مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

منتصف حزيران ملهاة ولبنان على قارعة الانتظار

15-05-2023

صحف

|

النهار

من انتظار محطة إقليمية، الى أخرى عربية، فثالثة دولية، الى ترقب تداعيات هذه وتلك من المحطات الخارجية المتعاقبة عليه، بات لبنان في أسوأ ما يمكن تصوره في واقع الارتهان العقيم للحسابات والتطورات الخارجية علّ بعضها يلفح ازمته برياح الانفراج. البارحة بحسب "النهار" كانت الأنظار متجهة الى نتائج الانتخابات التركية . وقبلها ومعها ترصد القوى اللبنانية على اختلافها تموجات التفاهم السعودي الإيراني في ظل اتفاق وزيري خارجية البلدين السبت الماضي على دفع لمرحلة جديدة من تطوير التفاهم. وبعد أيام قليلة ستتسمر انظار اللبنانيين على مشهد القمة العربية في المملكة العربية السعودية بمزيج من الانفعالات والرهانات المتناقضة التي سيفرضها مشهد الحضور المرجح لبشار الأسد الى هذا المنتدى العربي مجددا بعد قرار جامعة الدول العربية اعادته الى الجامعة وما يحكى عن وساطة سعودية لمصالحته مع قطر قبيل القمة.

يقفز لبنان بقواه السياسية وعجزها المتعاظم عن انهاء ازمة الشغورالرئاسي من محطة انتظار الى اخرى بما يكشف اكثر فاكثر واقع الارتهان الكامل للازمة والاستسلام التام للانتظار فيما تشكل الشعارات التي تطلق بين الحين والأخر ملهاة لملء الفراغ والتستر على العجز من جهة اوالتواطؤ التأمري لابقاء الفراغ ورقة مساومة وتحصيل مكاسب مختلطة إقليمية داخلية من جهة أخرى. وبذلك يكون الدفع الدعائي التصاعدي من جانب بعض القوى المعروفة في اتجاه ملهاة تحديد منتصف حزيران حدا مفصليا لانتخاب رئيس الجمهورية بمثابة المناورة الكبرى التي لا شيء يضمن واقعيا وعمليا انها آيلة الى تحقيق اختراق حقيقي ونهائي في جدار الازمة. فالمعطيات الداخلية الجدية البعيدة من التلاعب بالرأي العام لا تبدو في مستوى المعطيات التي تسوقها جهات عدة حيال ما يسمى مهلة حزيران حتى انه ينقل عن مرجع بارز استبعاده حصول أي تطور واختراق في منتصف حزيران كما يجري الترويج له وان الازمة ستطول الى امد غير محدد بعد.

والواقع ان التضارب في التوقعات بلغ مستوى قياسيا بين من بات يجزم بوصول “وشيك” لمرشح “محور الممانعة” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية استنادا الى لقائه مع السفير السعودي وليد بخاري في دارة السفير في اليرزة وكأنه لقاء منح الغطاء لانتخابه بعد اسقاط الفيتو السعودي عنه، ومن بات يتوقع ردة سياسية قوية تقوض فرصة فرنجية مع اقتراب قوى المعارضة من اختيار مرشحها الجديد البديل من النائب ميشال معوض لمقارعة فرنجية في الفصل الحاسم من المعركة. واظهرت تصريحات لعضو “كتلة الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي امس ان ما تردد أخيرا عن تقارب بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” كان مبالغا فيه جدا اذ اعتبر بو عاصي ان “التفاهم المسيحي المسيحي وهم وان جبران باسيل لا يتلاءم وهذه المتطلبات وان مشكلتنا معه كبيرة ولها الكثير من الجوانب والحديث عن التقارب هو انطباع خاطئ فلا ثقة لدينا جراء عدم التزام التيار الوطني الحر اتفاق معراب وان قدم حزب الله لباسيل مصالحه نراه في حارة حريك”.

وفي كل المقلبين، بدا واضحا ان المعركة السياسية الداخلية تحولت الى مواجهة دعائية وإعلامية طاغية بحيث يغلب فيها الطابع الدعائي الضاغط على المعطيات الجدية الموثوقة، وبذلك تفقد معظم المواقف والمعطيات صدقيتها ويبقى الرأي العام عرضة للكثير من التضليل والتلاعب بالوقائع الصحيحة. ولكن العامل الثابت من بين كل ما يساق ويطرح في سوق الاثارة هو ان ثمة شبه اجماع لدى القوى السياسية على وجود ضغط متعاظم ان بفعل مواقف خارجية متعاظمة، وان بفعل زخمة استحقاقات داخلية منتظرة تفرض اعتبار حزيران المقبل مهلة وانذار وليست محطة حسم قاطعة، ويتعين بذل كل الجهود الاستثنائية لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد وانهاء حالة الشغور الرئاسي خلالها قبل الوصول الى ازمة نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان التي لم يبلور بعد أي مخرج واضح لمواجهتها قبل اقترابها من موعدها في تموز المقبل. وبذلك فان حزيران يبقى، حتى اشعار اخر، مهلة حث وليس موعدا حاسما لان لا معطيات داخلية او خارجية يمكن اعتبارها حاسمة قطعا تضمن الانتخاب في حزيران. وكل ما يحاول هذا الفريق او ذاك اغراق الرأي العام في مناخاته كأنه حقيقة حاسمة ليس سوى لعبة دعائية تذكيها التحركات الكثيفة المتصاعدة .

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما