23-05-2023
صحف
|
نداء الوطن
أول من بادر الى طرح الاسئلة، كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قابلت على عجل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مستفسرة عن مناورة عرمتى على تخوم منطقة القرار الدولي الرقم 1701، الذي يوجب نزع سلاح الميليشيات والتي صارت محصورة بسلاح الحزب.
وتقول مصادر مطلعة أن مناورة الحزب ربما أظهرت قوته وأفرحت مناصريه لكنها نفَّرت سائر اللبنانيين. فإضافة الى أنها أعطت حججاً دامغة لخصومه عن رغبته في تكريس دويلته، فإنها جعلت المترددين يفقدون الأمل من قيام الدولة في العهد القادم ويعتبرون أن خيار الحزب ترشيح سليمان فرنجية هدفه التوصل الى رئيس دائم الاستعداد لتبرير سلاحه وأفعاله.
وأشارت المصادر الى ان توقيت المناورة مباشرة بعد القمة العربية الاخيرة في المملكة العربية السعودية والتي انتهت الى اعلان جدة الذي شدد على "الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة" يطرح تساؤلاً عما إذا كان هناك إيعاز من الراعي الاقليمي للحزب، أي إيران، للذهاب نحو التصعيد الذي فهمته إسرائيل امس على لسان المتحدث باسم الجيش، رئيس هيئة الاستخبارات أهارون حاليفا، على اساس أنّ الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله، و"بعد 17 عاماً منذ الخطيئة التي ارتكبها في 2006 يقترب جداً من ارتكاب خطيئة قد تؤدي بالمنطقة إلى حرب كبيرة وهو يقترب من هذه الخطيئة من لبنان ومن سوريا".
هذه بعض الاسئلة وليست كلها، والتي عززها كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، غداة المناورة، ليؤكد ان عراضة الحزب المسلحة في عرمتى الجنوبية الاحد الماضي، تعني ان سلاح الحزب باقٍ. وقال لمن لا يعجبه هذا السلوك:"يحكوا لبدّن ياه!"
وبدا ان كلام المسؤول الثاني في الحزب قد أتى كرد مباشر على ميقاتي الذي ابلغ المنسقة الخاصة للأمم المتحدة: "أن الحكومة اللبنانية ترفض اي مظهر يشكل انتقاصاً من سلطة الدولة وسيادتها". ثم اردف قائلاً: "ان الاشكالية المتعلقة بموضوع سلاح "حزب الله" تحديداً ترتبط بواقع يحتاج الى وفاق وطني شامل، وهو أمر يجب ان يكون من اولويات المرحلة المقبلة".
وفي واشنطن، اعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميللر تأييد الولايات المتحدة لكلام ميقاتي بشأن المناورات العسكرية التي أقامها الحزب. وقال ميللر في بيان: "نعتبر حزب الله منظمة إرهابية، ونؤيد ما قاله رئيس الحكومة بأنّ هذه المناورات تشكل انتقاصاً من سلطة الدولة وسيادتها".
وفي مقابل كلام نائب الامين العام للحزب، أطل رئيس كتلته النيابية محمد رعد ليتشدد في دعم مرشح الثنائي الشيعي الرئاسي سليمان فرنجية، فقال: "نحن دعمنا مرشحاً لرئاسة الجمهورية تستطيعون أنتم المكابرين أن تفتحوا معه حواراً فتأخذوا منه وتعطوه"، لينتهي الى القول: "الأمر لا يحتاج إلى مكابرة والوقت يضيق على الجميع ومصلحة البلد أن يأتي رئيس جمهورية يستطيع أن يتحاور مع كل الفرقاء".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار