11-05-2023
صحف
|
الأخبار
وعلمت «الأخبار» من مصادر في المقاومة الفلسطينية، أن الردّ لم يكن منفرداً، بل أتى بالتوافق بين مختلف الفصائل المنضوية في إطار الغرفة المشتركة. وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال يحاول جاهداً بثّ حالة من الخلافات بين حركتَي «حماس» و«الجهاد»، من خلال الادّعاء بأن الأولى لم تشارك في عملية الردّ. وفي هذا الإطار، قالت حركة «حماس» على لسان الناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، إن ضربات المقاومة الموحّدة «جزء من عملية الردّ على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، وتأتي في إطار دفاعها عن شعبنا الفلسطيني»، محمّلاً العدو «تبعات توسيع عدوانه لأنه سيدفع ثمن حماقته، وعدوانه المتواصل سيفجّر المنطقة ويقود جيشه إلى الجحيم». وكان جيش الاحتلال أعلن أن فصائل المقاومة أطلقت أكثر من 300 صاروخ تجاه مستوطنات «الغلاف» ومدن الوسط، فيما أكدت مصادر في المقاومة، لـ«الأخبار»، أنه تمّ استهداف مناطق مختلفة من تل أبيب وغوش دان وبيت شيمش في منطقة المركز بعشرات الصواريخ، وأن عدداً من هذه الرشقات حقّقت أهدافها وأصابت مناطق مأهولة، فيما منظومة «القبة الحديدية» فشلت في تحييد جميع الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب. وفي ساعات المساء، أطلقت المقاومة، وحتى الساعة العاشرة مساءً، أكثر من 200 صاروخ تجاه مستوطنات «الغلاف» وتل أبيب وبئر السبع، ممّا أوقع عدداً من الإصابات في صفوف المستوطنين. وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة هروب وزيرة اتصالات الاحتلال إلى الملجأ، خوفاً من القصف، فيما انتشرت حالة من الرعب والهلع في صفوف المستوطنين.
وعن مباحثات التهدئة، علمت «الأخبار» من مصادر في المقاومة أن الجهود الديبلوماسية تكثّفت أمس، من جانب القاهرة والدوحة مع حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من جهة، ومع دولة الاحتلال من جهة أخرى. وقد قدّم المصريون رؤية للفصائل لإنهاء المواجهة الحالية ووقف متبادل لإطلاق النار، إلّا أن المقاومة رفضت هذا العرض طالما أنه لا يتضمّن تعهداً إسرائيلياً بوقف سياسة الاغتيالات في غزة والضفة، ووقف المخطّطات التي يريد الاحتلال تمريرها في مدينة القدس المحتلّة، وإلغاء مسيرة الأعلام، وإعادة جثمان الشهيد خضر عدنان. وفي الإطار نفسه، أعلنت «الجهاد» أنها ما زالت في صدد الردّ على جريمة اغتيال ثلاثة من كبار قادتها العسكريين، وأنه في حال لم يوافق الاحتلال على شروط المقاومة، فإنها ستواصل قصف مدن المركز إضافة إلى توسيع مديات الصواريخ. وبعد رفض الحركة مبدأ الوقف المتبادل لإطلاق النار، عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى التلويح بتوسيع العملية العسكرية في غزة، وشنّ حملة موسّعة وضربات عنيفة ضد قطاع غزة، مؤكداً استمرار المعركة مع المقاومة. كما عمد الاحتلال إلى تكثيف غاراته، مستهدفاً العشرات من الأراضي الزراعية، إلا أن التطوّر الأبرز في ضغطه الميداني، تمثّل في ضرب منزل لعائلة فلسطينية شرق مدينة خانيونس، وآخر لعائلة ثانية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وفي أعقاب هذا التطور، حذرت «الجهاد» من أن سياسة قصف المنازل سيتمّ مقابلها تكثيف قصف تل أبيب والعمق الإسرائيلي.
أخبار ذات صلة