل خذل بوتين بشار الأسد؟
أبرز الأخبار