يتحضّر "التيار الوطني الحر" لثلاثة أيام حافلة بدءا من مساء اليوم، حيث سيقيم عشاءه السنوي التمويلي في فندق الحبتور، والذي عادة ما كان يقام في 14 آذار، يليه غداً الحوار الشبابي مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ويختتم الاحد بالمؤتمر التنظيمي. فما الذي ستتضمنه المحطات الثلاث وبما تختلف عن الاعوام السابقة؟
نائبة رئيس التيار للشؤون الادارية مارتين كتيلي تؤكد لـ"المركزية" ان "الاحتفال هذه السنة يختلف عن السنوات الماضية، بالتوقيت والسياق. فهو يأتي في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد وبعد كل التغيرات والتفاهمات التي تحصل في المنطقة وتقارب المحاور، كما بعد انتخابات نيابية سجل فيها التيار انتصارا كبيرا وعهد رئاسي حقق انجازات كثيرة كما رافقته خيبات أيضاً. في ظل كل ذلك، يأتي "التيار" في هذه اللحظة السياسية ليقول أولاً لمنتسبيه أنه ثابت كما كان ويحمل شعار الحرية والسيادة والاستقلال على مدى سنوات، منذ 14 آذار 1998، ويجسّد بالفعل معنى السيادة، وبأنه سيادي بحرية قراره وبتمويله الشفاف الذي يعتمد على الملتزمين والمناصرين الذين يؤمنون بأنه خلاص البلد ويودون الاستثمار في التيار لايصال صوتهم. نحن ممتنون لكل التفاعل الايجابي الذي لقيناه، ولدينا أكثر من الف شخص سيحضرون الليلة، ونحن نعوّل على هذا العشاء لاستمرارية التيار. بالطبع سيتم الإعلان عن الحسابات والايرادات وميزانية السنة القادمة، في كلمة المنسق المالي وكلمة رئيس التيار بكل شفافية".
أما بالنسبة للمؤتمر، فتشير كتيلي الى أن "بالاضافة الى السياق العام والشكل المختلف، سيكون المضمون أيضاً مختلفا. فبعد الظروف التي مررنا بها في السنوات الاخيرة ارتأينا ان نقارب القضايا المهمة والامور التنظيمية والسياسية بشكل متجدد. سينقسم المؤتمر الى ثلاثة محاور: الاول يركز على التيار بعنوان "مؤسسة فاعلة" والثاني على الجماعة بعنوان "مجتمع قادر" والثالث على الوطن بعنوان "كيان فريد"، لأن هذه الثلاثية "التيار والجماعة والوطن" لا تتجزأ. وسيكون المؤتمر عبارة عن مزيج بين التنظيم والسياسة بغية تغطية كل جوانب خطة عملنا. والمختلف الآخر هو اننا نقدم 23 مشروعا تشكل خطة عملنا.عادة، نطلق خطة عمل لكل هيئة ولجنة وقضاء ومكوّن في التيار، إنما هذه السنة سنطلق مشاريع مشتركة بين اللجان والهيئات بشكل يفعّل أكثر العمل الافقي في قلب التيار من خلال التوجّه إلى الشباب بمشاريع تلبي طموحاتهم وتساعدهم على البقاء في بلدهم. كما سنطرح في الوقت عينه مقاربة جديدة لكل الملفات من الانتخابات والتمويل والبلديات والمرأة والانتشار، مروراً بمحاربة الفساد وعودة النازحين واللامركزية الادارية والغاز والترسيم. حاولنا ان نقوم بإحاطة لكل الاولويات والقضايا المحورية التي تشكل أجندة التيار السياسية والتنظيمية. لذلك، نتمنى ان نلقى تفاعلا من قبل الحاضرين، لتشكّل انطلاقة نحو بلورة رؤية التيار للعام 2030".
هل ستحمل كلمة رئيس التيار مفاجآت، تجيب: "ستكون لباسيل كلمتان، الاولى مساء اليوم في العشاء والثانية الاحد ظهرا في ختام المؤتمر. لا شك ان كلمته ينتظرها الكثيرون، وهي تعكس روحية 14 آذار بشكل عام كما تعكس توجّه التيار من خلال المحاور الثلاثة التي تحدثنا عنها، وسيضيء خلالها على رؤية التيار ومبادراته لمواجهة الازمة وكيفية مساعدة مجتمعنا وإصرارنا وسعينا للحفاظ على فرادة الصيغة والكيان، كما سيتطرق أيضاً إلى التطورات السياسية والاقتصادية والمالية، إذ لا يمكن لكلمة رئيس التيار إلا ان تكون على المستوى المطلوب، خاصة ما نشهده يوماً بعد يوم من خلل في موضوع الميثاقية والتعدي السافر على الصلاحيات وسوء الإدارة والتخلي عن المسؤوليات في الامور الاساسية والخفة في التعاطي. كما سيتطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية لأنه اساسي ومفتاح للاصلاح والانقاذ. ويتحدث عن أهمية التفاهمات مع كل الافرقاء واهمية مقاربة موضوع رئاسة الجمهورية بشكل منفتح على الجميع كي لا نبقى واقفين في الاصطفافات".
هل يعلن جديدا بالنسبة الى التفاهم مع حزب الله ؟" التفاهم مع حزب الله يدخل في سياق التفاهمات الوطنية وهو وسيلة أكثر مما هو هدف بحد ذاته. التيار يبقى منفتحا على كل الافرقاء الابعدين كما الاقربين، لكن بالطبع ثمة معايير وسقوف في التعاطي تقف عند دورنا ووجودنا وحرية قرارنا ورؤيتنا لإنقاذ البلد. نستطيع ان نضحي بكثير من الامور للمحافظة على التفاهمات مع الآخرين، لكن لا يجوز ان نضحي بأنفسنا وبلدنا".
