16-03-2023
تقارير
|
الأخبار
أمّا من انتفضوا منذ شهور رافضين تدخّل السياسي في «الاتحاد»، فقد باتوا اليوم جزءاً من اللعبة، مع إدراكهم أن عدم التحالف مع واحدةٍ من هذه القوى يعني خروجَهم من «المولد بلا حمّص». لذلك، خفض «اللقاء التشاوري» (الحركة الإصلاحيّة) سقفه. فبعدما كان أعضاؤه يرفضون التحالف مع المرشحين المحسوبين على الأحزاب صاروا اليوم يُرحّبون بهؤلاء بذريعة أنّهم غير ملتزمين وإنّما على «علاقة صداقة» مع هذه الأحزاب! وعليه، صار التّحالف بين «اللقاء» و«المستقبل» ومخزومي بُحكم المحسوم. ما أثار نقمة أعضاء بدأوا يتحدّثون علناً عن إمكان انسحابهم من «اللقاء». سعدالدين حسن خالد أحد هؤلاء، إذ اعتبر أنّه «في حال كان اللقاء يُريد أن يلعب لعبة الاتحاد القديمة والتوافق سلفاً على اسم الرئيس ونائبه، فإن عائلة خالد ستنسحب من الانتخابات تصويتاً وترشيحاً عبر مرشحتها إنعام خالد».
هكذا، تحوّلت انتخابات «الاتحاد» المقررة غداً إلى انتخابات مصيريّة، وضعت فيها الأحزاب «ثقلها»، وأبرزها «تيّار المستقبل» الذي يخوض معركة إثبات وجود بعد اعتكاف رئيسه لإلحاق الهزيمة بـ«تريو الرؤساء» رداً على مشاركتهم في الانتخابات النيابية إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة. ولم يتزحزح «المستقبل» عن شرطه بأن يكون محي الدين كشلي (المقرّب من بهيّة الحريري ونجلها أحمد) رئيساً الاتحاد، ولم تنفع الفيديوهات التي وُزعت على «واتس أب» في اليومين الماضيين باتهام أحمد الحريري بأنّه «سيُسيطر على رئاسة الاتحاد عبر كشلي الذي يُعد تلميذه المطيع وأبرز إنجازاته هي حرمان أهالي بيروت من كافة الخدمات خلال وظيفته في وزارة التربية»، في تعديل موقفه.
إذاً، هي «معركة كسر عظم» ستُخاض بين العائلات بعدما نفدت صلاحية كل مساعي التوافق التي طرحها كل من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والوزير السابق محمّد شقير ورئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعيّة أحمد هاشميّة وجمعيّة «بادر». كما لم يتوصّل الاجتماع المطوّل الذي عُقد أول من أمس واستمر أكثر من 4 ساعات بين جلال كبريت عن تيار المستقبل وسامر صفح عن مخزومي والرئيسين السابقين لـ«الاتحاد» عيتاني وسنّو، إلى أي نتيجة. وتداول المجتمعون بأكثر من طرح، من بينها: طرح كبريت بأن يكون لكل طرف 6 أعضاء في الهيئة الإدارية المؤلفة من 18 عضواً على أن يكون كشلي رئيساً وباسم نعماني المحسوب على مخزومي نائباً له، فرد عيتاني: «خدوا الاتحاد كلو فرد مرّة». وتردّد أن الاجتماع أزعج بعض العائلات بعدما وصل إلى مسامعها أن كبريت وصفح اشترطا مبدأ المداورة في الترشيحات وبالتالي عدم ترشيح أي شخصيّة من آل يموت أو سنو.
وكان من المفترض أن يأتي الردّ الأخير من «تريو الرؤساء» الخامسة من بعد ظهر أمس، إلا أنّ ذلك لم يحصل، ما دفع ببعض أعضاء «اللقاء التشاوري» إلى الاجتماع بكبريت مساء أمس للاتفاق النهائي على أسماء المرشحين وإعلان اللائحة بعدما ارتضوا بأن يكون كشلي هو الرئيس، من دون أن يحسموا حالياً اسم نائبه.
في المقابل، يبدو أنّ صفوف المحسوبين على «تريو الرؤساء» تضعضعت. لا «حس ولا خبر» عن لائحتهم. وفي الوقت الذي كان يمّوت وعيتاني وسنو يحبّذون الذهاب باتجاه وائل التنير رئيساً في وجه لائحة كشلي، أعلن التنير مساءً انسحابه من المعركة وانسحاب آل التنير من «الاتحاد»، مؤكداً «أنّنا لن نقف مع عائلة بيروتيّة ضد أُخرى». وهذا يعني إمكانية أن يكون خصم كشلي هو عبدالرحمن الحوت. في حين يرجح البعض أن تقدم كل العائلات المقربة من «تريو الرؤساء» (نحو 25 عائلة) على الانسحاب من المعركة تصويتاً وترشيحاً، وإصدار بيان ضد تيار المستقبل وتدخلاته في «الاتحاد» وانتخاباته. في المقابل، يراهن البعض على أن الأمر لم ينتهِ بل إن الـ24 ساعة الأخيرة ستحمل مفاجآت تُغيّر من الواقع الحالي.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار