يقيم حزب الله مناورة عسكرية مباشرة على الهواء، دعا وسائل الاعلام الاجنبية والمحلية والعربية الى تغطيتها غدا الأحد في ذكرى "عيد المقاومة والتحرير". وتقام المناورة من ضمن فعاليات سيقيمها الحزب للاعلاميين خلال جولة على احد المواقع العسكرية في جنوب لبنان، وفق ما اعلن.
ليس بعيدا، كشف مسؤول العلاقات الاعلامية في "الحزب" محمد عفيف أن "عدداً كبيراً من وسائل الإعلام الأجنبية سيغطي مناورة المقاومة" في عرمتى. ولفت إلى أن "المقاومة ستقيم مناورة عسكرية بالذخيرة الحية، وستستخدم فيها الصواريخ والدبابات وبمشاركة فرق الاقتحام".
هذا ما قيل الخميس. اما الجمعة، فأصدر عفيف بياناً جاء فيه "بالغ بعض الإخوة الإعلاميين عن حسن نية في رفع سقف التوقعات عن النشاط العسكري المقرر يوم الأحد القادم في أحد معسكرات المقاومة الاسلامية في الجنوب، وفي الحقيقة فإن النشاط العسكري المشار اليه المحدود بطبيعته مكاناً وزماناً والذي سوف ينفذ أمام الإعلاميين ووسائل الاعلام حصراً وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير هو عينة بسيطة عن قدرات المقاومة الحقيقية في اطار توجيه رسالة إلى العدو الصهيوني عن جاهزية المقاومة لردع العدوان والدفاع عن لبنان، وبالتالي فإن ما نسب لي من تصريحات خارج مضمون هذا البيان غير صحيح بتاتاً."
سواء حصل تضخيم "إعلامي" لحجم المناورة المرتقبة او لم يحصل، فإن مجرّد حصولها غدا على ارض الجنوب، يُعتبر، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، خطوة مستفزة من حزب الله ليس للعدو الاسرائيلي، بل للبنانيين الذين تعبوا من منطق الحروب والمعارك وما عادوا قادرين على تحمّل تبعاتها واكلافها بعد ان باتوا من افقر شعوب العالم. غير ان مفاعيل هذا المشهد لن تنحصر بالساحة الداخلية. فللتذكير، هناك تشديد غربي دولي على ضرورة ارساء هدوء ثابت في الجنوب وعلى اهمية احترام القرار 1701 الذي ارسى هذا الهدوء، بالاضافة الى كل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن التي تخص لبنان. فهل هكذا يحترم الحزب قرارا يحرّم اي نشاط او انتشار مسلّح الا للجيش اللبناني، جنوبي الليطاني؟ الى ذلك، فإن العرب ورغم اتفاق بكين والتهدئة السعودية – الايرانية، شددوا في البيان الصادر عن القمة امس وفي الفقرة الرقم 6 منه تحديدا على "وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة". وفي هذه السطور المقتضبة، وفق المصادر،ادانة ملطفة لحزب الله وسواه من التنظيمات غير الشرعية المسلحة.
على اي حال، يبدو ان الحزب أُبلغ بأن الوقت ليس للتصعيد وبأن فترة المعارك والحروب انتهت، خاصة بعد الاتفاق السعودي – الايراني، فكان بيانُ عفيف "التلطيفي"، وفيه رسالة (ايرانية الى حد بعيد) الى الخارج لا الداخل.. واذ بدأ التمهيد للهدوء جنوبا بموافقة الحزب على اتفاق الترسيم البحري مع اسرائيل.. تسأل المصادر، اي وظيفة لسلاح الحزب بعد هذه الوقائع؟ وهل يبحث الحزب عن تسييله في المعادلة السياسية المحلية؟