19-05-2023
عالميات
أما عن تفاصيل الخطة وفق ما أعلنه مسؤولو الحزب الحاكم، فهي كالتالي:
1- شعار الحملة
بحسب مسؤولي حزب العدالة والتنمية، فقد وضع الحزب الحاكم خطة أردوغان الانتخابية لتكون شاملة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وشملت بعض التغييرات الطفيفة في رسائل الحزب والرئيس عن الحملة الخاصة بانتخابات 14 مايو/أيار، تبدأ من تغيير شعار الحملة الانتخابية الذي كان "الرجل المناسب في الزمن المناسب" إلى "الاستمرار مع الرجل المناسب".
2- حملة منفصلة
تنص الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم على أن جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية هي حملة منفصلة عن انتخابات 14 مايو/أيار، ويجب التعامل مع تفاصيلها من هذه الزاوية، وعدم ربطها بالجولة الأولى من الانتخابات، واعتبارها خياراً جديداً من قبل الشعب والناخبين.
3- لغة جامعة
تعتمد الحملة للجولة الثانية في رسائلها على "لغة جامعة لا تستخدم الاستقطاب، ولا تدعو للفرقة" بحسب مسؤولي الحزب؛ مع التأكيد على أن اختلاف المسميات والأعراق يعني أهمية كبرى للدولة التركية وقوتها المستقبلية.
4- الثقة والاستقرار
التركيز على أهمية التكامل بين البرلمان والرئاسة من أجل استقرار البلاد، وسرعة تعاملها مع المخاطر، وذلك عبر توظيف فوز تحالف الشعب بأغلبية البرلمان من أجل تعزيز هذه الرسائل لدى الناخب التركي.
5- القاعدة الشعبية
تقوم الحملة في عمودها الفقري على ضرورة التأكد من وجود الزخم والحشد الذي كانت عليه انتخابات 14 مايو/أيار، والتأكد من ذهاب كل مؤيدي وأنصار الحزب للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو/أيار، مع العمل على كسب الناخبين القوميين الذين لا يصوتون لحزب الشعب الجمهوري، بسبب علاقته مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
6- مناطق الزلزال
تشمل الحملة كذلك التركيز على مناطق الزلزال في الولايات 11 المتضررة، وذلك عبر زيارات المسؤولين لها من الحزب، وفي مقدمتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب الوزراء والمسؤولين؛ نظراً لأهمية هذه المنطقة باعتبارها مستودع تصويت؛ وذلك إلى جانب ناخبي الحضر والطبقة الوسطى.
7- المدن الكبرى
إلى جانب ذلك، طالب الرئيس التركي بدراسة تفصيلية لبعض المدن الكبرى، وخاصة إسطنبول وبلدته ريزه، في ظل النتائج في الجولة الأولى، والتعامل مع هذه الدراسات بشكل إيجابي؛ فقد تظهر نتائجها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
رأى لالي أوغلو أيضاً أنه ينبغي على الحزب الحاكم محاولة التعامل مع مشكلة ارتفاع تكاليف المعيشة والأسعار وإيجارات المنازل؛ خاصة في المدن الكبرى، فلا بد من إيجاد حل للتعامل معها من الحزب الحاكم، خاصة أنها أسهمت بصورة كبيرة في نزيف الأصوات الذي يعاني منه الحزب منذ انتخابات البلديات عام 2019.
في هذه النقطة تحديداً، يرى الباحث التركي أنه ينبغي على الرئيس أردوغان الإعلان عن فريق عمله الاقتصادي والسياسة الاقتصادية التي سيعمل بها خلال السنوات القادمة، وهي نقاط قد تمنح الجمهور الثقة للذهاب إلى صناديق الاقتراع وإعادة الثقة في أردوغان والحزب الحاكم.
ما يُمكن فعله في 10 أيام
من جانبه، رأى رئيس تحرير جريدة "حرييت" التركية أحمد هاكان، أن من يريد الفوز بجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، يجب عليه عدم التخلي كلية عن الخطاب واللغة التي تبناها في الجولة الأولى من الانتخابات.
أضاف هاكان في مقاله اليومي في الصحيفة التركية، أنه لا يمكن لأي حملة انتخابية إنشاء لغة جديدة في خطاباتها خلال 10 أيام باقية عن موعد الانتخابات، وإقناع الناخبين بمدى جدية وصدق هذه اللغة.
يرى رئيس تحرير مجلة "حرييت" أنه لا ينبغي أن يكون هناك انعطافات كبيرة في مسارات الحملة الجديدة عن تلك التي تمت خلال انتخابات 14 مايو/أيار؛ حتى لا يتهم أصحابها بالتلوّن.
لذلك شدد الكاتب التركي على ضرورة ثبات الشعارات، قائلاً: "لا يمكن تغيير 80 شعاراً مختلفاً في 10 أيام".
أوضح هاكان أن المدة القصيرة المتبقية يلزمها التمسك برسائل الحملات الانتخابية في الجولة الأولى والتركيز عليها؛ إلى جانب العمل على محاولة الوصول بالرسائل الجديدة إلى فئات الشعب والناخبين؛ وإلا فلن يغير عمل 10 أيام نتائج الانتخابات القادمة؛ كما يرى الكاتب التركي
جوانب أخرى لم تتناولها الخطة
بحسب الباحث في نظم السياسيات التركي باقي لالي أوغلو، فإن نجاح خطة أردوغان الانتخابية سيتطلب إلى جانب الاستراتيجية المعلنة، التعامل مع العديد من التهديدات الأخرى لنجاحها.
أوضح لالي أوغلو في حديثه إلى "عربي بوست"، أن على الحزب الحاكم التعامل مع تأثيرات حزب "هدى بار" الكردي عليه؛ خاصة في ظل تركيز المعارضة على علاقة الحزب الحاكم بالحزب الكردي، ومحاولة ربطه بالعمليات الإرهابية التي وقعت جنوب شرقي تركيا في ثمانينيات القرن الماضي.
أضاف الباحث التركي أنه ينبغي كذلك إعادة تقييم هذه العلاقات بين الحزبين من قبل العدالة والتنمية وتأثير هذه العلاقة على عمليات التصويت في الغرب التركي، والمقارنة بين الأصوات التي قد يجلبها حزب "هدى بار" إلى الحزب الحاكم، مع تلك التي قد يفقدها في مناطق الغرب.
خطاب أردوغان
عقد الرئيس أردوغان مؤتمراً صحفياً بعد لقاء قادة حزبه ورؤساء البلديات التابعة للحزب في العاصمة التركية أنقرة عقب انتهاء الجولة الأولى، وقال: "أنتم ترون أنهم يفعلون كل شيء لتعكير صفو الأوضاع في بلادنا؛ رغم أنهم خسروا الانتخابات إلى حد بعيد".
شدد الرئيس التركي على أنه إذا لم يتعامل الحزب بكل حزم وجد، كما في الجولة الأولى، فلن يستطيع تحقيق ما تحقق له من نتائج، مقابل الطرف الآخر الذي سيتمسك بصناديق الاقتراع حتى آخر لحظة؛ مضيفاً: "لقد غيرنا كل شيء في بلدنا، لكن للأسف لم نتمكن من تغيير المعارضة".
أعلن الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحفي أنه سيقوم بزيارة المدن المتضررة من الزلزال قبل انتخابات 28 مايو/أيار 2023، وذلك ضمن الحملة الانتخابية التي يعدها الحزب لهذه الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، وستكون أولى زيارات الرئيس التركي إلى منطقة كهرمان مرعش جنوب شرقي تركيا في 20 من الشهر الجاري.
خطة اقتصادية شاملة
بحسب نائب رئيس الحزب الحاكم بن علي يلدريم؛ فإن الخطوات التي اتخذها أردوغان والحزب الحاكم لإصلاح الوضع الاقتصادي في البلاد وتحقيق مستوى الرفاهية الذي يتمناه جميع المواطنين، ستكون ضمن خطاب الحملة الانتخابية لجولة الإعادة ضمن خطة أردوغان الانتخابية.
أضاف بن علي يلدريم في لقاء تلفزيوني مع قناة "CNN TÜRK" أن حزب العدالة والتنمية في السلطة منذ 21 عاماً، قدم فيها العديد من المشروعات المهمة لهذه الدولة، إلى جانب أن هناك 6 ملايين طفل فتحوا أعينهم على العالم مع ولادة الحزب.
وأشار نائب رئيس الحزب الحاكم إلى أن وعد الرئيس أردوغان بحماية أصحاب الدخل المنخفض، وزيادة الأجور في شهر يوليو/تموز القادم؛ كل هذه الأمور ستثبت لأمتنا من يريد خدمتها بصدق، ومن يطلق الوعود جزافاً دون أية واقعية.
يشار إلى أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في 14 مايو/أيار 2023، انتهت دون أن يتمكن أي من المرشحين الأربعة من الحصول على 50% من الأصوات + صوت واحد، ما قاد إلى جولة ثانية موعدها في 28 من الشهر ذاته، بين أعلى المرشحين تصويتاً في الجولة الأولى، وهما مرشح تحالف الجمهور الحاكم رجب طيب أردوغان 49.52% ومرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو 44.88%.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار